تستقطب النسخة الرابعة لمهرجان كتارا الدولي للخيل العربية نخبة مميزة من الفنانين التشكيليين، حيث يتبارى هؤلاء في إظهار براعتهم في الرسم على السروج والتعبير عن جمال الخيول العربية الأصيلة، مستلهمين أعمالهم الفنية من ثراء البيئة المحلية وعراقة التاريخ والتقاليد القطرية، مكرسين مكانة الخيل العربية في إبداعات جديدة تحمل تواقيع مواهب شابة تعتز بهويتها وثقافتها وتراثها.
ففي الواجهة البحرية لـ كتارا وعلى مقربة من مقر المهرجان، يجلس كل فنان خلف لوحته الفنية التي يرسمها على سروج الخيل المصنوعة من الجلد، ليعبر بحسه المرهف وريشته المبدعة عن جمال وأصالة الخيل العربية، مستقيا أسلوبه الفني من عمق المخزون الثقافي القطري ومعبرا عنه بروح إبداعية متعددة الرؤى.
يقول الفنان التشكيلي حسن أبو جسوم إن فعالية الرسم على السرج تنسجم مع رسالة المهرجان الساعي لإبراز قيمة الابداع، لافتا إلى أن مفردة الخيل تتربع على اللوحات الفنية للفنانين المشاركين كأيقونة ترتبط بشكل وثيق بالتراث القطري، وتزخر بمعاني الفروسية والبطولة، معبرا في الوقت نفسه، عن سعادته بالمشاركة للمرة الثانية في الفعاليات الثقافية للمهرجان الذي يجمع نخبة من الفنانين المتمرسين بجمهور كبير من الزوار والمهتمين والمتذوقين لجمال الخيل والفروسية وفي أجواء طبيعية جميلة.
بدورها، أعربت الفنانة التشكيلية ابتهال السعدي عن سعادتها بالمشاركة للمرة الثانية على التوالي في المهرجان، مشيرة إلى أنها تحاول أن تدمج في لوحتها عدة خيول عربية وترسمها بألوان الإكريليك غير مطابقة للواقع والتي توحي بدلالات رمزية وجمالية معينة، بالإضافة إلى عناصر أخرى مستوحاة من الزخرفة الإسلامية، معبرة عن سرورها بما يقدمه المهرجان من فرصة للاطلاع على تجارب فنية جديدة وبأساليب مبتكرة، تحفل بجمال الخيل وتنبض بأصالة الموروث القطري.
من جانبه، أشار الفنان التشكيلي محمد جوهر العبدالله الذي يشارك سنويا في فعاليات المهرجان إلى شغفه بالخيول العربية من خلال تجسيده لخيل حريري الشقب مع خلفية مستوحاة من الفنون العربية والتراث القطري، مشيدا بما يتيحه المهرجان من أجواء تنافسية وتحفيزية بين الفنانين المشاركين الذين يقدمون عصارة إبداعاتهم وأفكارهم ويجسدونها في لوحاتهم الفنية أمام الجمهور.
أما الفنانة التشكيلية عهود الدفع فتقول: “هذه هي المرة الثالثة التي أشارك فيها في فعالية الرسم على السرج”، لافتة إلى أن عملها الفني يقوم بدمج العديد من العناصر المستوحاة من الموروث القطري والبيئة المحلية كمصادر إلهام وإيحاء، مثل المجوهرات التقليدية والنباتات والأمواج وألوان الصحراء، وذلك لتجسد الخيل العربية بقوتها وعنفوانها وشموخها، مؤكدة أنها تترقب كل عام موعد انطلاق المهرجان للمشاركة في فعالياته الفنية المصاحبة التي تضفي على مسيرتها الفنية تجربة مثيرة تحقق لها سحر المعايشة وروعة التواصل المباشر مع الجمهور، وتتيح لها الاطلاع على الأفكار والرؤى والتجارب الإبداعية الحديثة للفنانين المشاركين التي تعزف إيقاعاتها على مفردة الخيل العربية، بكل ما تحمله من جمال وأصالة وفروسية.
يشار الى أن فعاليات كتارا المصاحبة لكأس آسيا قطر 2023 تتواصل بكتارا وسط إقبال جماهيري لافت، وإشادة واسعة بالبرنامج الثقافي المتنوع والحافل بالأنشطة الترفيهية والتثقيفية والفعاليات الفنية التي تحتفي بثقافة وتراث قطر ودول آسيا .