تحدثت مدربة الفروسية الشابة العراقية فوزية رشدي، عن شغفها وتعلّقها بالخيول، وعن العوائق التي يواجهها المتسابقون العراقيون في فعاليات دولية
كانت الشابة العراقية فوزية رشدي في الرابعة عشرة من عُمرها، حين بدأت رحلتها مع الفروسية، لتصبح مدربة في رياضة ركوب الخيل، مع الكثير من الطموحات لتحقيقها على المستوى الدولي، لكنها تصطدم بعائق حظر خروج الحيوانات من العراق بقرار أممي.
درست فوزية التصوير والإخراج، لكن تعلّقها بالخيل جعلها تتخذ من الفروسية عنواناً لمسارها المهني، لتسخر له كل طاقتها واهتمامها.
تروي لـ”ارفع صوتك” عن المرة الأولى التي رأت فيها الخيول في أحد الإسطبلات بمحافظة الديوانية، حين كانت في رحلة برفقة والدها.
البعض حذرها من الانخراط في هذا المجال باعتباره شأناً “ذكورياً”، لكنها لم تتخل عن شغفها الذي بدأ بعد قرارها تعلم ركوب الخيل، خصوصاً أن عائلتها قدمت لها الدعم والتشجيع اللازم، كما تقول.
فوزية رشدي فارسة عراقية الفروسية للنساء أيضاً.. فوزية رشدي فارسة عراقية تروي قصّتها وتناقش المفاهيم التي تزعم أنّ “ركوب الخيل يفقد الفتاة عذريتها”
محطات احتراف فوزية انطلقت من “نادي الجيش” عام 2015، بعد أن تلقت دروساً تدريبية مكثفة في ركوب الخيل في الكلية العسكرية الأولى، الأمر الذي استمر عاماً واحداً.
تتابع: “انتقلت بعدها لنادي العامرية، حيث اختارتني الإدارة كمدربة مشاركة للفروسية وفيما بعد أُعجبوا بأدائي فعرضوا عليّ مهمة تدريب المشتركات الجديدات. كنت أمتلك المهارات والقدرة على تطويع الخيول”.
أثناء حديثها عن العلاقة بينها وبين الخيول، وشغفها بهذا المجال، تستدرك بحسرة بادية على صوتها: “تلك الخيول وغيرها من الأصايل في العراق لا يحق لها الاشتراك في البطولات الخارجية، جراء قرار الحظر الدولي المفروض منذ عقود”.
وعلى إثر هذا، يضطر الفرسان العراقيون المشاركون في المسابقات الدولية، إلى استئجار خيول من بلدان أجنبية.
هذا الأمر، كما تقول فوزية : “يقلل من فرص فوزهم، فهذه المسابقات تعتمد بشكل كبير على علاقة الفارس بفرسه وسنوات تربيتها”.
وكانت المنظمة العالمية لصحة الحيوان فرضت في عام 1989 حظراً على خروج جميع الحيوانات من العراق، على خلفية عدم قيام النظام السابق بالوفاء بعدد من الشروط التي وضعتها المنظمة.
وفي بداية العام الجاري، أصدرت الحكومة العراقية كدفعة أولى 50 وثيقة سفر خاصة بالخيول، استجابة لمطالبات استمرت سنوات من قبل المهتمين بالتربية والتجارة والتنافس في البطولات الخارجية.
تتضمن الوثيقة، التي تعد جواز سفر نظامي، اسم الحصان والعلامات الفارقة فيه، ورقمه، واسم صاحبه، وفق ما أعلنت مديرية زراعة بابل.
هذا الأمر “مبشر” نوعاً ما بالنسبة لفوزية والكثير من الفرسان والفارسات في العراق. تقول: “هذه بداية جيدة قد تُنهي تدريجياً موضوع الحظر المفروض على الخيول العراقية”.