مسيرة طويلة قدمها «فارس الأدب» الكاتب الراحل يوسف السباعي، الذي يحل اليوم ذكرى رحيله، الذي يتزامن 18 فبراير 1978، والذي طالما أثرى الشاشة المصرية بأعماله المتنوعة والتي ما زالت عالقة في الأذهان، وفي السطور التالية ترصد «المصري اليوم» أبرز محطات في مشواره.
بدأ الكاتب يوسف السباعي، حياته في منطقة الدرب الأحمر، حيث ولد في 17 يونيو 1917، متأثرًا بوالده محمد السباعي، حيث كتب أولى قصصه خلال المرحلة الثانوية في عام 1932، والتي نُشرت في «مجلتي» و«المجلة الجديدة».
تخرج «السباعي» من الكلية الحربية ، وعمل مدرسًا خلال بداياته، وتقلد منصب مديرًا للمتحف الحربي، وترقى لرتبة عميد، وبدأ حياته الأدبية في منتصف الأربعينيات، وكانت حياته مزيجًا بين عالم الأدب والحياة العسكرية، بالإضافة إلى توليه إدارة عدد من المجلات والصحف، حتى تقلد منصب نقيب الصحفيين خلال مشواره، وكذلك تولى وزارة الثقافة المصرية في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
بعض من أعمال الأديب يوسف السباعى – صورة أرشيفية
«إلى خير من استحق الإهداء».. كلمات يوسف السباعي إلى نفسه
تميز الكاتب الراحل يوسف السباعي، بعباراته المبدعة والذي نجح في تحويل الأعمال الأدبية إلى السينما ومدى تأثر المشاهد بها ورضاه عنها والتي ظلت خالدة رغم مرور سنوات.
وأهدى الكاتب الراحل، إلى نفسه بعض الكلمات من خلال رواية «أرض النفاق» حيث جاءت كلماته «إلى خير من استحق الإهداء.. إلى أحب الناس إلى نفسي وأقربهم إلى قلبي.. إلى يوسف السباعي، ولو قلت غير هذا لكنت شيخ المنافقين من أرض النفاق».
بعض من أعمال الأديب يوسف السباعى – صورة أرشيفية
«جبرتي العصر».. «رائد الأمن الثقافي».. ألقاب حصدها يوسف السباعي
أطلق الأديب الراحل نجيب محفوظ، على «السباعي» لقب «جبرتي العصر» لأنه سلط الضوء في كتابته على أحداث الثورة حتى بداية انتصارات أكتوبر من خلال أعماله المتنوعة، والتي منها «أقوى من الزمن، العمر لحظة، رُد قلبي، ليل له آخر».
كما أطلق الأديب توفيق الحكيم، عليه أيضا لقب «رائد الأمن الثقافي»، بعد دوره في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وجمعية الأدباء ونادي القصة، وتأثر في حياته بكاتبين وهما توفيق الحكيم، وآخر نمساوي.
بين الرومانسية والوطن والمجتمع.. رسائل الراحل في أعماله
قائمة طويلة من الأعمال أكدت على لقبه بـ «فارس الرومانسية»، والتي أرثى الشاشة من خلال بأعماله التي تنوعت بين الأعمال الوطنية، والنقد الاجتماعي، وتغلب عليها الطابع الرومانسي والتي تضمنت رسائل مختلفة والتي تجاوزت الـ 30 عملاً بين المسرح والقصة والرواية وتم تحويل بعضها إلى السينما ولاقت صدى واسع، من بينها «بين الأطلال، إني راحلة، رد قلبي، العمر لحظة، السقا مات»، بالإضافة إلى مسرحية «أم رتيبة».
وتأثر الكاتب الراحل يوسف السباعي، بوالده الذي تأثر بوفاته، ونتج عن قصصه الروائية التي تحولت إلى الشاشة ناتجة عن انفعالات وتجاربه التي نقلها بكتاباته، وجاءت في قصتين «نحن لا نزرع الشوك، والبحث عن جسد»، والذي قال عنهما إنه لم يكتب القصة بشكل كامل ولكن المعنى نفسه وتأثره بالحدث.
