أهدى “عدنان عزام” الرحّالة السوري، 60 عاماً، حصانٍ عربيّ هدية للشعب الروسي وروسيا التي وصلها مؤخراً، وتهاوى معها تعب عشرة أشهر متواصلة.
لمع اسمه محلياً في دمشق عقب إعلانه التوجّه في شهر أبريل الماضي إلى روسيا بغية تقديم حصانٍ عربيّ هدية للشعب الروسي.
روي الرحالة عزام، لـصحيفة “اندبندنت عربية”، تفاصيل رحلته الصعبة حيناً والممتعة حيناً آخر، قائلاً: نحن السوريين نعرف روسيا جيداً منذ السبعينيات، حين كان يحكم البلاد الاتحاد السوفييتي، وهي ليست بعيدة عنا، وكأني أعرفها جيداً من خلال ما قرأنا في الكتب عن أدبائها ومثقفيها.
ويقول عزام، إن رحلته على ظهر حصان من دمشق إلى موسكو هي الأولى من نوعها.
وعلى ظهر (نيازك الشام) اسم الفرس الأصيل، الذي رافق الرحالة في كل محطات سفره منذ شدّ رحاله متجهاً من ساحة الأمويين، وسط العاصمة السورية عبر الأردن، قاطعاً العراق ثم إيران، ومن بعدها أذربيجان.
ويصف عزام مشاعره لحظة وصوله إلى روسيا، فقال: أولى الخطوات التي دخلت فيها انتابتني مشاعر وكأني أسير على سطح القمر، هو شعورٌ أعرفه جيداً ينتاب الرحالة حين يصلون إلى هدفهم”.
شارك عزام مع أصحابه المقربين تفاصيل رحلته عبر مواقع التواصل الاجتماعي في كل بلد كان يحلّ به، لكن أكثر ما ألمّ به حزنه على فراق أحد الجوادين.
فالرحالة السوري قطع برفقة (نيازك الشام) و(أماني) الأراضي الأردنية عبر المعبر الحدودي الواصل بينها وسوريا حتى وصل إلى العراق.
وأضاف، فقدت الفرس (أماني) بحادث أليم، وحاولت الفرق الطبية إسعافه دون جدوى.
وأكمل الرحالة عزام طريقه مع فرسه (نيازك الشام)، بعد أن اجتاز الصحراء العراقية الحارة والأراضي الإيرانية ليدخل بلاد القوقاز في داغستان والشيشان والجركس والقوزاق حتى موسكو.
توالت ردود الفعل الروسية المُرحبة التي قدّرت مساعي عزام، إذ التقى وجهاء ومسؤولين روسيين، وشارك في عددٍ من الفعاليات الدبلوماسية السورية والروسية، وأجرى أكثر من مئة لقاء مع وسائل إعلامية روسية، وسط احتفاءٍ كبيرٍ سبقه استقبال في 17 يناير الماضي حين وصوله.
ووجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، رسالة امتنان إلى الرحالة عزام، مقدراً ما تكبده من مشقّة السفر والتنقل لإيصال مشاعره الصادقة إلى المواطنين الروس.
وقوبل تكريم عزام من قِبل الروس باستحسان ورضا سوري.
ويقول متابعون للرحلة، إنها تأتي في توقيت مهم، وصلت فيه العلاقات بين البلدين إلى ذروتها، إذ لم يتوقف الكرملين ومجلس الدوما عن مد يد العون للسوريين طيلة سنوات الحرب.
اقرأ أيضاً: