قالت الفارسة فرح عوض الله مؤسسة فريق نفرتيني لرياضة بولو الخيول في مصر، إنها خطوة لإنهاء احتكار الرجال للعبة، ووضع المرأة على قدم المساواة مع الرجل فى ممارسة هذه الرياضة.
وأكدت فرح في حوار لها مع مجلة “نصف الدنيا” أنها فخورة بتأسيس الفريق، متمنية أن تفوز به ببطولات محلية ودولية..
وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته مجلة “نصف الدنيا” مع الفارسة فرح عوض الله..
في البداية، عرفتنا فرح بنفسها قائلة: عمري 25 عاما، وتلقيت تعليمى فى كندا ثم في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأعمل حاليا فى مجال البتروكيماويات مع والدى.
وأكدت أن البولو رياضة ابتدعها الفرس، وكانت لعبة الأمراء والملوك منذ القدم، وكانت تمارس فى مصر فى عهد الدولتين المملوكية والأيوبية اللتين اهتمتا بها إلى درجة أنه تم تخصيص منصب «الچوكندار» فى الدولة المملوكية، وأول مباراة بولو مسجَّلة فى التاريخ أقيمت بين التركمان والفرس عام 600 قبل الميلاد.
– سألناها، ما سر حبك لهذه اللعبة التى تعد ثاني أخطر لعبة فى العالم؟
فقالت: هوايتى ركوب الخيل منذ كنت فى سن الرابعة من عمري، وكنت أمارس لعبة البولو ورياضة الفروسية بالقفز على الحواجز إلى أن سافرت إلى كندا ووجدت هناك أن رياضة القفز على الحواجز تختلف عن الذى نمارسه فى مصر تماما من حيث طريقة الركوب، وبعدما عدت إلى مصر اتجهت إلى ممارسة رياضة البولو مع والدى إبراهيم عوض الله وهو لاعب بولو قديم وماهر، وهو مثلي الأعلى، وعندما رآنى مروان الأفندي صديق قرر أن يدربنى على ممارسة هذه اللعبة لكى أغير من لعبة الفروسية إلى البولو ، لأن طريقة اللعب والركوب مختلفة تماما فى كل منهما، وبدأت في ممارسة لعبة البولو مع فريق نادى الجزيرة وهو النادى الذى يلعب فيه والدى، وكنت ألعب مع الفريق المختلط الرجالى فى النادى ولم يكن معى أى لاعبات فى الفريق.
– وهل ممارسة والدك للعبة بولو كانت سببا في اهتمامك بها؟
لا أنكر دور والدى، ولكن أيضا بعد فترة من ممارستى لعبة الفروسية وقفز الحواجز شعرت بالملل لأنه لم يكن فيها أي حماسة، بعكس البولو فهى لعبة أساسها الحماسة، وكل مباراة مختلفة عن غيرها.
– كيف فكرت فى تكوين فريق نسائى؟
والدتى صاحبة الفكرة، فهى دائما كانت تتمنى رؤيتنا نفعل كل شيء، وألا يمنعنا كوننا فتيات عن ممارسة لعبة أو عمل، فهى لا تؤمن بالفوارق بين الجنسين، فاقترحت علىَّ فكرة تكوين فريق بولو نسائى، وكنت أعرف لاعبة بولو فى نادى الشرطة فتواصلت معها ومع لاعبات فى فرق أخرى وعرفننى بلاعبات بولو مبتدئات وكونَّا فريقا بدأناه بعشر لاعبات، ووصلنا حاليا فى الفريق الأساسى إلى خمس لاعبات بخلاف 9 لاعبات أخريات ضمن الفريق لسن ضمن الفريق الذى يشارك فى البطولات.
– ما الصعوبات التى وجدتنها فى البداية؟
نظرة الناس لنا، وعدم النظر إلى الفريق بجدية من المشكلات التى واجهتنا فى البداية، لكن المجلس القومى للمرأة ساعدنا ودعمنا بقوة مما أعطى الفريق ثقلا وأصبح له وجود ومعترف به.
