يبلغ عمر لعبة الأحصنة الدوارة أو «الكاروسيل»، 113 سنة، وهي من أشهر الألعاب في العاصمة اليابانية.
أفسحت لعبة الأحصنة الدوارة والكبسولة الزمنية والمتنزه الذي ضمهما، المجال لمتنزه «هاري بوتر» الترفيهي.
شهدت اللفات الأخيرة للعبة الدوامة، نوبات حنين إلى الماضي حيث اندفع المئات لركوب خيولها، المنحوتة يدوياً، وعرباتها الخشبية المزخرفة.
قال باتريك وينتزل، رئيس «رابطة كاروسيل الوطنية» الأمريكية المعنية بالحفاظ على البيئة، إنّ لعبة الأحصنة الدوارة ربما كانت واحدة من 12 قطعة ثابتة في العالم.
عام 1907 صممها هوغو هاس، مهندس ميكانيكي ألماني، ويمكن أن تتسع لـ154 راكباً وضمت 4200 مرآة ولوحات للإلهة وكيوبيد على الجانب السفلي من المظلة.
وبعد أن دعا الإمبراطور فيلهلم الثاني الرئيس روزفلت لزيارة ألمانيا عام 1910، اقترح هاس نقلها إلى الولايات المتحدةـ
وبعد مرور عام استورد مالكو متنزه «ستيبلتشيس» الترفيهي في «كوني آيلاند» ومتنزه الكاروسيل ونقله إلى بروكلين.
وتشير التقاليد المحلية إلى أنّ الزوار، بما في ذلك آل كابوني ومارلين مونرو، ركبوا لعبة الأحصنة الدوارة قبل إغلاق متنزه «ستيبلتشيس» عام 1964، ونقلت بعدها إلى المخزن لأول مرة.
ويعرض متحف «بروكلين» أسداً من الأسود الحجرية الثلاثة، التي كانت تسحب عربة في جناح كان يضم لعبة الأحصنة.
سمع مالكو متنزه «تويشمان»، الذي تضمن أول بركة نهرية بطيئة في اليابان والعديد من الألعاب الأخرى المصنوعة في ألمانيا، عن لعبة الأحصنة وتقدموا بعرض لشرائها وكانت الأولى من نوعها.
وبعد تفكيكها، نقلت عن طريق البحر إلى طوكيو في عام 1969، لكنّ الأجزاء وصلت بحال سيئة للغاية وقد تقشرت طبقات الطلاء الذي يعلو الخيول الخشبية فاستغرق تجديدها عامين.
بعد أكثر من 20 سنة، عندما انفجرت فقاعة اليابان الاقتصادية القائمة على العقارات، لم يعد بإمكان الأشخاص الذين طردوا من العمل تحمل تكاليف زيارة مدينة الملاهي، وانخفضت نسبة زوار مدينة «توشيمان» الترفيهية.
وفي الأيام التي سبقت موت متنزه «توشيمان»، قال البعض ممن وقفوا في الطابور للحصول على جولة أخيرة على الأحصنة الدوارة إنّهم يتطلعون إلى استبدال المتنزه بآخر جديد.
على سبيل المثال، قالت سوزو هومي (37 سنة)، وهي تنتظر دورها مع ابنيها التوأمين (4 سنوات): «من المحزن أنّها ستزول وستتلاشى معها الذكريات.
ولكن عندما يصبح هناك متنزه هاري بوتر جديد، يمكن للأشخاص الذين لم يأتوا إلى هنا من قبل أن يأتوا لزيارته. فالذي يزور توشيماين سيأتي بسبب الحنين إلى الماضي.
ولكن بالنسبة للآخرين، كانت الأحصنة الدوارة أعز على قلوبهم.
ففي أواخر الشهر الماضي، تحدث هيروشي أوشيدا (40 سنة) الزائر القديم للمتنزه وعاشق الأحصنة الدوارة، إلى مجموعة من حوالي 100 زائر في متحف صغير يؤرخ للعبة العتيقة قائلاً إنّه يقدر عدد مستخدميها طيلة كل تلك السنوات في طوكيو بنحو 56 مليون شخص وأنّه يتمنى أن يراها مرة أخرى في موقع رابع.
وأضاف أوشيدا، الذي كان يعمل مهندساً في الحديقة وكان شغوفاً جداً باللعبة قائلاً: «أعتقد أنّ هناك الكثير من النقاش حول مكان وضعها في الحديقة»، ووصل في عشق هذه اللعبة لدرجة أنّه تزوج من زميلة تعمل معه في المتنزه نفسه وجرت مراسم الحفل أمام اللعبة.
وتابع، يمكن أن تمر ثلاث أو أربع سنوات قبل أن تفتح مرة أخرى.
وبينما كان المئات من الزوار قد دونوا ملاحظات ملونة زاهية مع رسائل حزينة على ملصقات جدارية، تقول إحداها: «بكيت بينما كنت أتجول وألعب لعبة الحصان الدوار للمرة الأخيرة. شكراً».
في مقابلة بعد حديثه، قال أوشيدا إنّه ربما يمكن لسيبو، مالك الحديقة، إعادة بناء لعبة الأحصنة خلف أحد فنادقها.
أو ربما يمكن لمتنزه آخر، أو حتى قرية، أن تستوعبها كما حدث في المدن الكبرى في أوروبا.
وفي النهاية قال إنّه يأمل أن يبقى الكاروسيل في طوكيو.
واختتم أوشيدا قائلاً: إذا كان للعبة روح، أعتقد أنّها ستنزعج كثيراً جراء نقلها مرة أخرى.
اعتقدت أنّه كان لديها مقر دائم في ألمانيا من ثمّ نُقلت إلى نيويورك، فاليابان حيث استقرت لخمسين 50 سنة، الأمر الذي لا يقدر بثمن.
اقرأ أيضاً: