يتوالى تنظيم سباقات عرضة الخيل على مدار العام في سلطنة عمان، ومنها ما احتضنته ولاية شناص (شمال)، الجمعة الماضية، ضمن سلسلة فعاليات الاتحاد العماني للفروسية المعتادة بشأن ذلك الموروث التراثي الشهير بالبلاد.واستطاعت السلطنة أن تسجل “عرضة الخيل” باسمها عام 2018 في قائمة التراث في اليونسكو.
وركض عرضة الخيل إرث ثقافي تتوارثه الأجيال المتعاقبة في المجتمع العماني تشارك فيه النساء والرجال، وهو جزء من ثقافة المجتمع في الحضر والبادية ارتبط بالعديد من المناسبات التي تقام في المجتمع العماني. وتشهد عرضة الخيل مشاركة شعبية كبيرة من قبل مختلف الأفراد.
والعرضة “موروث تراثي يتنافس من خلاله الفرسان بإظهار مهاراتهم أمام الجماهير المتابعة لفصول الإثارة والمتعة والتشويق”، واستطاعت السلطنة أن تسجل عرضة الخيل باسمها عام 2018 في قائمة التراث في اليونسكو.
ومن تقاليد العرضة إبراز طرق ترويض الخيول والتي تتمثل في استلقاء الخيل وتنويمها أرضا، ومهارات الفرسان الاستعراضية والركوب وقوفا على ظهورها، والإمساك بيد متسابق آخر أثناء الجري في مضمار السباقات.
وفي ولاية شناص في الساحل الشمالي للسلطنة، ظهرت مشاهد التشويق والمهارة في مضمار كبير، ضم عشرات الخيول العربية الأصيلة التي تخطو مرفوعة الرأس يمتطيها فرسان تلمع في عيونهم حماسة الفوز.
ويصطف على أحد جانبي المضمار الكبير، والغبار يعلو مع ركض الخيول محبو ذلك الموروث، ملتقطين بهواتفهم مشاهد فيها تشويق وإثارة.
ومن أبرز تلك المشاهد، تلك التي تركض فيها الخيول في ذلك المضمار، بينما يقف فارسان اثنان، على ظهري خيلهما وهما يجريان، وفي لحظات تكتم فيها الأنفاس، تتشابك أيدي الفارسين الواقفين.
والأكثر إثارة وتشويقا هو ذلك الفارس الذي كان يقف بقدميه على ظهري خيلين يجريان، وليس الوقوف على الخيول وهي تجرى المشهد اللافت وحده في سباق عرضة الخيول الشهيرة بالسلطنة، إذ هناك لحظات مثيرة بين فارس وخيله، فيما يعرف باستعراض “تنويم الخيل”، وفيها صاحب الفرس يجعل خيله يستلقي أرضا بمضمار السباق، بمهارة تثير الدهشة.
ويسبق ذلك تقديم المشاركين استعراض “همبل الخيل” (فن يؤديه الفرسان وهم على ظهور الخيل فردا أو مجموعة)، الذي تتناغم فيها أصوات الفرسان وهم يرددون أبياتا شعرية ترحيبية تتغنى مع صهيل الجياد بحب الوطن والشجاعة، ويليها استعراض “تحوريب أو محورب الخيل” الذي يظهر شموخ الخيول وأصالتها وهي تمشي في بطء وكبرياء بين جنبات المضمار.
وكلما علا غبار المضمار، كان سباق الفرسان فوق خيولهم الراكضة، يبدو أكثر حماسة وتشويقا.
وقال الشيخ عبدالله بن سالم الحجري والي شناص الذي حضر استعراض “عرضة الخيل” في ثوبها السنوي، للتلفزيون العماني، إن هذا “المهرجان يحافظ على هذا الموروث الرئيسي الأصيل الذي تشتهر به السلطنة ويشجع على هذه الرياضة”.
ولم تعد سباقات الخيل وحدها التي تجذب الجماهير في المناسبات الوطنية والاجتماعية ، “بعد أن أصبح فرسان سلطنة عمان وملاك الخيول يسجلون حضورا بارزا بانتشار رياضة الفروسية في شتى ولايات وقرى السلطنة”، وفق ما ذكرته صحيفة الوطن العمانية في يوليو/تموز الماضي.
وبحسب المصدر ذاته، فإنه “لا تخلو قرية أو ولاية من مرابط الخيول ومدارس الفروسية والجمعيات والأندية التي تعنى بتدريب هذه الرياضة الأصيلة التي برع فيها الشباب والشابات من أبناء سلطنة عمان”.
واستطاعت السلطنة أن تدرج “عرضة الخيل” باسمها في العام 2018 في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، وفق ما أعلنته السلطنة في نوفمبر/تشرين ثاني من العام ذاته.
ووفق إحصائيات نشرتها صحيفة “عمان” وتعود إلى 2018، فعدد المدربين في السلطنة 80 مدربا بخلاف 800 حصان يشارك في سباقات منها 590 عربية و210 أجنبية.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن عدد الخيول في السلطنة يتجاوز ألفين.
وتعد سلطنة عُمان عضوًا فاعلًا بالمنظمة العالمية للخيول العربية الأصيلة (الواهو) منذ انضمامها لها عام 1979.
وتعد سباقات الخيل من الرياضات المعتادة عند العمانيين ، حيث تقام سباقات سنوية للخيول مثل سباق الخيل السلطاني، وسباق الخيل بالولايات العمانية والذي يقام باستمرار على مدار العام وخاصة في المناسبات الدينية والوطنية.
وتمثل العرضة استعراضا لبراعة العماني والعمانية في ترويض الخيل والاهتمام بها وتدريبها، وتؤكد مدى الاهتمام والرعاية التي تلاقيها الخيل من قبل أصحابها وحرصهم على تأهيلها والعناية بها.