منذ مطلع التاريخ والخيل يعيش جنبًا إلى جنب مع الإنسان يمتطيه في حله وترحاله، يشاركه شدته ورخائه.
في أوقات السلم يحمل عنه أثقاله وأحماله ويحفظ له لياقته ويقوي عضلاته.
وفي أوقات الحرب يذود عنه وسط أعدائه، وقد عرف الإنسان العربي قيمة الخيل منذ آلاف السنين.
وكان للحصان العربي مكانة مميزة مهيبة فقد عاش بين القبائل الصحراوية في شبه الجزيرة العربية.
تربية الخيل
وكان موضع فخر العربي وفخاره، ودليل ثرائه ورخائه، وأيقونة نبل أصله وحميد صفاته، ونظرًا للطبيعة الصحراوية القاسية.
فقد قام البدوي بتربية الخيل والعناية بها استعدادًا للحروب المتلاحقة.
والرحلات التجارية الطويلة وفي هذه الظروف الصحراوية القاسية، تطور الحصان العربي بشكل مدهش فيزيقيًا ووظيفيًا.
وعُد أجمل أنواع الخيل وأفضل فصائلها على الإطلاق بالسياق التالي تعرفك إلى كيفية تمييز الخيل العربي الأصيل.
يقول الدكتور أحمد عطيان، أستاذ زائر بأحد معاهد البحوث الحيوانية بمصر.
“إذا قمنا بدراسة تاريخ الحصان العربي ونشأته أو النموذج الأولي لما يعرف بالخيل العربية نجدها أصغر إلى حد ما من نظيرتها الحديثة.
وبخلاف ذلك، فقد ظل شكل الحصان العربي دون تغيير على مر القرون، وعلى الرغم من أن كثير من الدراسات.
والبحوث اختلفت حول أصل الحصان العربي، فسيوف علماء الآثار المسلولة.
بالإضافة لرمال الزمن المتحركة التي تخبئ أسرار أزمان غابرة، لا تجعل الفرصة سانحة لوضع خريطة واضحة لتطور الخيول العربية”.
يقول عطيان: “بحسب بعض الدراسات فأسلاف الخيل العربية كانت حصانًا بريًا في شمال سوريا وجنوب تركيا وربما.
وأيضًا في العراق على طول نهر الفرات وغربًا عبر سيناء وعلى طول الساحل إلى مصر.
ويشير مؤرخون إلى أن هذه السلالة الفريدة من الخيل نشأت في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية.
ونظراً لأن الجزء الداخلي من شبه الجزيرة العربية كان جافًا.
فقد كان من الصعب، أن تعيش الخيول في تلك الأرض القاحلة دون مساعدة الإنسان.
ومن ثم فقد تم تدجين الدواب حوالي 3500 قبل الميلاد، وتم توفير الوسائل اللازمة لبقائها على قيد الحياة.
يؤكد عطيان أن الحصان العربي أثبت عبر التاريخ أنه سلالة أصيلة، لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.
فقد كان مربو الخيول في شبه الجزيرة العربية متعصبين بشأن الحفاظ على جيادهم نقية.
ومن خلال التربية الحسنة والاهتمام بصحة الحصان وطعامه وشرابه وانتقاء أفضل الأنواع لتزويجها.
فقد نجحوا في تطوير سلالات مشهورة ذات قيمة نظراً لخصائصها وصفاتها المميزة.
بمرور الوقت أصبحت الفرس أغلى ما يملكه البدوي، وضمنت البيئة الصحراوية القاسية بقاء الحصان الأقوى والأكثر حدة فقط.
وكانت مسؤولة عن العديد من الخصائص الجسدية التي تميز السلالة حتى يومنا هذا.
يحيطها آذان صغيرة منحنية، بفتحات أنف كبيرة، رقبة طويلة مقوسة، ذيل عالٍ، حيث مظهره بالكامل ينضح بالطاقة والذكاء والشجاعة والنبل.
وكلما تحرك بهرولته الشهيرة، فإنه يعلن للعالم عن طبيعته الفخورة والأنيقة.
يقول عطيان: ” يمتلك الحصان العربي ظهرًا قصيرًا ومستقيمًا، وهو يمتاز بخصر نحيل، وتوازن وتماثل مثاليين.
وصدر عميق، وأضلاع منتفخة جيدًا، وأرجل قوية ذات كثافة سميكة، ووضعية أكثر من ممتازة لعظام الحوض”.
يقول عطيان، اعتنت الثقافة الإسلامية بالخيل العربية وحثت المسلمين على تعلم الفروسية وفنونها.
وقد كان للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، في القرن السابع الميلادي، دور فعال في انتشار النفوذ العربي.
قال صلى الله عليه وسلم: “الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة”.
ويقول كذلك “أكرموا الخيل وجللوها، يؤكد عطيان أن المناخ الصحراوي القاسي فرض على البدو تقاسم الطعام والماء مع خيولهم.
وفي بعض الأحيان تقاسموا خيامهم مع خيولهم، ونتيجة لذلك، طور العرب تقاربًا وثيقًا مع الحصان وذكاءً عظيمًا.
على مر القرون، حافظت القبائل البدوية بغيرة على نقاء عرق الحصان العربي فقد ظلت السلالة في عزلة شبه كاملة.
حيث وضعت تقاليد صارمة للتربية والطهارة للحفاظ على أصالة السلالة ونبلها ونقائها.
وقد كان أي اختلاط للدماء الأجنبية من الجبال أو المدن المحيطة بصحراء الجزيرة العربية ممنوعاً منعاً باتاً.
ونظراً لمواردها المحدودة، فقد كانت ممارسات التربية للحصان العربي انتقائية للغاية.
بينما تطورت أجناس صحراوية أخرى في شمال أفريقيا ومحيط الصحراء الكبرى، إلا أنها بالتأكيد.
لم تكن من نفس دماء الحصان العربي وقد كان العرب فخورين بأحصنتهم النبيلة وينظرون بدونية للسلالات الأخرى الهجينة.
مثل هذه الممارسات، التي ساعدت الحصان العربي في النهاية على أن يصبح ملكية ثمينة في جميع أنحاء العالم.
فقد ظهرت السلالة الرائعة الجمال والمميزة الصفات ومتعددة المهارات التي نعرفها اليوم.
فإن الخيل العربية الأصيلة هي تقريبًا نفس السلالة التي كانت تُركب في الجزيرة العربية قديماً حيث كان العرب يعرضون مواهبهم.
أقرأ أيضا: