انطلقت الاثنين، منافسات الدورة الثالثة والعشرين لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية “التبوريدة”، برسم بطولة المغرب، التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية للفروسية خلال الفترة الممتدة بين 27 مايو لجاري وفاتح يونيو المقبل تحت رعاية الملك محمد السادس، بدار السلام بالرباط.
وقال عزوز البحري، عن الجامعة الملكية المغربية للفروسية- قسم فنون الفروسية التقليدية، إن الجامعة الملكية المغربية للفروسية بذلت هذه السنة جهودا كبيرة للنهوض وتحيين وتأطير وتقنين رياضة الفروسية كتراث عالمي؛ وذلك ابتداء من المباريات المحلية، ثم المباريات ما بين الجهات إلى النهائيات التي تحتضنها دار السلام.
وتابع البحري أن منظمي هذه المباريات أولوا هذه السنة الأهمية لطرق التبوريدة التي يجب الحفاظ عليها وهي “الشرقاوية والحيانية والكتافية والناصرية”، وكذلك نوعية الخيول العربية والبربرية التي أعطيت حولها تعليمات صارمة لكي تكون الخيول بوثائقها ومضبوطة، ثم الزي التقليدي المغربي والسرج التقليدي المغربي الذي يجب أن يبقى تراثيا محضا للحفاظ على ما تركه الأجداد دون تغيير.
منافسات الكبار والصغار
وأبرز المتحدث ذاته أن المهم في هذه السنة كذلك التشبيب؛ 45 في المئة من المقدمين الذين وصلوا إلى النهائيات شاركوا في دار السلام كمقدمين صغار والآن يتبارون مع الكبار، موضحا أن “الجيل السابق تقاعد وخلفه أبناؤه وأحفاده، فهنالك مقدمون بأحفادهم وهم أناس أوصلوا الرسالة وأدوا المهمة كما ينبغي بنقل التراث إلى الأجيال التي من بعدهم”.
وعن المسألة التحكيمية في ما يخص فنون الفروسية التقليدية، قال عزوز البحري إنها تقننت كثيراً؛ لأن التحكيم للتبوريدة هو أهم شيء فيها، مضيفا أن الحكام يحاولون ما أمكن أن يعطى لكل ذي حقٍ حقه حسب طريق التبوريدة في كل جهة والخيول والزي الخاص بكل جهة.
وتعرف هذه الدورة مشاركة 24 سربة من أفضل سربات الفروسية التقليدية بالمملكة؛ منها 18 في فئة الكبار (17 سنة فما فوق)، وست سربات في فئة الشبان (من 12 إلى 16 سنة)، والتي تأهلت عقب خوضها مسابقات جهوية وبين جهوية نظمت خلال شهري مارس الماضي وماي الجاري بمختلف مدن المغرب، وبشراكة مع الشركة الملكية لتشجيع الفرس.
وتتضمن منافسات الفروسية التقليدية عروضا تقدمها السربات، التي تضم كل واحدة منها 14 فارسا وفرسا إضافة إلى “العلام” أو المقدم”، وتكون في غاية الانضباط لتنفيذ “التبوريدة” بدقة متناهية، على أن يتكلف “المقدم”، الذي غالبا ما يكون أكبر الفرسان سنا، بمهمة تنظيم وتحفيز الفرسان.
ويتم تنقيط السربات وفق معايير، يحددها الحكام التابعون للجامعة الملكية المغربية للفروسية، وتراعي الإنجازات التي يحققها فرسان “السربة” تحت قيادة “المقدم”، والتعبير الحركي، والتطابق الحركي الجماعي، والسير بانضباط، ووحدة حركة البنادق، والطلقة الجماعية الموحدة، ووحدة اللباس والسروج.
وشهد اليوم الأول توافد جماهير غفيرة إلى فضاء دار السلام الذي احتضن فعاليات الجائزة، من أجل الاستمتاع بهذا الفن الفرجوي والطقس الفلكلوري المغربي الذي يشكل جزءا مهما من الثقافة والتراث الوطني والموروث الأصيل.
وتعدّ “التبوريدة” إرثا ثقافيا وحضاريا يتوارثه المغاربة جيلا عن جيل. وقد جرى سنة 2021 إدراج فنون الفروسية التقليدية “التبوريدة” ضمن التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، باعتبار الأهمية التي يكتسيها هذا الموروث التقليدي الوطني