رسائل متنوعة تضمنتها أعمال الكاتب الراحل يوسف السباعي، والتي تم تحويلها إلى السينما، والتي تنوعت بين قصص الحب والرومانسية وكذلك القضايا الاجتماعية والوطنية، السيرة الذاتية.
بعض من أعمال الأديب يوسف السباعى – صورة أرشيفية
تناول يوسف السباعي، الفروقات الطبقية من خلال فيلم «رُد قلبي»، والذي سلط الضوء على ثورة يوليو 1952، خلال قصة حب بين الأميرة إنجي، تلك الشخصية التي جسدتها الفنانة مريم فخر الدين، و«علي» الذي يجسده الفنان شكري سرحان، وهو ابنا لـ «عبد الواحد» الجنايني، الذي يجسده الفنان حسين رياض، حيث التحق «علي» بالكلية الحربية ليقرر الزواج من «إنجي» والذي رُفض طلبه ويُتهم والده بالجنون حتى أصيب بالشلل.
«رد قلبى» من بطولة شكرى سرحان، مريم فخر الدين، حسين رياض، أحمد مظهر، صلاح ذو الفقار، هند رستم، رشدى أباظة، زهرة العلا، ومن إخراج محمود ذو الفقار.
أيضا تطرق من خلال فيلم «شارع الحب» ليسلط الضوء على قصة المطرب المغمور والذي يدعى «عبد المنعم» الذي يجسده عبد الحليم حافظ، والذي التحق كمدرس للموسيقى ويخفي شكله الحقيقي ليبدو رجلا مسنا، حتى يلتقي الطالبة «كريمة» والتي يجسدها صباح، وتتوالى الأحداث، وهو من إخراج عز الدين ذو الفقار، وبطولة عبد الحليم حافظ، صباح، عبد السلام النابلسي، حسن فايق، زينات صدقي.
بعض من أعمال الأديب يوسف السباعى – صورة أرشيفية
مرحلة أخرى من خلال أعماله جاءت من خلال فيلم «إني راحلة» والتي قام ببطولتها النجوم عماد حمدي، مديحة يسري، سراج منير، وإخرجها عز الدين ذو الفقار، وهو من الأفلام الرومانسية التي تتناول قصة «عايدة» والتي تحب ابن خالتها الضابط أحمد، وبسبب رفض والدها تبتعد عنه حتى مرغمة على ذلك ولكنها تختار الانتحار سبيلا.
كما قدم الكاتب الراحل أشهر أعماله «نادية» والتي تتناول قصة التوأم «منى ونادية» حيث يعيشان مع والدهما الأستاذ الجامعى في القاهرة، ووالدتهما الفرنسية، وبينما «نادية» الخجولة، وإذا «منى» شقيقتها جريئة ومتحررة، وتتعرض «نادية» لحادث حريق، ويموت الأب لتضطر الأسرة للسفر إلى فرنسا وهناك تموت «منى» أيضا ولكن بعد أن كانت «نادية» تراسل الدكتور «مدحت» وتقع في مأزق خوفا من اكتشاف حقيقتها، والفيلم من إخراج أحمد بدرخان، بطولة سعاد حسني، أحمد مظهر، نور الشريف.
ومن خلال قصة حب رومانسية قدم «بين الأطلال» والذي جاء ضمن أفضل 100 فيلم، حيث تناول قصة حب بين الكاتب محمود، الذي يعيش مع زوجته المريضة ولكنه يقع في حب «منى» التي تصغره بسنوات، ويتعاهدا على لقاءهما دوما عند غروب الشمس، والفيلم من بطولة عماد حمدي، فاتن حمامة، وقدم أيضا من خلال عمل أخر تحت اسم «اذكريني» بطولة محمود ياسين، ونجلاء فتحي.
