اختتمت، أمس الاول، فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية، (أبوظبي 2023)، بدورة استمرت لسبعة أيام، شهدت حضوراً جماهيرياً فاق الـ 120 ألف زائر، محققاً نجاحات جديدة في جذب أنظار العالم إلى تراث دولة الإمارات وتاريخها العريق، ومسلطاً الضوء على أهم الرياضات المتعلقة بالصيد بالصقور.
وشهدت قاعات مركز أبوظبي الوطني للمعارض في أبوظبي، أمس، اختتام فعاليات المعرض الذي يقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات الذي انطلق العالم الحالي تحت شعار «استدامة وتراث.. بروح متجددة»، وامتد على مساحة 65 ألف كم مربع، بمشاركة ما يزيد على 1200 عارض وعلامة تجارية من 65 دولة.
شهد اليومان الأخيران من المعرض مزادات للصقور والهجن والسكاكين، حيث رسّخ المعرض مكانته في عالم الصقارة كوجهة مفضلة لهواة رياضة الصيد بالصقور، بهدف الحصول على صقور مكاثرة في الأسر فريدة بمواصفاتها وجمالها وأدائها في الصيد، حيث حرص المعرض على استقطاب أفضل الصقور المكاثرة، تلبية لتطلعات ورغبات زواره من عُشّاق الصقارة.
وتوجّه معالي ماجد علي المنصوري، رئيس اللجنة العُليا المُنظّمة للحدث، الأمين العام لنادي صقاري الإمارات، بالشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس نادي صقاري الإمارات، للدعم الكبير الذي يتم تقديمه من قبل أصحاب السمو للمعرض، وللجهود التي تُسهم في حماية التراث الإنساني، والحفاظ على التراث الثقافي العريق للإمارات، وتكريسه في نفوس أفراد المجتمع. وأعرب معاليه عن سعادته بما حققته الدورة العشرون من إنجازات متعددة ومُشاركة قياسية فاقت التوقعات، وما شهدته من برامج حافلة بالفعاليات والعروض والندوات، نجحت في استقطاب جمهور عريض.
ولعب المعرض دوراً محورياً في خلق قطاع خاص وطني ينهض بصناعة وتجارة أجهزة ومعدات الصيد وبنادق الصيد، وتميز المعرض في دورته العشرين بزيادة ملحوظة في عدد الشركات الإماراتية، والتي بلغ عددها 410 شركات تتنوع اهتماماتها وخدماتها بين مجالات الصقارة والخيل وتصنيع مُعدّات وأسلحة الصيد ولوازم الرحلات البرية والبحرية.
200 نشاط
وشهد زوار المعرض خلال الأيام السبعة الماضية أكثر من 200 نشاط وفعالية، منها المُسابقات التراثية والفنية والثقافية المُتخصّصة والتي تم رصدت لها 64 جائزة، كما شهد المعرض مزادات متعددة كأوّل مزاد لسكاكين الصيد، بالإضافة إلى مزاد الهجن العربية، ومزاد الصقور المُكاثرة في الأسر.
وأتاح المعرض للزوار فرصة التعرّف على ثقافة الإمارات وموروثها الأصيل من خلال الأنشطة المتنوعة والمبتكرة التي يُقدّمها، والتي تعمل على رفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والحياة البرية، إضافة إلى تشجيعهم على ممارسة الرياضات الأصيلة والصديقة للبيئة بنحوٍ مُستدام.
منصة الاستدامة
وشهدت منصّة الاستدامة في المعرض نحو 50 ندوة وورشة عمل وفعالية، تُساهم في تعزيز رسالته وشعاره «استدامة وتراث.. بروح متجددة»، وتطوير المُنتجات والمبيعات، واستدامة البيئة والأعمال التجارية ذات الصلة بالقطاعات الـ11 للمعرض.
وتمحورت الندوات في مجال البيئة حول المواضيع التالية: تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية والأراضي في أبوظبي، ثورة إعادة التدوير- الاستفادة من التطورات، جهود دولة الإمارات في حماية الحياة الفطرية واستدامتها، اكتشافات جديدة لأنواع الحشرات في أبوظبي، وإعادة إنتاج الثدييات الكبيرة في تشاد.
