العالم على موعد مع دبي، ودبي على موعد مع العالم غداً في نقطة التقاء الشرق بالغرب.. الشمال بالجنوب.. فهكذا كانت الفكرة، وهكذا جاء التطبيق مع “كأس دبي العالمي”، فمنذ انطلاقته القوية قبيل نهاية الألفية الثانية، دخلت به ومعه هذه الرياضة الألفية الثالثة، انطلاقاً من مضمار ند الشبا في عام 96 من القرن الماضي، وصولاً إلى أيقونة المضامير العالمية “ميدان”، في نسخته الثامنة والعشرين، وفي ليلة تمتد في مضارب العرب على في المدينة التي لا تنام، هي الأسرع نمواً والأكثر تطوراً في عالم اليوم.. إنها الليلة الكبيرة للقاء الكبار.
دبي ودولة الإمارات هي المنارة ونقطة الالتقاء التي تشكل مع الحواضر الخليجية الشقيقة، الحاضنة التي أعادت الخيل إلى مرابطها العربية.. ففي بطولة البحرين الدولية التي يستضيفها مضمار راشد في المنامة في نوفمبر، يذهب العالم إلى هناك، ويعود إلى دبي لمواصلة كرنفال كأس دبي العالمي، الذي يمتد من أواخر أكتوبر، ثم يتوجه الركب إلى الدوحة في شهر فبراير وتحديدا إلى مضمار الريان للمشاركة في مهرجان سمو أمير قطر، ويعود إلى دبي لتكملة ما بدأوه، قبل أن يختتموا جولتهم الخليجية في ميدان الملك عبد العزيز بالرياض وكأس السعودية، لتبدأ الاستعدادات بالتحضير لكأس دبي العالمي.
بموقعها الجغرافي المتميز، وانفتاحها على الحضارات والشعوب، اغتنمت دبي مزايا عديدة سخرتها في خوض سباق التميز في مجالات السفر والضيافة والتجارة، فـانطلقت “طيران الإمارات” راعية اللقب في كأس دبي العالمي منذ البداية لتربط العالم القديم بالجديد، والبعيد بالقريب، لتصبح أول نقطة يلتقي فيها الجميع، وينطلق منها الجميع، ولديها طيران خاص للخيول من خلال (جناح) إمعانا في ضمان سلامتها، فأصبحت قيمة مضافة إلى البنية التحتية القوية التي جعلت من دبي المدينة الأولى عالميا في جودة البنية التحتية للمطارات والموانئ والطرق، إضافة إلى تميز خدماتها الحيوية الداعمة لمسيرة التنمية المستدامة وعملت على تطوير قدراتها في مجالات الطاقة المتجددة والنظيفة كما عنيت بتوفير أفضل خدمات الاتصالات والربط الرقمي، لتصبح في مقدمة المدن الذكية. ولكل تلك الأسباب، أصبحت دبي تنتظر العالم، وهي جاهزة لاستقباله بفنادقها الراقية ومزاراتها السياحية المتميزة وشواطئها اللازوردية الساحرة.
أمسية كأس دبي العالمي غداً السبت ستكون حافلة بالإثارة والمفاجآت، وللجمهور المحلي والعالمي أن يتوقع شيئاً لم يره من قبل على أرض المضمار، وجنباته وسمائه، إذ استعد لاستقبال عشرات الآلف من الجماهير، عملا بمبدأ أن الجميع فائزون!
فالأجواء العائلية في شهر رمضان الكريم، تمتزج بالإثارة والدهشة والمنافسة التي تحبس الأنفاس، في وجود أفضل الخيول العالمية على الأرضيتين الرملية والعشبية، ولمسافات تمتد من 1200 متر وحتى 3200 متر. كما أن كرم الضيافة وروعة المكان التي توفر الإحساس بالراحة والطمأنينة والسعادة النفسية والروحية، ستكون ممزوجة بمكاسب مالية ضخمة، تسعد الحاضرين، وتملأ قلوبهم فرحا.
اللجنة المنظمة لكأس دبي العالمي رصدت قرابة 400 ألف درهم جوائز لترشيحات الجمهور، و200 ألف درهم لمسابقات ستيل ستيكس، وجوائز أخرى لأجمل ابتسامة، وأفضل الخيل مظهراً، وسيارة لصاحب الحظ السعيد، وغيرها من الجوائز، فيما يتقاسم أهل الخيل 30.5 مليون دولار، مع مكافآت تشجيعية لخيول الكرنفال بقيمة إجمالية تصل الى 4 ملايين دولار.
