أثار تكريم رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، للملياردير المصري البريطاني محمد منصور، بوسام الفروسية، جدلا واسعا كونه أحد أكبر المتبرعين لحزب المحافظين، حسب ما ذكرت صحيفة “تلغراف” البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن رئيس وزراء بريطانيا منح منصور وسام فارس لخدمات “الأعمال التجارية والخيرية والسياسية”، ضمن قائمة من المكرمين تم الإعلان عنها على غير المعتاد.
وقدم منصور، الذي شغل منصب وزير النقل في مصر في الفترة من 2006 إلى 2009، في عهد الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، مبلغ 5 ملايين جنيه إسترليني (6.3 مليون دولار) لحزب المحافظين في يناير الماضي، وهو ما شكّل في ذلك الوقت، أكبر تبرع منفرد يتلقاه الحزب منذ أكثر من 20 عاما.
كما تم تعيينه أمينا لخزانة حزب المحافظين في ديسمبر 2022.
وانتقد زعيم حزب الإصلاح في مملكة بريطانيا ريتشارد تايس، قرار سوناك بالإعلان عن الأوسمة، قائلا: “لقد سئمت الأمة من المحافظين ومحسوبيتهم الفاحشة. أعطهم بضعة ملايين من الجنيهات واحصل على لقب النبلاء أو الفروسية. الأمر برمته غير مقبول”.
فيما قالت عضوة البرلمان ورئيسة حزب العمال، أنيليس دودز: “هذا إما فعل متعجرف لرجل يتمتع بالامتيازات وتوقف عن الاهتمام برأي الجمهور، أو نابع من شخص لا يتوقع أن يكون رئيسا للوزراء لفترة طويلة”.
وأضافت: “في الحالتين، فإنه يظهر عدم احترام صارخ للمنصب الذي ينبغي أن يشعر بالفخر لشغله”.
وحسب “تلغراف”، فقد تبرع منصور للعديد من القضايا الخيرية، بما في ذلك مؤسسة الملك ونصب تذكاري لضحايا كوفيد.
وسبق أن تحدث منصور عن رئيس الوزراء بعبارات جيدة، وقال إنه “يفهم كيف يتولد النمو في الاقتصاد الحديث”.
وتعليقا على التكريم بوسام الفروسية، قال السير منصور: “هذه الجائزة هي أعظم وسام في حياتي. أنا ممتن للغاية”، وفق بيان نشرته مجموعة منصور.
وأضاف البيان أن منصور “من أهم رواد الأعمال في العالم، وهو رئيس شركة (مان كابيتال) للاستثمار، التي تتخذ من لندن مقرا لها، وتعمل على دعم استراتيجيات الشركات الرائدة، وتوفر لها رأسمال طويل الأجل في مختلف القطاعات على مستوى العالم”.
وأشار إلى أن “مجموعة منصور تعمل في العديد من الأسواق والقطاعات، بما في ذلك السيارات والمعدات الصناعية والرياضة وأسواق المال وتجاره التجزئة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية”.
ونوه البيان بأن الراحل لطفي منصور، والد محمد، “درس في جامعة كامبريدج في الثلاثينيات من القرن الماضي، قبل أن يؤسس مشروعه الناجح في تجارة القطن في مصر بعد الحرب العالمية الثانية، وهو النموذج الذي ألهم السير محمد منصور بالالتزام بالعمل الجاد وممارسة الأنشطة الخيرية”.
وجاء تكريم منصور ضمن قائمة خرجت للنور بعيدا عن القوائم التي يتم الإعلان عنها عادة في العام الجديد وعيد ميلاد الملك في يونيو، وهو أمر غير معتاد إلى حد كبير وسيثير التكهنات حول إجراء انتخابات مبكرة في الصيف، وفق “تلغراف”.
وتضمن القائمة أيضا تكريما لأربعة من أعضاء البرلمان من حزب المحافظين الذين كانوا موالين لسوناك، بما في ذلك فيليب ديفيز، زوج الوزيرة إستير ماكفي.
كما حصل المخرج كريستوفر نولان وزوجته إيما توماس، اللذان حققا نجاحا كبيرا في حفل توزيع جوائز الأوسكار، على وسام الفروسية والسيدة، وهي خطوة قال النقاد، وفق “تلغراف”، إنها “محاولة لإضفاء نوع من المصداقية على القائمة”.
وحاولت مصادر في داونينغ ستريت التقليل من التكهنات بأن انتخابات يونيو أو يوليو قد تكون مطروحة، مشددة على أن الذهاب إلى صناديق الاقتراع في الخريف “يظل هو الهدف”.
لكن قائمة التكريم المفاجئة سينظر إليها على أنها محاولة لتعزيز الدعم قبل الانتخابات، حسب ما تقول الصحيفة البريطانية.
وكانت القائمة أيضا مليئة بتكريم الشخصيات الثقافية، والشخصيات المشاركة في تطوير الذكاء الاصطناعي، حيث قالت مصادر حكومية لـ”تلغراف” إن سوناك “رأى في القائمة فرصة للاعتراف بالانتصارات البريطانية في موسم جوائز الأفلام، ونجاح قمة الذكاء الاصطناعي التي عقدت قبل نهاية 2023”.