قالت سجى عريجة أن الخيل تكتسب حُبا وأهميَّة واسعة في قلوب السعوديين والعرب عامَّة، باعتبارها مجدا وإرثا يربط الماضي بالحاضر، ولما تتميَّز به تلك المخلوقات الوفيّة من قوة ووفاء وجمال، وارتبطت بفتوحات وتاريخ مميّز سُطّر ثقافيا وأدبيا في أعمال خالدة، ولا تزال قريحة الشّعراء والكتّاب تنسج عن الخيل أمجاد المجتمع السعودي
تقول سجى عريجة، كاتبة وأوّل مصوّرة سعودية متخصصة في الخيل: “تعود أهميّة الخيل في تاريخ المملكة واهتمامها منذ قديم الزمان ومنذ عهد سيدي مؤسّسها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي وحَّد هذه الجزيرة موطن الخيل العربية على صهواتها الأصيلة، وعلى ذلك استمر الحفاظ على خيل المؤسّس بتسجيل وحفظ أنسابها وسلالاتها بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة، منذ عام ١٣٨١هـ، والذي ارتبط اسمهُ باسم المؤسس”
وعن قيمتها الثقافية، تُضيف سجى عريجة، في حديث خاص لـ”الوئام”: “الخيل تُمثّل جُزءا عظيما جدا يكمن جذورا في قلوبنا، فهو متأصّل من موروثنا الثقافي والتاريخي؛ فنحن نهتم ونعتز بهذه القيمة العظيمة التي أقسم الله، عز وجل، بها في كتابه وسخَّرها في بلادنا شبه الجزيرة العربية، منذُ عهد المؤسّس الملك عبدالعزيز الذي كان فارسا ومحبّا للخيل”
وتوضّح الكاتبة: “تتميّز المملكة بوجود العديد من الخيول الأصيلة، ويستمر الاهتمام بالخيل على امتداد التاريخ في المملكة منذ نهج الآباء والأجداد حتّى عهدنا الرشيد بقيادتنا الحكيمة وعرّاب وفارس الرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث واصل الاهتمام والدعم بنهضة وتطوير كل ما يتعلّق بهذا الموروث العظيم، ففي أرض المملكة تُقام أهم سباقات الخيل في العالم”
وتختتم سجى عريجة حديثها قائلة: “يقول الشاعر المتنبي: الخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي.. وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ، مِن البيت، ندرك قيمة الخيل، باعتبارها أحد رموز الفخر بالمملكة، وهذا الطابع التأريخي تربينا عليه، فالخيل مفخرة العرب، وطالما كانت نموذجا ورمزا للقوة والازدهار والنجاح، بل والحرية والسرعة في إنجاز الخطط المستقبلية، وهذا ما نراه في تسارُع عجلة التطوّر الاقتصادي والتقني والتكنولوجي في السعودية، فضلا عن رمزيتها الثقافية المتوارثة والراسخة في وجدان المجتمع السعودي”