حوار: منال محمود
يمتطي الطفل الحديدي محمود سامح صهوة جواده متحديًا بقوته وإرداته سرطان العظام الذي أصيب به منذ الصغر وأسفر عن بتر قدمه إلا أن ذلك لم يزيده إلا قوة وإيمانًا ليصبح أول فارس في مصر بقدم واحدة.
وتحدثت “فتحية سعيد” والدة الطفل محمود سامح مع “الكنوز المصرية”، عن رحلة نجلها البالغ من العمر 12 عامًا مع السرطان وشفائه منه حتى وصل إلى محافل الفروسية ليحقق فيها البطولات والجوائز.
“محمود” أجرى 50 عملية جراحية
قالت “فتحية” أن “محمود” كان يعاني من سرطان العظام وأجرى 50 عملية جراحية إلى أن وصل لمرحلة البتر فلم يكن هناك خيارًا آخر أمامهم من أجل شفاء نجلها.
وعن مشاعرها خلال إجراء عملية البتر لـ “محمود” قالت: ” عملنا البتر بقالنا ٣ سنين.. أول ما شفت ابني بعد ما عمل عملية البتر أغمى عليا لأني ملقتش رجله ودخل الرعاية وفقد دم كتير جدا ووقعت من طولي وكنت بتمني أنه ميعملش البتر”.
وفيما يتعلق باتخاذ القرار الخاص بالبتر: “كنت خايفة من القرار ده جدًا وخلاناه آخر اختيار بالنسبالنا بس أحمد فلوكس الممثل دعم محمود جدًا أنه يعمل بتر وخدنا عنده في البيت وحاول يقنعنا وحسيت أني راضية أنا ومحمود لعملية البتر”.
التفكير في الفروسية عقب عملية البتر
أما عن بدء “محمود” للتفكير في ممارسة الفروسية، كشفت “فتحية” أن الطفل الحديدي كان يحرص على ممارسة الجمباز والسباحة قبل أن يجري عملية البتر لذا بدأ في البحث عن رياضة بديلة بعد خوض هذه العملية.
وأضافت: “بعد ما عملنا البتر بقا بيتفرج على فيديوهات الفروسية وقالي عايزة أدرب على الفروسية وبحثنا عن أسامي المدارس ولاقينا أكاديمية Soul friend Academy وساعدنا الكابتن محمد رمضان”.
وتابعت حديثها عن الخطوات الأولى لـ “محمود” في الفروسية: “الكابتن محمد رمضان عمل اختبار لمحمود وقالي هيجي منه بسبب حبه للخيل ونظرته وقعدته على الحصان وساعد محمود كتير أوي”.
واستكملت بسعادة: “من شهر ٩ اللي فات بندرب في الأكاديمية، وفيها امتحان تحريري وامتحان شفوي وتفوق في الاتنين.. محمود الطفل الوحيد في مصر كلها عامل بتر وبيتدرب فروسية”.
وعن تفوقه في دراسته أيضًا: “محمود متفوق دراسيًا جدًا وقبل ما يحصل موضوع كورونا كان مواظب على دراستة وتدريبات كورونا وطموحه يبقا فارس كبير ويطلع مؤتمر الشباب والرياضة ده أكبر حلم ليه”.
تعرض “محمود” للتنمر
كشفت والدة الطفل أيضًا عن تعرضه للتنمر الشديد من قبل أصدقائه عقب إجرائه عملية “البتر” وهو الأمر الذي شكل تحديًا أمامهما إلا أنها تمكنت من دعمه لمواجهة هذه السلوكيات من خلال حب العديد ودعمهم له.
وقالت “فتحية”: “قبل ما يتم تركيب الطرف الصناعي قعدنا فترة يمشي بعكازين لحد ما رجله تلتئم لكن صمم إنه ينزل وكان بيتعرض للتنمر من أصحاب في البداية وكنت بحاول أدعمه دايمًا وربنا معوضه بحب الناس”.
وتابعت بفخر واعتزاز بنجلها: “محمود قدر يتحدى التنمر وبيطلع على الحصان والرجل الحديد بتبقى باينة ومبيتكسفش وخد مركز أول جمهورية مفتوحة في الفروسية وتبع الاتحاد وكان دايمًا بيطلع مع الكابتن محمد رمضان مركز أول واتكرم في نادي الجزيرة للفروسية لذوي الاحتياجات الخاصة”.