قال الشيخ راشد بن دلموك آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة نادي دبي لسباق الخيل: “نشعر بحماس كبير لأمسية كأس دبي العالمي 2024 ضمن النسخة 28 لهذا الحدث العملاق، حيث تتنافس خيول من 14 دولة في السباقات التسعة خلال الأمسية، ما اجتذب اهتماماً اعلامياً عالمياً، وقد تلقينا أكثر من 400 طلب تغطية إعلامية مما يدل على القيمة الكبيرة للحدث وسط محبي السباقات في العالم”.
وأرجع النجاح الكبير الذي يشهده الحدث اليوم إلى رؤية صاحب فكرة إطلاقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث كان لرعاية سموه وتشجيعه كبير الأثر في تحقيق هذه المكانة التي يتمتع بها الحدث اليوم بين أهم وأبرز سباقات الخيل على مستوى العالم.
وأوضح رئيس مجلس إدارة نادي دبي لسباق الخيل: “يجسّد كأس دبي العالمي، الذي ابتكره وأطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في العام 1996، رؤية سموه في إنشاء منصة قوية لأعلى مستويات الجودة في السباقات سواء في المنطقة أو حول العالم؛ وظل الحدث يجمع أفضل المواهب الناشئة والأبطال الراسخين، ما يعلي من مستوى الإثارة والحيوية اللازمة للسباقات”.
وأضاف: “نتوقع في نادي دبي لسباق الخيل أن يكون سباقاً شديد التنافسية ونتقدم بالشكر لجميع الفرسان والمدربين والمُلّاك الذين أقدموا على التحدي هذا العام ونتمنى لجميع الزوار تجربة ممتعة في مضمار ميدان”.
وسوف ينطلق الشوط الأول في تمام الساعة 3.30 مساءً بتوقيت دولة الإمارات العربية المتحدة (11:30 بتوقيت غرينتش)، وهو سباق دبي كحيلة كلاسيك (فئة1) برعاية “وَن زعبيل” للخيول العربية الأصيلة لمسافة الميل وربع الميل (رملي)، ويتطلع فيه الجواد بركة للتقدم خطوة إلى الأمام في غياب حامل اللقب الجواد حيان، ولكن الأنظار ستكون متجهة إلى ثنائي الخالدية عسفان وتلال، وتألقهما في مهرجان كأس السعودية لا يحتاج إلى دليل.
في سباق جودلفين مايل (فئة2) (رملي)، برعاية “إعمار”، لمسافة الميل، يعود حامل اللقب أيسوليت للدفاع عن لقبه، وسط إحساس قوي بقدرته على تحقيق النصر.. غير أن القادم من السعودية “سعودي كراون” يبدو الخطر الداهم في هذا السباق، ومع ذلك فإن جودة بقية المشاركين تبقي على اللقب مفتوحاً للكل.
وفي سباق “دبي غولد كب” برعاية الطاير للسيارات، فإن صاحب الأرض والجمهور الجواد سيسكاني، أقرب من غيره إلى خط النهاية، بعد خسارته الموجعة من الغائب عن الحضور، الجواد الآيرلندي بروم في النسخة الماضية من سباق التحمل دبي غولد كب (فئة2) لمسافة 3200 متر (عشبي)، والخطورة من الفائز بالسعودية تاور أوف لندن لاسطبلات بالي دويل الايرلندية.
وفي سباق السرعة، “القوز سبرنت” فئة1 (عشبي)، برعاية عزيزي للتطوير العقاري، تتحفز مهرة جودلفين ستار أوف ميستري لمقارعة حامل اللقب الجواد دانية، في مواجهة لن تكون باردة على الإطلاق بحضور دولي.
الشوط الخامس، “داربي الإمارات” فئة 2 لمسافة 1900 متر (رملي) برعاية اتلانتس ذا رويال، الذي يغيب عنه حامل اللقب بحكم القانون (لخيول الثلاث سنوات فقط)، يدور الحديث حول المهر الياباني فور إيفر يونغ، بطل الديربي السعودي، وكذلك ممثل بالي دويل أيضا.
“نخيل” هي الراعي الرسمي لسباق “دبي غولدن شاهين” لمسافة 1200 متر فئة1 (رملي)، الذي يتحفز فيه حامل اللقب سيبيليس، لمواجهة أي تهديد لعرشه، لا سيما من بطل الرياضة للسرعة الياباني ريميك.