منطقة أخرى من الأعمال الوطنية، قدمها الكاتب الراحل يوسف السباعيث، في السينما من خلال فيلم «العمر لحظة» والذي تناول مرحلة هزيمة عام 1967، حيث الصحفية «نعمت» مع زوجها رئيس التحريري، حيث يختلفان في وجهات النظر فيما يتعلق بأحوال البلاد والحرب، ما يدفعها إلى العمل التطوعي بأحد المستشفيات للتعرف على مجموعة من الجنود، والفيلم من بطولة ماجدة، أحمد مظهر، أحمد زكي، ناهد شريف، وإخراج محمد راضي.
عدد آخر من أعمال السيرة الذاتية، قدمها الكاتب الراحل يوسف السباعي، والتي جاء من بينها فيلم «الناصر صلاح الدين» والذي رصد انتصار «صلاح الدين» على ملك القدس، وتوقيع معاهدة سلام بينهما، إلا أن قائد الجيش الصليبى «رينو دى شاتيون» يقوم بذبح جماعة من الحجاج الذاهبين إلى مكة، ليقرر «صلاح الدين» الانتقام، وبعد هزيمة الصليبيين تبدأ «فرجينيا» بتجميع الجيش للحرب، فتستنجد بالأمير كونراد لمساعدتها ثم ملك إنجلترا «ريتشارد قلب الأسد» وتبدأ من هنا حملة صليبية جديدة ضد الشرق، والفيلم من إخراج يوسف شاهين، وبطولة أحمد مظهر، نادية لطفي، صلاح ذو الفقار، عمر الحريري، ليلى طاهر، ليلى فوزي، وعدد كبير من النجوم.
كذلك قدم فيلم «السقا مات» من داخل الحارة المصرية، والذي يتناول فلسفة الموت، من خلال شخصية المعلم «شوشة» الذي يخاف من الموت ويضطر إلى الهروب من ذكرى وفاة زوجته الشابة ليجد هواه في متابعة الجنازات لتحدث مفارقة عندما ينقذ المعلم شخصا ما من الضرب في أحد المطعام ثم تتوثق علاقته به ويدعوه للعيش معه في بيته ليفاجأ بأنه يعمل في مجال دفن الموتى ليضيق منه في بادئ الأمر حتى يقتنع بمواصلة حياته دون خوف من الموت.
كواليس إنشاء «نادى القصة»
بدأت فكرته من إحسان عبد القدوس، هكذا تحدث في أحد لقاءاته عن «نادى القصة» بهدف عمل كيان وناد للكُتاب يتم فيه عمل كتاب شهرى لهم، يُنشر فيه إنتاجهم ولتشجيع الناشئين، وبدأت الفكرة بمجموعة مكونة من 11 فردا، وغرفة في ميدان الإسماعيلية، وتم فرشها بالجهود الذاتية، ليكون هناك لقاء أسبوعى يوم الأربعاء لمناقشة الكُتاب أمورهم.
جوائز حصدها الكاتب يوسف السباعي
وحصد «السباعى» العديد من التكريمات والجوائز منها، جائزة الدولة التقديرية في الآداب، ووسام الاستحقاق الإيطالى من طبقة فارس، وفى عام 1970 فاز بجائزة لينين للسلام، ومنح وسام الجمهورية من الطبقة الأولى من مصر، وفى عام 1976 فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومى عن أفضل قصة لفيلمى «رد قلبى»، و«جميلة بوحريد»، وكذلك أحسن حوار لفيلم «رد قلبى» وأحسن سيناريو لفيلم «الليلة الأخيرة».
الفصل الأخير في حياة الكاتب يوسف السباعي
وفى 18 فبراير عام 1978، تم اغتياله في صباح هذا اليوم عن عُمر ناهز الـ 60 عامًا خلال قراءته إحدى المجلات بعد حضوره مؤتمرًا آسيويًا أفريقيًا، داخل أحد الفنادق هناك، حيث تم اغتياله من خلال رجلين، ما أدى إلى قطع العلاقات المصرية مع قبرص بعد قيام وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا والقبض على القاتلين دون علم السلطات القبرصية.
