هل لاحظت يوماً، أن هناك ما يجمع بين أسلوب لاعبي البولو والغولف وكرة المضرب؟ الواقع ان هذه االفئة من الرياضات مرتبطة بتاريخ عريق مع حدائق القصور وأجواء الملوك والأمراء، ومهما ازدرهرت وتوسّعت، تبقى متمسكة بخلفياتها الارستقراطية والمخملية العريقة.
وما يميّز أسلوب هؤلاء اللاعبين، هو “الأناقة المريحة” التي تفرض التقيّد بمزايا عملية، لكي تضمن الراحة التامة في التحرك على أرض الملاعب، سواء كانت ملساء او محفوفة بالتضاريس المتعرّجة.
كما ان هذه الرياضة المفعمة بالحماس والتنافس والسرعة والتكتيكات الحذقة، هي كذلك رياضة متطلّبة كمجتمعها المرموق وزبائنها الذين لا ينتظرون سوى ملابس مصنوعة من خامات ذات جودة عالية وتنفيذ متقن، خالٍ من الشوائب.
وعلى ذكر إتيكيت لاعبي البولو، لا يمكن ان يفوتنا ذكر قميص البولو الذي يشكل قاعدة الانطلاق، فقد بزغ فجر هذا القميص انطلاقاً من القرن التاسع عشر، وتحديداً في الهند، حينذاك، كان الجنود البريطانيون يؤسسون نادياً لرياضة البولو في مانيبور الهندية، وسرعان ما لاقى هذا النادي إقبالاً مدهشاً، من الجيش البريطاني نفسه ومزارعي الشاي البريطانيين في الهند الذين بدورهم صاروا من الرواد المواظبين على هذه اللعبة الاحترافية.
وكانت لوازم هذه اللعبة تفرض على اللاعب اقتناء قميص سميك مصنوع من القطن، بكمّين طويلين، بعد ذلك، خضع هذا القميص للتطوير، على نحو جعل الياقة ملتصقة به، منعاً لتطايرها وإرباكها اللاعب. بحلول عام 1862، انتقلت اللعبة الى انجلترا، ومعها وصل هذا القميص الذي تابع طريقه بمزيد من التطوير.
في عام 1920، شهدت هذه القطعة لحظة مفصلية، بفضل لاعب كرة المضرب الأيقوني الفرنسي جان رونيه لاكوست. أعاد هذا الرجل تصميم قميص البولو، ليمنحه مزايا عملية جداً، بعدما لاحظ أن القميص الأبيض التقليدي آنذاك غير مريح على الاطلاق، ويحتاج الى سلسلة من التعديلات، فقدم “قميص لاكوست” قصير الكمّين، كما استخدم خامة تعرف بقطن “البيكيه”، وهذه تسمح لجسم اللاعب بـ”التنفس”، أي انها تمتص التعرق، في المقابل حافظ على الياقة، لأنها تحمي عنق اللاعب من أشعة الشمس.
بعدها انضمّ عدد من المصممين الى هذه الموجة، منهم رالف لورين الذي قدّم عام 1972، قميص البولو الذي يعكس الاجواء المخملية الباحثة عن الراحة، من دون أن تتخلى عن الأسلوب المتقن في الوقت نفسه.