الطموح والإصرار والتحدي كانوا بمثابة الدافع الأكبر لـ خلود الشمري نحو النجاح، حيث تمكنت أن تصبح واحدة من أوائل السعوديات اللواتي عملن في مجال الهجانة والصقارة والفروسية
ترفع خلود شعار الرياضات الشاقة لا تقتصر على الرجال فقط بل بالعكس النساء لهن نصيب فيها أيضًا، تعيش أسعد لحظات حياتها بين تدريب الصقور، تجد راحة بالها عند امتطاء الخيول وتشعر بأنها مالكة العالم أجمع بين يديها عند ركوب الهجن
خاضت العديد من السابقات والتحديات لتصبح أشهر من نار على علم في جميع المجالات الشاقة الثلاثة لتجمع بين أنوثتها وشجاعتها في آنٍ واحد
وفي حوار لها مع مجلة رواد الأعمال كشفت عن تفاصيل رحلتها وممارستها للرياضات الشاقة .
إلى نص الحوار:
في البداية .. نود أن نتعرف عليكِ.. لماذا اختارتين المجالات الشاقة للالتحاق بها مثل الهجانة والصقارة والفروسية ؟ لدي 28 عامًا وولدتُ بمنطقة تيماء، في عُمر صغير جدًا اكتشفت حبي للأشياء والرياضات الغريبة لأنني أعشق التحديات والمغامرات الغريبة، وبعدها تعمقت في الرياضات الشاقة مثل الصقارة والهجن وامتطاء الخيول
حصلتِ على لقب أول هجانة سعودية .. احكي لنا عن الكواليس؟ دخلتُ في مسابقات الهجن بالصدفة، بعدما علمتُ بوجود أول سباق نسائي للهجانة بالطائف ولم تشارك فيه أي سيدة سعودية؛ فقررت المشاركة، واجتزت الاختبار وخضت السباق
كما كانت أول مرة لي في ركوب الهجن وتوفقت في هذه المشاركة بوصولي لخط النهاية وسجلت اسم مشاركة سعودية بالسباق والحمدلله حصلت على المركز الرابع والآن أتجهز للسباقات القادمة
مع العلم أنني كنتُ متخوفة من السباق، لكن الشغف والحماس كانا دافعًا ليّ لتجاوز الصعاب
حدثينا عن انجازاتك في مجال الفروسية ؟ عشقت امتطاء الخيول وزاد حبي وشغفي برعايتها وحبها، حتى أصبحت أول فارسة سعودية تجمع بين الحركات والمهارات البهلوانية على ظهر الخيل بعد تدريبات استمرت لمدة عاميين كاملين، وحاليًا بفضل الله أحمل بطاقة فارسة قدرة وتحمل دولية
كما أنني قدمت عروضًا متنوعة في مهارات رياضة الفروسية، خلال مهرجان سفاري بقيق لتراث الصحراء بنسخته الخامسة، الذي أقيم برعاية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، بإشرافٍ ومتابعة من قِبل محافظ بقيق، زيد بن محمد أبوطالب، وينفذ بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة بالمحافظة
موهوبة في الحركات البهلوانية فوق ظهر الخيل.. ماذا عن رمي السهام أيضًا ؟ بفضل الله تفوقت في رمي السهام من فوق ظهر الخيل بالقوس العربي، وغالبًا ما تكون على سرعة معينة والمطلوب تحديد هدف لتصيبه بالقوس والرمح أيضًا
الفكرة تتلخص في تحديد هدف على الأرض ويقوم الفارس بالانطلاق نحوه بالسرعة المحددة له ليلتقط بها الأشياء من على الأرض
شاركت في العديد من السابقات ومهرجانات الخيول والهجن .. ما هي ؟ مشاركاتي بالفروسية عديدة؛ فهي كانت بمجال العروض فقد شاركت في شوط الأميرة نورة في الرياض ومهرجان الهجن في نسخته السادسة أمام ولي العهد محمد بن سلمان، وكذلك النسخة السابعة، وافتتاح بطولة جاهز لقفز الحواجز لكأس اليوم الوطني، كذلك مسابقة كحيلة في الرياض ومهرجان بقيق ايضًا بطولة بولو الصحراء المقام في العلا ومؤخرًا شاركت في عرض افتتاح كأس العلا لالتقاط الأوتاد ورمي السهام
حدثينا عن رحلتك مع الصقارة بالتفصيل .. وهل ترين أن السيدات سيكتسحن هذا لمجال فيما بعد؟ كنتُ أريد ضم رياضة جديدة لرياضاتي ورأيت أن الصقور هي ما أريد ضمه، لأنني أرى أن الرياضات متاحة للجميع والعُنصر النسائي سيكتسح هذا المجال بكُل تأكيد، لأن الصقارة بحر غزير كل يوم فيه جديد وكل يوم فيه وسائل تدريب جديدة؛ لكن أهم الصفات التي يجب أن تتوفر في الصقارة الصبر وشدة الملاحظة على إطعام الصقر وعلى عينه وعلى لمعة ريشه
النساء تخشى التعامل مع الطيور الجارحة .. حدثينا عن المتعة التي تشعرين بها عند التعامل مع الصقور؟ قديمًا كان ومازال العرب يستطيعون تدريب الصقور ويعتبرونها هواية، فأنا مؤمنة أن هذه هوايتنا وإرثنا ولا اعتبره خطرًا نهائيًا إذا كنت متمرسًا وتتعامل معه باحتراف
من أمتع الأشياء التي اقوم بها مع الصقر هي وقت الغذاء؛ بحيث يكون واقفًا على عُشه ثم يقف على يدي وأحمل غذائه بيدي وأُنادي عليه فيأتي إليّ ليلتقط طعامه من على يدي، والحمد لله لم أتعرض لمواقف صعبة من قبل
ما أنواع الصقور وهل تربينها؟ نعم كُل طائر له اسم معيّن فلديّ مزنة وهي أنثى من النوع الوكري؛ ولديّ معزي وهو طائر حُر، وتختلف أنواع الطيور الجارحة فمنها: العقبان بكل أنواعها، والباز، والنسور، والجوارح الصغيرة
قدمي نصيحة للسيدات لتشجعيهن على ممارسة هذه الرياضات الشاقة لكل السيدات اللاتي يريدن المشاركة في سباقات الهجن والخيول والصقارة، أهم شيء كسر حاجز الخوف ومن ثم التدريب، وعليهن وضع الخوف بعيدًا والاستمرار بالطريق بحماس ومتعة وسيحصلن على أفضل المراحل بهذه المجالات