إعداد الملف: منال محمود
يوجد تباين كبير في موسم التناسل الخاص بالخيول سواء بالنسبة للذكور أو بالنسبة للإناث.
ويحرص مربو الخيل والمدربون على معرفة بداية النضوج الجنسي للخيول وتفاصيل دورة الشبق؛ وذلك للوصول لأفضل إنتاج بعد تناسل الخيول.
ويمر “النضوج الجنسي” للخيول بمراحل عديدة بداية من دورات الشبق وحتى التناسل لمرحلة الولادة.
تفاصيل سن “النضوج الجنسي” لدى الخيول
تبدأ الخيول في النضوج جنسيًا عند عمر” 12 – 18 شهرًا”، ولكنها لا تستخدم في التربية والتناسل عند هذا العمر.
ويجب أن تُفصل الإناث عن الذكور عند عمر” 8 – 10 أشهر”؛ خوفًا من حدوث تلقيحات مبكرة غير مرغوب فيها.
البلوغ الجنسي لـ “الفرس”
يكتمل البلوغ الجنسي لـ “الفرس” عند عمر الـ3 سنوات ويتوقف ذلك على عدة عوامل منها:
1- العوامل البيئية كـ “موسم الولادة ومعدلات التغذية”.
2- العوامل الموسمية كـ “شدة الحرارة”.
ويتأخر البلوغ في بعض الأحيان بسب “التغذية السيئة”؛ بسبب التدريب المبكر وإعطاء استيرودات بناءة.
خصوبة “الفرس”
تؤثر التغذية وحرارة الطقس على “خصوبة الفرس” فقد تتأخر أفراس في إظهار نشاطها الدوري؛ وذلك بسبب سوء التغذية.
أما في مناطق الجو المعتدل حول العالم تمر معظم الأفراس خلال الربيع والصيف بنشاط جنسي ودوري منتظم.
كما تظهر الأفراس شبق منتظم “رغبة جنسية”؛ وذلك بموسم التناسل الذي يبدأ من إبريل حتى سبتمبر.
دورة الشبق “الرغبة الجنسية”
الشبق هو الفترة التي يحدث فيها القبول الجنسي للحصان، وتقسم دورة الشبق في الأفراس إلى ” شبق طور جريبي” و”خمود جنسي طور لوتيني”.
ففي فترة شبق “طور جريبي” تنمو جريبة أو أكثر على المبيض وتفرز هرمون “الاستروجين” الذي يسبب هذا القبول الجنسي، ويحدث التبويض وخروج البويضة قبل نهاية الشبق.
أما في طور الخمود الجنسي ففيه لا تقبل الفرس الحصان وتهيأ القناة التناسلية لاستقبال وحضانة الجنين.
كما ينمو الجسم الأصفر عقب التبويض ليفرز البروجستيرون؛ والذي يسبب رفض الفرس للحصان وتنتهي الفترة بتحلل الجسم الأصفر الذي يعقبه شبق آخر بعد يوم أو يومين.
وعن طول دورة الشبق الطبيعية فهي تختلف في الأفراس من 19 – 23 يومًا بـمتوسط 21 يومًا “6 أيام شبق و15 يومًا خمود جنسي”.
كيف يتصرف “الفرس” خلال دورة الشبق
تقوم بعض “الأفراس” أثناء دورة الشبق بالاستعراض أمام الأفراس الأخرى أو أمام الأشخاص، وبعض الأفراس قد تستعرض للحصان فقط لجذب انتباهه.
وتستعرض الأفراس العذراء بشكل جيد ولكنها صعبة الجماع بدون تحكم، كما قد تستعرض بعض الأفراس التي معها أمهر بشكل جيد حين يكون المهر بجوارها.
أما البعض الأخر تفضل أن يكون المهر بعيدًا عنها، وتؤثر طرق “التشميم” على مظاهر الشياع إذ تفشل عديد من الأفراس في إظهار علاقات قوية للشبق ألا عند تشميمها على الحصان.
ولا تتجاوب الأفراس غير الشائعة أثناء فترة الخمول الجنسي مع الحصان، وقد تكون عنيفة وتبدي مظاهر عدائية تجاه الحصان بأن ترفس أو تعض.
تفاصيل موسم التناسل لدى الخيول
تعد الفرس متعددة الدورات المبيضية أو دورة الشبق في الوطن العربي بينما تعتبر موسمية التناسل كلما ابتعدنا عن خط الاستواء.
التناسل في الذكور
استخدام الفحل في التلقيح على مدار العام أو بمعنى آخر يمكن جمع السائل المنوي من الفحل على مدار العام.
التناسل في الإناث
تعتبر الدورة التناسلية في إناث الخيل أكثر تباينًا من الحيوانات الأخرى، كما أن بعضها متعددة دورة الشبق على مدار العام بمعنى أنه يمكن أن تلد في أي وقت من العام.
ويُلاحظ أن الغالبية العظمى من الإناث تعتبر من الأنواع التي يطلق عليها متعددة دورة الشياع الموسمي، أي أنها يمكن أن تلد في مواسم محددة فقط.
ووجدت بعض الأبحاث أن الإناث التي تتغذى على الأعلاف الخضراء فقط تنشط جنسيًّا في موسم ازدهار المراعي، كما تعود إلى مرحلة “الخمول الجنسي” عند انتهاء موسم المراعي.
أما فيما يتعلق بالإناث التي تسكن الحظائر مع توفير الأغذية المناسبة لها، فإنها تنشط جنسيًّا على مدار العام أيضًا.
ويشير هذا الأمر إلى ارتباط النشاط الجنسي للإناث بالظروف البيئية المحيطة بها.
تحديد الوقت الأفضل لـ “التناسل”
يعتمد مالكي الخيل على عدة طرق بسيطة للتعرف على الوقت المناسب للجماع واكتشاف سلوك الشبق.
ولكن هناك طريق مثلى للتعرف على أفضل توقيت للخصوبة وهي التصوير بـ “الموجات فوق الصوتية”؛ وذلك من أجل التنبؤ بالتبويض.
كيف يتم تحضير “الفرس” للجماع؟
يستخدم مدربو الخيل والمربيون عدة طرق للتحكم في الفرس أثناء الجماع؛ وذلك حفاظًا على قيمة الحصان وحمايته من الإصابة.
ولعل أبرز هذه الطرق هي:
– استخدام طوق الرأس واللجام كافيان للتحكم في الفرس الهادئة.
– استخدام “اللواشة” فهي كافية للفرس قليلة العصبية وهي ضرورية لفرس مجهولة الطباع.
– يمنع قيد الشكال الفرس من الرفس، وذلك برفع القائمة الأمامية اليسرى بحبل أو حزام جلدي خاص له آلية فتح سريعة.
– استخدام جرعات صغيرة من المهدئات ولكن قد تصبح الفرس مترنـحة إذا استخدمت جرعات كبيرة.
– ربط ذيل الفرس لمنع الشعر من دخول الفرج ويتيح لماسك الحصان ملاحظة وضع القضيب.
– يجب ملاحظة عدم تنظيف فرج الفرس بمطهر وعند الضرورة تزال الأوساخ الواضحة بماء وتجفف جيدًا قبل الجماع.
فترة الحمل لدى “الفرس” ومدته
تتراوح مدة حمل الفرس بين 330-345 يومًا، ولكنها قد تتغير الى حدود 310-370 يومًا.
كما أن هناك بعض العوامل التي تؤثر على طول الحمل وهي:
– جنس المهر.
– الأسباب الوراثية.
– التغذية والرعاية.
– البيئة ودرجة حرارة الجو والتوأمة.
علاقة هرمون “ الليبتين والأستراديول” في مصل الأفراس العربية
كشفت دراسة أجراها معهد بحوث التناسلية الحيوانية أن بعض الخيول تأتي في أول شبق بعد الولادة في خلال الأسبوع الأول من الولادة أما بعضها يلقح.
إلا أن الأفراس التي لا يتم حدوث الإخصاب بها عند تلقيحها في شبق الولاة تعاني من عدم ظهور الشياع لمدة أشهر وحتى انتهاء الفطام بعد الولادة وخاصة الخيول المرضعة لأمهار؛ مما يزيد من طول الفترة بين ولادتين.
ويؤثر ذلك على الكفاءة التناسلية في الأفراس سواء كانت عربية أو محلية ولأهمية هذا الشياع المبكر تم فحص عدد 16 من الأفراس بمحطة الزهراء للخيول العربية المصرية.
ويتم ذلك مرتان بجهاز الموجات الفوق صوتيه مرة عند بداية ظهور علامات الشياع ابتداءً من اليوم السابع بعد الولادة؛ وذلك للتأكد من وجود بويضة ناضجه جاهزة للتبويض وخلو الرحم من أي مشاكل نتيجة عدم انتهاء فترة النفاس المبكرة بالخيول.
ثم يتم الفحص مرة أخرى بعد مرور ثلاث أسابيع؛ وذلك للتأكد من حدوث الحمل من عدمه حيث يتم تشخيص الحمل في الأفراس من اليوم الخامس عشر باستخدام الموجات الفوق صوتيه.
وعند عدم تشخيص الحمل يتم التأكد من خلو الرحم من الالتهابات ومن وجود بويضة ناضجة جاهزة للتبويض في هذا الشياع.
وتم كذلك تجميع عينات دم يومية من يوم الولادة وحتى يوم الشياع الأول وحتى بعد التأكد من وجود البويضة الناضجة والتلقيح الطبيعي مرتان على الأقل يوم بعد يوم باستخدام ذكور مخصبة ومنسبة.
وانتهى ذلك عن اليوم 11 وتم قياس هرموني “الليبتين والأستراديول” في عينات الدم واتضح من النتائج أن الفترة من الولادة وحتى حدوث أول شياع كان متوسطها 8.9 ± 0.9 يوم.
كما أن معظم الأفراس التي جاءت في شياع ولقحت في اليوم التاسع والعاشر بعد الو كانت نسبة الأخصاب بها عالية عن التي جاءت في الشياع الأول.
ولقحت قبل أو بعد ذلك وكانت مستويات هرمون الأستروجين عالية بعد يوم الولادة وحتى ظهور علامات الشياع.
فيما لم تزيد مستويات هرمون “الليبتين” بعد الولادة إلا من اليوم الثامن حتى اليوم العاشر؛ وذلك بالمقارنة بمستوياته قبل وبعد حدوث أول تبويض بعد الولادة.
كما أن وجود معامل ارتباط عالي ومعنوي بين مستويات هرمون “الليبتين و الأستراديول” (0,58)؛ أسفر لاقتراح الدراسة أن هرمون “الليبتين” يلعب دور مهم في حدوث التبويض الأول في أول شياع بعد الولادة.
طبيب بيطري: النشاط التناسلي في مصر موسميًا
قال الدكتور يسرى رضوان، أستاذ الطب البيطري بجامعة القاهرة سابقًا، في مقال سابق له عن “التناسل” في الخيول بجريدة “المربط”، أن النشاط التناسلي في الخيل موسميًا.
وأوضح أن موسم التناسل الطبيعي في الأفراس يمتد من بداية الربيع إلى أخر الصيف، حيث يكون في نصف الكرة الشمالي من شهر إبريل إلى شهر سبتمبر وفى نصف الكرة الجنوبي من أكتوبر إلى مارس.
كما أشار لوصف التناسل في الخيول بـ “اليوم الطويل”؛ وذلك بسبب أن دورة التناسل الطبيعية في الفرس تنشط بواسطة الزيادة في طول نور النهار بمعنى “فترة ضوء طويلة” في أول الربيع.
بينما في نهاية الصيف وبداية الخريف تقصر فترة ضوء النهار بمعنى “فترة ضوء قصيرة” فيحدث تحفيز لانتهاء موسم التناسل.
علاقة فترة الضوء بحدوث التبويض عند الفرس
وذكر “رضوان” أن هناك يوجد قوية بين فترة الضوء وحدوث التبويض في الفرس، مشيرًا إلى أن الفرس يكون في أدنى مستوياته خلال فصل الشتاء وتحدث قمة التبويض عادة في فصل الصيف.
وأضاف: “يعتبر فصلى الربيع والخريف فترات عابرة وتتميز بدورات شبق غالبًا غير منتظمة تختلف في كل من توقيت الدورة وميعاد التبويض”.
كما أبان أن خلال موسم التناسل يأتي للأفراس الحمية الجنسية كل 21 يوم في المتوسط “18 – 24 يوم”.
اقرأ أيضا:
لأول مرة في تاريخ طب الخيل.. استخدام تقنية التعديل الجيني “كريسبر” لإنتاج خيول معدلة