كما أن أسر اللاعبات كان لها دور كبير فى دعمنا بالطرق كافة، وأيضا اتحاد البولو المصرى الذى يوفر لنا التدريب وينظم لنا البطولات، وللأسف على الجانب الآخر كانت نظرة الإعلام السلبية للفريق من أكثر الأشياء التى تركت أثرا نفسيا سيئا على (عضوات) الفريق، ونحاول تغيير هذه النظرة بنشر أخبار الفريق والبطولات التى نشارك فيها والإنجازات التى نحققها حتى تصبح اللعبة معروفة فى مصر وتلقى إقبالا من الفتيات ويدعمها المجتمع.
– حدثينا عن التفاصيل الفنية لتلك اللعبة؟
المباراة تكون من فريقين كل منهما يضم أربع لاعبات، والملعب فى اتساع ستة ملاعب كرة قدم والفريق الواحد المكون من أربع لاعبات فى أماكن 1 و2و3و4 دور المكانين الأول والثاني الهجوم والثالث والرابع دورهما ضبط اللعب بإعطاء الكرات الطويلة والدفاع، وكل لاعب له تصنيف معين فى اللعبة يبدأ من ناقص اثنين إلى عشرة من حيث قوة ومستوى اللاعب، وفى مصر أعلى لاعب مستواه «2 هاند كاب»، حيث إن المستوى اسمه «هاند كاب»، وأعلى مستوى لاعبة بولو هى «هنا بدر» ومستواها «زيرو هاند كاب «، وتقييم اللاعب لمنحه هذه الدرجات على أساس قوة لعبه ومهاراته، ويوجد أيضا تقييم نسائى يبدأ من صفر إلى عشرة وهنا الهاند كاب النسائى لها هو 3 وأنا 2 وبقية اللاعبات ما بين صفر وواحد وهو تقييم دولى من الاتحاد الدولى للبولو.
وطريقة اللعب يتم تغيير أماكن اللاعبات بالفرق بعد تسجيل كل هدف، ويعكس كل فريق موقعه، ويتم ذلك لضمان العدل، لأنه أحيانا يؤثر اتجاه الهواء داخل الملعب على سير الكرة.
ولعبة البولو لعبة عنيفة بعض الشيء لأننا نشتبك بأجسادنا ونحاول رفع مضارب بعضنا البعض، وتحتاج إلى قوة، فتصنف كثاني أعنف لعبة فى العالم، لذلك لا يوجد عليها إقبال كبير من الفتيات، ولكن من يمارسنها تمنحهن ثقة فى النفس وقوة.
– وما الأدوات التى تتطلبها ممارسة تلك اللعبة؟
الخوذة والكيعان والركب والحذاء الطويل ومضرب وسوط والحصان، والمباراة فى مصر تقسم إلى أربعة أشواط، مدة كل شوط منها 7 دقائق وثلاثون ثانية، لكن فى الخارج يصل عدد الأشواط إلى ثمانية والحصان يتم تغييره كل شوط.
– لعبة البولو من الألعاب العنيفة فهل تتعارض مع أنوثة الجنس اللطيف؟
لايوجد فرق بين النساء والرجال فى ممارسة اللعبة، أو أية رياضة بشكل عام.
ونحن فى مضمار اللعب لا نريد النظر إلينا على أننا فتيات وأننا لا نتحمل الألعاب التى فيها بعض العنف، فنريد أن نغيِّر هذه النظرة فى المجتمع سواء داخل الملعب وخارجه.
وفى بداية خوضنا المباريات كان اللاعبون الرجال يخافون علينا، ولكن بعد أن أثبتنا جدارتنا يحاول المسؤولون عن اللعبة العدالة فى التعامل معنا ومع فرق الرجال، والاتحاد المصرى للبولو يساعدنا فى ذلك.
– هل توجد شروط ومواصفات خاصة لدى من يريد ممارستها؟
لا توجد شروط كثيرة، لكن أهم شرط هو إجادة ركوب الخيل، وأن تتوافر الأدوات اللازمة لممارسة اللعبة، وأن يكون لديه حصان خاص به.
