تتميز الخيول العربية الأصيلة، بمواصفات، جعلتها أفضل سلالات الخيول، في العالم، ويرى كثير من العارفين والرحالة أن الخيول النجدية، هي أفضل سلالات الخيول على الإطلاق، وهذا ما جعل كثيرا من أصحاب مرابط الخيل في العالم العربي وفي الغرب، يحرصون على اقتناء الخيول النجدية.
انتقلت مجموعات منها إلى دول العالم، وما زالت أنسابها محفوظة، ويتفاخر ملاكها بأن أصولها نجدية.
قال الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك في رسالته المخطوطة عن أصل الخيل العربية: “أصل الجياد في نجد فقط”.
وذكر الرحالة البولندي “فاتسواف سيفيرين جفوسكي”، في رحلته لبلاد العرب، أن الخيول النجدية، وحدها تستحق أن تحمل اسم كحيلان، فهي سلالة نقية غير مهجنة.
وللرحالة “وليام بالجريف”، حديث مطول عن الخيول النجدية، وذلك عندما زار الرياض عام 1862م، ورأى الخيول النجدية، وإسطبل الإمام فيصل بن تركي.
فقال: شاهدت الإسطبل الملكي، وتلك فرصة كنت أتحينها وأتحرق لها شوقا، لأن الحصان النجدي، لا يقل عن سائر أنواع الخيول العربية، التي تتفوق كل سلالاتها على السلالات الفارسية، وسلالة رأس الرجاء الصالح، والسلالة الهندية.
ونَجْد هي الموطن الحقيقي للسلالة العربية، أو إن شئت فقل النمط الأعلى، أو النوع الأصيل.
ومجموعة خيول الإمام فيصل، تحتل المرتبة الأولى بلا منازع، ومن يشاهد هذه المجموعة، فقد شاهد أرقى أنواع الخيول وأكملها، ليس في الجزيرة العربية وحدها، وإنما في العالم كله.
وإسطبل الإمام فيصل يقع خارج المدينة، ومساحته، 150 ياردة، وغير مسقوفة من الوسط، وبداخلها حظيرة تمتد بطول الجدران الداخلية، ويتم ربط الخيول إلى أوتادها، أثناء الليل، عدد الخيول عندما شاهدتها، كان يصل إلى نحو 300 حصان.
يتم فك هذه الخيول، أثناء النهار لتتجول في كل أنحاء الإسطبل.
يقدّر عدد خيول الإمام بنحو 600 رأس، أو ما يزيد على ذلك.
والعرب لا يفكرون في ربط الخيل من أعناقها، فيستعملون طولا بدلا من الحكمة، ويتم وضع حلقة حديدية خفيفة حول رسغ قدم من قدمي الحصان الخلفيتين، ويتم قفل هذه الحلقة بقفل من الحديد، متصل بسلسلة من الحديد طولها يصل إلى نحو قدمين.
وتنتهي بحبل مثبت في الأرض، على بعد مسافة قصيرة بواسطة وتد حديدي، ومن المعروف أن الخيول في الجزيرة العربية، أقل عناداً وشبقا من تلك التي في أوروبا.
ولعل هذا هو السبب في عدم لجوء العرب إلى القيام بعملية الخصي، وكل ما في الأمر أن هذه العملية تعد نادرة جدا، لأنه ليس لها ما يبررها، علاوة على أنها في رأيهم تقلل من قيمة الحيوان.
كانت قامة هذه الخيول منخفضة إلى حد ما، ولا أعتقد أن قامة أي منها تزيد على 15 قبضة، وأنا أرى أن متوسط ارتفاع هذه الخيول لا يزيد على 14 قبضة.
وحكي الناس لي، أن الحصان العربي أجمل وألطف وأذكي، بكثير جدا من أي حصان آخر.
والخيول النجدية مشهورة بسرعتها الفائقة، ومقدرتها على تحمل التعب، والواقع أن الخيول النجدية تنفرد بهذه الخاصة الأخيرة، ومسألة أن يمضي الحصان النجدي 24 ساعة، سيرا على الطريق دون طعام، ودون تبرم أو احتجاج، أمر له مغزاه، كما أن مسألة التوقف عن الطعام وأداء العمل نفسه، في جو الجزيرة العربية المحرق، مدة 48 ساعة، تنفرد بها أيضا هذه السلالة.
من السهل ركوبها بدون شكيمة أو لجام، وإنما بالاعتماد على إحساس هذه الحيوانات بحركات الركبة ووخز الرّكاب، واستجابتها لأقل وخزة من ناحية، وصوت راكبها من ناحية أخرى.
تتفوق الخيول النجدية، بكثير جدا على كل ما تعلمه مدارس الفروسية للخيول الأوروبية.
هضاب نجد الصخرية، تحتم بيطرة حوافر الخيل، بصورة دائمة، وحذوة الفرس هنا، من النوع البدائي الثقيل، ويقومون بتقشير الحافر بعض الشيء.
كما أنهم يثبَّتون الحدوة بستة مسامير، ولولا جودة الحواف، لأفسدت البيطرة النجدية كثيرا من هذه الخيول الجميلة.
اقرأ أيضاً:
“العقيلات”.. رحلة 4 قرون من تجارة الخيل انتهت بقرار من الجامعة العربية