تعرض بعض المزارع بالعاصمة الجزائرية وفي بعض الولايات المجاورة، خدمة جديدة للمواطنين، وهي إمكانية عيش تجربة ركوب الخيل، هذا النشاط الذي يبدو أنه كثيرا ما يثير اهتمام هواة الفروسية، ويدفع بهم كل نهاية أسبوع، إلى التنقل إلى واحدة من تلك المزارع، التي بدأت تشتهر تدريجيا وسط الشباب والعائلات، بفضل مواقع التواصل الاجتماعي التي روجت لها، حيث نجح مستثمرون في مجال تربية الخيول، حفاظا على الموروث الشعبي العربي والإسلامي، في إعطاء صيغة جديدة لهذا المجال، يمكن للعائلات استغلالها وتمضية وقت ممتع، في أجواء طبيعية نظيفة، بعيدا عن التلوث وعن ضوضاء المدينة وضغطها.
وفي تقرير للمساء الحزائرية بعد زيارة واحدة من أشهر المزارع بمقاطعة سيدي راشد في ولاية تيبازة، يديرها شباب عاشق للخيل، تجمع مزرعته أكثر من أربعين خيلا من مختلف الألوان والأعمار وكذا الجنسيات، تتباهى تلك الخيول فيما بينها، ليستعرض البعض منها جمالها وأخرى أصالتها، وسط ديكور ريفي يقطع الأنفاس، تجربة أقل ما يمكن القول عنها إنها رائعة لعشاق “الفروسية”، ولو كان هؤلاء في سن متقدمة، فلا عمر محدد لركوب الخيل، بل تكفي الرغبة ليستطيع الكبير والصغير وحتى المرأة الحامل، من ركوب تلك الخيول، هذا ما وقفت عليه “المساء” عند مشاركتها واحدة من تلك التجارب.
الفروسية ليست أمرا جديدا في الجزائر، فكانت ولا تزال اليوم، استعراضات الفانتازيا، تزين بعض الاحتفالات الوطنية والدينية في الكثير من الولايات بالجزائر، امتهنها البعض أبا عن جد، واحترفها آخرون، ليستثمر فيها البعض في الاستعراضات، خاصة لإحياء الولائم والأعراس ببعض مناطق الوطن، وآخرون للمشاركة في الاستعراضات، الأفلام وغيرها.
اليوم تتسع رقعة استغلال تلك الثروة الحيوانية بأسلوب جميل، سمح لمحبي الخيل بتجربة الفروسية دون الحاجة إلى التخصص فيها، وأصبح تحقيق حلم طفولة امتطاء الحصان ممكنة، بفضل الخدمة التي توفرها واحدة من تلك المزارع، وسط جمال مدينة تيبازة، وهي تعلم كيفية التعامل مع الخيول وفهم طباعها والتعامل مع اختلافها، وحوارها إلى جانب المبادئ الاساسية في الاعتناء بها وامتطائها وكذا تنظيف اسطبلها أو تركيب مستلزماتها، وكلها من التفاصيل التي تمنح شعورا لا يوصف، يبني علاقة جميلة بين الشخص والحصان الذي يعكس رمز من رموز شهامة الرجل العربي المحارب.
اكتظت المزرعة عند تجوالنا هناك، بالكثير من العائلات ومجموعات الأصدقاء من مختلف الفئات العمرية، وبالرغم من تعقيد بلوغ المزرعة، إلا أن الكثير توافد عليها، للظفر بتلك التجربة التي لابد أن تكون عبر حجز المكان لامتطاء الحصان، إلا أن البعض جرب حظه للمرور هناك، وتجربة شعور الفروسية.
ورغم تحديات تربية الخيول، يقول بعض رواد المزرعة، الذين حدثتهم “المساء”، إلا أنه اليوم، أصبح من الممكن استغلال تلك الثروة للترويج للسياحة في تلك المنطقة، من جهة، ومنح المواطنين مكانا لكسر روتين الخرجات، لاسيما أن الخرجة تكون وفق مسيري المزرعة، عبر فرق منظمة يحصل كل شخص حسب سنه، وكذا حسب وزنه على حصان، في بداية التجربة، يتم تلقينه أسس تركيب السرج، ثم ركوبه وكيفية التعامل معه للسير والمشي يمينا أو شمالا أو الوقوف أو الركض، وغيرها من التفاصيل التي لابد أن يدركها تماما كل شخص يود امتطاء الحصان.
كما يتم تقديم خوذة لكل ممتطي وبعض مستلزمات السلامة الشخصية، قبل الانطلاق في جولة، وسط احضان تلك الطبيعة الجميلة، تصل إلى ساعة ونصف الساعة، مقابل 1700 دينار للشخص.
وحسب ما أجمعت عليه العائلات هناك، فإن الأمن والأمان المتوفران هناك، وتجربة جديدة وسط الريف، بعيدا عن ضوضاء المدينة، هو ما ساعد في استقطاب العائلات هناك مع الرغبة في تمضية الوقت مع العائلة والأصدقاء.