– كيف ترين ممارسة المصريات لألعاب ظلت لفترات حكرا على الرجال؟
المجتمع بدأ يتغير ولم يعد مجتمعا ذكوريا فقط، حيث أصبحت هناك مساواة بين الجنسين فى أغلب الأمور فى المجتمع.
– وما الذي تنصحين به لتقليل خطورة لعبة البولو ؟
خطورة اللعبة تكمن في أنها لعبة تعتمد على الحركة، فكل عناصرها تتحرك من خيل وكرة ومضرب، ولكن إذا اتبعنا قوانين اللعبة بطريقة صحيحة فالخطورة ستقل، واللاعبة التى تجيد ركوب الخيل وتطبق القوانين الخاصة بلعبة البولو فلا خوف عليها ولن تتعرض للخطر.
– هل هناك مواصفات خاصة للحصان المستخدم فى لعبة البولو ؟
الخيل أسعارها مرتفعة، ومكلفة، وهناك بعض الفرق تنتمي إلى جهات تدعمها وتوفر لها الخيول مثل فريق نادى الشرطة، لكن في معظم الفرق الأخرى كل شخص يلعب بالخيول التى يمتلكها واللاعب لا يستخدم حصانا واحدا فى المباراة بل يستخدم أربعة خيول بحسب عدد أشواط المباراة، والحصان قد يكون مدربا وجاهزا للعب أو نشتريه ونقوم بتدريبه لأن البولو لعبة مختلفة عن بقية ألعاب الفروسية حتى طريقة الإمساك بالحصان وطريقة الحركة واللعب.
وأكثر حصان يُستخدم فى هذه اللعبة هو الحصان الأرجنتيني، وأنا ووالدى نستخدم هذا النوع، كما يمكن استخدام حصان سباقات مدرب.
– وماذا عن المسابقات الدولية والمحلية التى شارك فيها فريق نفرتيتى النسائي؟
شاركنا فى بطولة «الملكة أوليفيا» الدولية، وهذه البطولة سميت باسم أول سيدة مصرية تمارس لعبة البولو ونظمها اتحاد البولو المصرى بالتعاون مع فاروق يونس صاحب الفكرة، كما شاركنا فى مسابقة رمضانية بنادى الشرطة، ثم شاركنا فى بطولة دولية أقيمت بالهند ضمت مصر وأمريكا والأرچنتين وبريطانيا وفريقين من الهند.
– حدثينا عن طموحكن ك فريق نسائي مصري لرياضة البولو ؟
أتمنى أن يحقق الفريق النجاح، ويطلبوننا للمشاركة فى المنافسات الدولية.
وأتمنى أيضا أن ينظر إلينا المجتمع نظرة جادة ويدعمنا لأننا نقدم شيئا مختلفا لأننا نضع أنفسنا موضع الخطر فى كل مرة نرتقى فيها الحصان ونتحرك في أثناء المباريات، لأن البعض يعتقد أننا فريق فتيات لمجرد التسلية فقط غير مدركين أهمية ما نقوم به، فنحن نريد تغيير نظرة العالم لمصر من خلال مشاركتنا فى البطولات وتحقيق نتائج مشرفة.
كما أتمنى أن توفر الدولة دعما أكثر للفريق لأنها لعبة مكلفة فالمضرب الواحد يكلف 100 دولار تقريبا واللاعبة تحتاج إلى أكثر من واحد لأنها تنكسر في أثناء اللعب وبقية الأدوات أسعارها مرتفعة، بخلاف تكاليف السفر للمشاركة فى بطولات دولية.
– وما خططكن المستقبلية؟
كنا سنسافر إلى الهند، ولكن بسبب جائحة كورونا أجلنا السفر، ونحاول خلال هذه الفترة استغلال الوقت فى التدريب المستمر لكى نحقق نتائج أفضل بعد عودة البطولات والمشاركات الدولية.
اقرأ أيضا:
خبيرة نفسية أمريكية تكشف سر هوس الفتيات بتربية الخيول وممارسة الفروسية
بالأسماء.. أشهر 5 فارسات عالميات تخصصن في رياضة الخيول الأولمبية