في مثل هذا اليوم 18 فبراير 1978 رحل عن عالمنا فارس الرومانسية وأحد أهم الأدباء والمفكرين المصريين والعرب يوسف السباعى والذي تم اغتياله في قبرص علي أيدى عدد من المتطرفين أثناء مشاركته في أحد المؤتمرات الدولية .
يوسف محمد محمد عبد الوهاب السباعي في القاهرة 17 يونيو 1917 بحي الدرب الأحمر وتدرج في الدراسة حتى تخرج من الكلية الحربية وأصبح قائدا لسلاح الفروسية وكان له فضل في إنشاء سلاح المدرعات بالجيش المصري ، وبالرغم من عمله العسكري لم يخلو باله من الأدب وكان من اهتمامته الكبرى حتى أنه كان له دور كبير في إنشاء نادى القصة ، وتولى عددا من المناصب في الجرائد والصحف المصري وشغل أيضا منصب نقيب الصحفيين المصريين بعد انتخابه في عام 1977 ، قال عنه الأديب الكبير نجيب محفوظ “جبرتي العصر”
وفي يوم 18 فبراير استشهد يوسف السباعى على يد مسلحيين أثناء تواجده في فعاليات مؤتمرا أسيويا أفريقيا في العاصمة القبرصية لارنكا .
وقال محمد صبيح –الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية: طلبنا -وكنت أنا من المصرّين- أن يكون هذا الاجتماع إما في موسكو أو في برلين، لأن هناك تتوفر الحماية. فحاولنا بكل السبل أن لا نذهب إلى قبرص، ولكن السباعي قال أنا لا أريد أن يقولوا إن يوسف السباعي جبن ولا يريد أن يحضر.
كما قال حسن شاش سفير مصر الأسبق بقبرص: أنا دهشت جداً لأن قبرص في هذا الوقت كانت جزيرة مخترقة من جميع أجهزة المخابرات مثل الموساد والمخابرات الإنجليزية. وكان يوسف السباعي قد زار إسرائيل مع الرئيس السادات.
ادعا قاتلا السباعي أنهما قد قتلاه لأنه ذهب إلى القدس برفقة الرئيس السادات، ولأنه بحسب رأيهما كانت له مواقف معادية للقضية الفلسطينية. تناقضت الأنباء إذ أُعلن في البداية أن القاتلين فلسطينيان، واتضح فيما بعد أن أحدهما فلسطيني والآخر عراقي، وما لبثت منظمة التحرير الفلسطينية أن نفت علاقاتها بالحادث، بينما أصرت الصحافة المصرية على اتهام المنظمة بتدبير الحادث.
أعماله
نائب عزرائيل – رواية – 1947م.
يا أمة ضحكت – قصص – 1948م.
أرض النفاق – رواية – 1949م.
إني راحلة – رواية – 1950م.
أم رتيبة – مسرحية – 1951م.
السقا مات – رواية – 1952م.
بين أبو الريش وجنينة ناميش – قصص – 1950م.
الشيخ زعرب وآخرون – قصص – 1952م.
فديتك يا ليل – رواية – 1953م.
البحث عن جسد – 1953م.
بين الأطلال – رواية.
رد قلبي – رواية – 1954م.
طريق العودة – رواية – 1956م.
نادية – رواية – 1960م.
جفت الدموع – رواية – 1962م.
ليل له آخر – رواية – 1963م.
أقوى من الزمن – مسرحية – 1965م.
نحن لا نزرع الشوك – رواية – 1969م.
لست وحدك – رواية – 1970م.
ابتسامة على شفتيه – رواية – 1971م.
العمر لحظة – رواية – 1973م.
أطياف – 1947م.
أثنتا عشرة امرأة – 1948م.
خبايا الصدور – 1948م.
اثنا عشر رجلاً – 1949م.
في موكب الهوى – 1949م.
من العالم المجهول – 1949م.
هذه النفوس – 1950م.
مبكى العشاق – 1950م.
هذا هو الحب -1951م