أما في مجال التراث والصقارة، فتم تقديم ندوات عدة حول: أهمية وكيفية الحفاظ على تراث وتقاليد الإمارات، منهج وأهداف مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، أهمية الصقارة في تاريخ وثقافة دولة الإمارات، أحدث الخيارات لتخفيف أجنة الصقور، كيفية صنع قفاز بريطاني مخصص للتعامل مع الصقور، الصقور والحمام الزاجل في منطقة الشرق الأوسط، كيفية إقامة التواصل المناسب في مجال تعزيز الصيد المُستدام، بناء مجتمع الصقارة المرن للمستقبل، أمراض الصقور والحمام الزاجل، وذلك بالإضافة إلى مؤتمر «استدامة الصقارة.. مواجهة تحدّيات القرن الحادي والعشرين».
وبالنسبة لقطاع الصيد البحري، تناولت ندوات منصّة الاستدامة مواضيع تتناول أهمية صيد الأسماك المستدام في الإمارات، وكيف يمكن أن يعود بالفائدة على البيئة، أهمية الغوص لاستخراج اللؤلؤ في تاريخ دولة الإمارات، والأدوات المختلفة المستخدمة في صيد الأسماك.
«الكرفانات»
أتاح المعرض الدولي للصيد والفروسية للشركات المتخصصة في مركبات ومُعدّات الترفيه في الهواء الطلق «كرفانات»، عقد صفقات تصميم وتصنيع سيتم تسليمها وفق الاتفاقات التي تمت داخل أروقة المعرض.
وأكد مسؤولو شركات متخصصة في صناعة وتجهيز الكرفانات المتخصصة في رحلات البر، أن المعرض شكل ملتقى للمهتمين كافة بصناعة الكرفانات من الأشخاص والشركات، حيث تم عرض أسعار تنافسية تقل عن السوق بنحو 15 إلى 20%، الأمر الذي مكّنهم من الاتفاق على توريد كرفانات بمقاسات عدّة بعد الانتهاء من تصميمها، وتنفيذها حسب رغبة العميل.
وقال عصام السيابي، المسؤول عن جناح شركة «عالم التخييم والتجارة»، إن المعرض يعد منصة عالمية لكل ما يتعلق بالصيد، وبالتالي تسعى جميع الشركات إلى المشاركة فيه وإثبات نجاحها عبر تقديم أفضل ما لديها من منتجات تحوز إقبال الجمهور من مختلف الجنسيات، وهو ما حرصت عليه الشركة بتقديم 3 أنواع من الكرفانات المختصة بالطرق الوعرة والوديان والأماكن التي يصعب الوصول إليها بالسيارات العادية أو التخييم فيها. ولكل حجم مميزات وقدرة على استيعاب عدد محدد من الأشخاص.
الكرافان الأول يحمل اسم «GC15» ويتسع لـ5 أشخاص، مجهز بالكامل من كهرباء، حمام، تلفاز، مكيف داخلي، مطبخ متكامل مع المخازن. وهذا الكرافان يبلغ سعره 110 آلاف درهم، ومجهز للتعامل بطواعية مع مكابح السيارة التي تقوم بقطره، بمعنى أنه إذا ضغط قائد القاطرة على المكابح، يستجيب الكرافان بكل سهولة.
السرج المستدام
عرض الفارس عمر الهاملي، من خلال مشاركته في المعرض، السرج المستدام، في رحلة تجمع بين التقاليد والابتكار، مع دعم الاستدامة.
ومن خلال مشاركته بالمعرض، عرض الهاملي سرجاً مستداماً مصنوعاً من مواد بلاستيكية معاد تدويرها، وفي الوقت ذاته مريح للخيول.
وبين الهاملي أن السرج المستدام هو من تصميم وصناعة شركة Mesacè المملوكة لعائلة تسكن في كولومبيا، ويساهم في تقليل بصمة الفارس البيئية.
وقال الهاملي، إن السرج لا يمثل رحلة على الخيل مريحة فحسب، بل يعمل أيضاً بمثابة تذكير بأن الابتكار والتقاليد يمكن أن يسيرا جنباً إلى جنب.