وفي أسخن الأشواط، “دبي تيرف” فئة1 لمسافة 1800 متر (عشبي)، برعاية موانئ دبي العالمية (دي بي ورلد)، فإن لورد نورث يبدو أشد تصميماً على عدم التنازل عن عرشه وتحقيق فوز رابع على التوالي غير مسبوق، ولكن السباق اجتذب منافسين من اليابان وبريطانيا وايرلندا وجودلفين.
بتقاعد حامل لقب لونجين دبي شيماء كلاسيك فئة1 لمسافة الميل ونصف الميل (عشبي)، الأسطورة إيكونوكس، تتصاعد الخلافات حول وريثه الشرعي ما بين ريبيلز رومانس، وبطل الداربي اوغست رودان بطل بريدرز كبن، والمهرة المتألقة في التاج الثلاثي اليابانية ليبرتي ايلاند.
المواجهة الكبرى بين القوى العظمي للسباقات تتجسد في شوط كأس دبي العالمي فئة1 برعاية طيران الإمارات لمسافة 2000 متر رملي حيث تشتد حدة المنافسة بين حامل اللقب الياباني اوشبا تيسورو، وصديقه اللدود سينور بسكادور، الذي غدر به في كأس السعودية، لكن هناك من يتربص بهما سويا، كبير خان، الذي يريد أن يبدأ كبيراً في مشاركته الأولى، وتتعقد الصورة بوجود بطل داربي الإمارات ديرما سوتاجاكي، ونيو غيت القادم من أمريكا، وآخرون من السعودية والإمارات لكل منهم طموح مشروع في لقب الـ 12 مليون دولار.
فلمن تكون الغلبة؟ خلاصة القول أن الشوط سوف ينطلق في 8.35 مساء ثم يسدل الستار على أقوى البطولات بأروع ختام.
وسيتمكن المشاهدون في 150 دولة في قارات العالم الست من متابعة الحدث على الهواء مباشرة عبر 40 شبكة تلفزيونية ناقلة لأمسية كأس دبي العالمي 2024 التي تبلغ مجموع جوائزها 30.5 مليون دولار.
الظهور الأول للجواد كبيرخان بطل سباق تحدي آل مكتوم في يناير الماضي بعث بأكثر من رسالة، أهمها أن دولة في حجم كازاخستان دخلت إلى صلب المعركة، وأن التحدي القادم سيشمل أركان المعمورة الأربعة!! ما دفع قناة كازاسبورت (Qazsport) الرياضية الرائدة لإعلان نقلها للسباق من داخل مضمار ميدان، استجابة لرغبة جماهير تلك الدولة العريقة!
ونجح نادي دبي لسباق الخيل، بالتعاون مع شركة التوزيع والإنتاج (RMG) ووكالة الحقوق الإعلامية (HBA Media)، في التعاقد مع أكبر الأسماء في مجال النقل التلفزيوني للأحداث الرياضية، وستقوم (RMG) أيضاً بالتعاون مع Timeline TV بتقديم كل خدمات التغطية الإعلامية لنادي دبي لسباق الخيل، ويشمل ذلك برنامج (World Feed programme) الذي يقدمه نك لوك أحد أبرز مقدمي سباقات الخيل.
ومن الشبكات الإعلامية التي تشارك لأول مرة في نقل الحدث، القناة السعودية الرياضية، التي ستكون بجانب قنوات دبي ريسنغ وياس، بالإضافة للقنوات العالمية مثل فوكس سبورت وستار بلس وإي إس بي إن وسوبر سبورت وفيابلاي، كما تقوم منصة شاهد – إحدى العلامات التابعة لمجموعة “إم بي سي” ببث وقائع أمسية كأس دبي العالمي مباشرة لقاعدتها الكبيرة من المشاهدين على نطاق العالم العربي وأوروبا، وتقدم المنصة فيديو عند الطلب للمرة الأولى في العالم العربي.. كما تقوم بالتغطية منصة “يورو فيشن سبورت”.
وعد المنظمون جماهير ميدان بحفل ختام لم يشهدوا مثله من قبل.. حيث سيتم استخدام أحدث طائرات (الدرون)، وتوظيف تقنيات الليزر والإضاءة لإعادة تعريف حدود المشهد البصري، حيث ستشارك 4000 طائرة درون متخصصة في تقديم عروض بايروتكنيك فريدة من نوعها بتقنيات الإضاءة LED، ضمن تجربة طيران مثيرة للإعجاب.