انطلق مهرجان الفروسية أو ما يطلق عليه مرماح الخيول بصحراء مدينة إدفو شمال، محافظة أسوان، السبت، الذي يتم تنظيمه بواسطة الأهالى بشكل سنوي، ويتجمع فيه أبناء العائلات من المحافظة والمحافظات المجاورة، باعتبارة عادة موروثة عبر الأجيال.
تفاصيل مهرجان الفروسية في مرماح الخيول ويتضمن مرماح الخيول أو مهرجان الفروسية، تنظيم الأهالي والعائلات سباق بين الخيول، ومنها أنواع عربية وأجنبية يتم تربيتها ومراعتها بواستطهم، ويختتم بحصول الفائز على كأس وشهادة تقدير.
وسبق تنظيم فعاليات مرماح الخيول في الظهير الصحراوي بمركز إدفو شمال محافظة أسوان، الاحتفال بمولد سيدنا الحسين والذي يشمل استقبال للعائلات والقبائل المشاركين سواء من دائرة المركز والمحافظات المجاورة، بالإضافة إلى تقديم المأ والمشروبات لهم كضيافة.
يذكر أن أهالي مدينة إدفو شمال محافظة أسوان، احتفلوا مساء الجمعة، بمولد “سيدنا الحسين” كما يطلقوا عليه، حيث توافد أعداد هائلة للحضور من انحاء المدينة والمحافظات المجاورة ايضًا.
ويحتفل أهالي مدينة إدفو كل عام بهذا المولد وسط حضور عدد كبير من ابناء العائلات والقبائل من الصعيد، حيث أنها تعتبر ليلة الاحتفال التي تسبق مرماح الخيول الذي يتم تنظيمه احتفالًا بهذا المولد.
ويبدأ احتفال الأهالي بمولد “سيدنا الحسين” باستقبال جميع العائلات المشاركين بـ”مرماح الخيول” الذي يتم تنظيمه غدًا بعد الاحتفالية سواء من أهالي المدينة أو المتوافدين من المحافظات الأخري، وتقديم المأكولات والمشروبات لهم كواجب ضيافة لهم وطقوس عائلية وعادات متورثة من جيل لجيل.
وشملت المظاهر الاحتفالية للأهالي في ليلة مولد “سيدنا الحسين” بمدينة إدفو فقرات تحطيب وهي أحد الفنون الاحتفالية التراثية الموروثة من الحضارة المصرية القديمة، عبر الأجيال ويتم تنظيمها قبل يوم من انطلاق فعاليات مرماح الخيول والسباق فى الصحراء.
والمرماح هو عبارة عن سباق للخيول، ويشارك فيه 300 حصان من أشهر وأقوى خيول الصعيد، حيث تقوم القبائل العربية والعوائل بتوجيه دعوة مطبوعة لحضور احتفالات المرماح من قرى ومراكز محافظة أسوان ومحافظتي الأقصر وقنا ليتجمع الوافدين من أصحاب الخيول من الفرسان والخيالة، وتقام الليلة وفق المناسبة التي تمر بها القرية.
وعلى هامش المرماح يتم إقامة احتفالات تسبق السباق وتسمي” ليلة المرماح”، وتضم الاحتفالات حلقات الذكر ومدح الرسول وتواشيح دينية والتحطيب ولعب العصا ورقص الكف وتقوم كل قبيلة بذبح عجل وتجهيز الطعام للوفود وأهل القرية خلال الاحتفالات.
وتبدأ الوفود المشاركة في المرماح بالتوجه إلي مضمار السباق “الصابية” أو الصابي للمشاركة، ويكون طول المرماح 4 كيلو متر، وأبرز الخيول المشاركة برج العرب، ونجم الشرقية، وأدى الملوك وبرج العرب هو الفائز في مرماح إدفو هذا العام.
وكان الاحتفال قديما يستمر 15 يوما، وذلك نظرا لصعوبة المواصلات وقتها حيث كان يحضر المتسابقين بالمراكب والدواب ويكون المرماح 3 أيام وباقي الأيام تكون للتعارف بين أبناء قبائل محافظات الصعيد أما في الوقت الحالي أصبح الاحتفال يومان فقط.
تبدأ ليلة المرماح باستقبال الضيوف الوافدين من المحافظات ويتم الاستعداد بتجهيز الموالد للاحتفال وتشتمل علي بائعي الحلوي والمشبك وألعاب الأطفال والمراجيح الذين يحضرون ايضا من المحافظات بحثا عن الرزق في هذه المناسبات كما يتم تجهيز المأدب والطعام ويتناول الضيوف طعام الغذاء ويبدأوا في التحرك بين الدواوين الأخري للتعارف.
وفي المساء تبدأ الاحتفالات وتتنوع ما بين مزمار بلدي ولعبة التحطيب واحتفالات دينية وذكر وموالد مدح في رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وحلقات ذكر وقرأة قرآن كريم وتواشيح دينية ورقص” كف”.
ويبدأ المرماح بتوجه الوفود إلي مضمار السباق”الصابية” للمشاركة في المرماح ويشارك في المرماح 300 حصان من أشهر وأقوي خيول الصعيد ويكون طول المرماح 4 كيلو او اكتر، وتتكون لجنة التحكيم من 5 من الفرسان القدامي ومن أصحاب الخيول القديمة والعمدة والشباب والرياضة.
والمنافسة تكون بالاتفاق بين المتسابقين كل متسابقان يتفقان فيما بينهما على أن يتسابقا مع بعضهما ويتم تكريم الفائز بأطول مسافة بتقديم الكأس له وباقي الفائزين يتم تكريمهم بشهادات تقدير.
والجدير بالذكر أن مرماح الخيل هو تقليد قديم في مصر يتعلق بفن ركوب الخيل والتعامل معها، ويعتبر هذا التقليد جزءًا من التراث الشعبي المصري، خاصة في المناطق الريفية والصعيدية، وتشتهر مناطق الصعيد في مصر بتربية الخيول وثقافة الفروسية، ولذلك تأتي مرماح الخيل على رأس الأنشطة التي تميز هذه المنطقة.
وتُعتبر مرماح الخيل جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس في الصعيد، حيث يُعتبر ركوب الخيل واحدة من أهم وسائل التنقل ووسيلة للفخر والاعتزاز، ويتعلق هذا التقليد بالمهارات الفردية في التحكم بالخيل وقيادتها ببراعة وإتقان.
كما يتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة المتعلقة بالخيول، مثل السباقات والمسابقات التي تجري خلال مواسم محددة في مختلف مناطق الصعيد، وتشمل أيضًا العروض الفنية للفرسان ومهاراتهم في التحكم بالخيل وتنفيذ حركات مثيرة ومبهرة.
تُعتبر الخيل جزءًا هامًا من الثقافة والتراث في الصعيد المصري، وتشكل مرماح الخيل جزءًا لا يتجزأ من هذه الثقافة، حيث يُعتبر الفرسان أبطالًا محترمين في المجتمعات الريفية والصعيدية.