أكد رئيس المهرجان الدولي “ماطا” للفروسية، نبيل بركة، أن المنطقة عاشت “أجواء احتفالية بتراث لا مادي أصيل كان له شرف التتويج بالإدراج ضمن قائمة الإيسيسكو بفضل الرعاية المولوية السامية”، مبرزا أن “هذا ما يشجع على العمل أكثر وبذل جهد كبير لمواصلة المسيرة، ورفع سقف الطموحات التي يسعى المنظمون إلى تحقيقها، وهو الإسهام في التعريف بالهوية المغربية العريقة”.
واختتمت مساء الأحد، بدائرة مولاي عبد السلام بن مشيش بإقليم العرائش، فعاليات الدورة الثانية عشر من المهرجان الدولي لفروسية “ماطا”، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بعد ثلاثة أيام من الأنشطة والتظاهرات ذات الطابع التراثي الأصيل.
وجرى حفل الاختتام بحضور، على الخصوص، وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل، وعامل إقليم العرائش، العالمين بوعاصم، وسفير إسبانيا بالرباط، إنريكي أوخيدا، وعدد من المسؤولين والمنتخبين وضيوف المهرجان من المغرب وخارجه، وجمهور غفير جاء من أجل الاستمتاع بفقرات متميزة.
المهرجان الدولي ماطا
وقال رئيس المهرجان الدولي “ماطا” للفروسية، نبيل بركة، إنه تم “إرسال رسائل للعالم أجمع، عبر هذه الوفود المشاركة من إفريقيا وأوروبا وأمريكا والصين ومختلف قنوات الإعلام الحاضرة والتي ناهزت 78 قناة تلفزية، تؤكد التشبث بالوحدة الوطنية والوحدة الثقافية من شمال المملكة إلى أقصى اقاليم الصحراء المغربية، تحت القيادة الجليلة لأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين”.
وأضاف أن المهرجان كان مناسبة “لإبراز معالم دعوة القطب مولاي عبد السلام ابن مشيش، التي تتماشى والمنهج الحكيم لأمير المؤمنين، والتي كانت موضوع خيمة ماطا الثقافية، والتي جرت بحضور مجموعة من الشخصيات، ممثلة في سفيرة اليونسكو بالمغرب وسفيرة الاتحاد الأوروبي، وعدة شخصيات وازنة أشادت بالمنهج الحكيم لصاحب الجلالة”.
وقال بركة إن هذا المهرجان، الذي عرف مشاركة خيالة ماطا المبدعين الممثلين لـ36 فرقة بمعدل 360 خیال وفارس، سيحفز على العمل على تطوير فعالياته، وخاصة بعدما أصبح لبنة من لبنات الهوية الثقافية المتنوعة والموحدة تحت الوحدة الترابية للملكة المغربية، أرض التعايش وأرض السلام وأرض المحبة والانفتاح على الآخر.
وتطرقت المائدة المستديرة للمهرجان لموضوع “السلم وحوار الثقافات والحضارات”، بمشاركة رجال دين وأصحاب القرار، حيث استحضر المتدخلون “المشترك الثقافي والروحي بين أبناء العالم الواحد، كما تم إبراز ملامح الهوية الثقافية لحضارة المغرب عبر تراث ماطا اللامادي الذي يحمل الكثير من القيم والدلالات الداعية الى السلام والتعايش والتآزر الجماعي”.
كما توقف المتدخلون عند مبادرات الملك محمد السادس اتجاه الإنسانية جمعاء، ما مكن المملكة المغربية من أن تصبح “مثالا يحتذى بها في التعاطي مع مسألة التعايش الجماعي والسلم”.
ونوه المتدخلون أيضا ب “المكانة المتميزة التي تحظى بها المشيشية الشاذلية في القارة الافريقية، والتي لعبت أدوارا هامة عبر التاريخ في عدد من البلدان، وتجلى ذلك في نشر قيم الإسلام الوسطي المعتدل، ورفض التشدد، ونبذ العنف بكل أشكاله”.
وعرفت الدورة الثانية عشر من المهرجان الدولي لفروسية “ماطا” فوز الفارس أحمد جمعة بمسابقة فروسية ماطا بعد تنافس كبير بين أبناء القبيلة، حيث تسلم بالمناسبة تذكارا وجوائز تؤرخ لفوزه وسط زغاريد النساء وفق التقاليد المتعارف عليها، كما تم توزيع تذكارات وشواهد تقديرية على عدد من الخيالة والمساهمين في تنظيم المهرجان ونجاحه.
وحققت الدورة، التي جرت فعالياتها بمدشر أزنيد الواقع بتراب جماعة اربعاء عياشة تحت شعار “ماطا تراث لامادي عريق وفضاء لتبادل الثقافات الإنسانية”، نجاحا بفضل مختلف الأنشطة والفقرات الهادفة، والتي جعلت من تثمين التراث المحلي “ماطا” وترسيخ مبادئ التعايش الجماعي والسلم والتسامح الديني، هدفا أساسيا لها، خصوصا بعد إدراج هذا المهرجان الدولي ضمن قائمة التراث اللامادي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” باسم المملكة المغربية.
وتضمن برنامج المهرجان إقامة سهرات موسيقية بمشاركة فرق تراثية تعكس تنوع المنطقة، إلى جانب إقامة معرض للمنتجات المجالية والتقليدية، والذي تميز بمشاركة مهمة للتعاونيات ووحدات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني القادمة من الأقاليم الجنوبية للمملكة.