قال “لودوفيك أورلاندو” الباحث في علم الآثار الجزيئية في جامعة كوبنهاجن بالدانمارك: لقد أثر الحصان في تاريخ البشرية مثل أي حيوان آخر، فكانت الخيول تربط بين الحضارات وتؤثر على النقل والحرب والزراعة، ما جعلها تغير التاريخ البشري بشكل جذري.
بحث لفهم كيف حوَّل البشر الحصان
ولذلك كون فريق بحثي، يستخدم علم الجينوم، وهو أحد فروع علم الوراثة يدرس كامل المادة الوراثية داخل مختلف الكائنات الحية، لفهم كيف حوَّل البشر الحصان على مر التاريخ ليناسب أغراضهم، وكيف أثرت هذه التغييرات في علم الأحياء على تاريخ البشرية.
وحلل الباحثون، المحتوى الوراثي لـ278 حيوانًا هي على وجه الخصوص خيل وحمير وبغال.
وتشير دراسة نشرتها مجلة “سيل” (Cell) إلى أن الحصان الحديث مختلف تمامًا من الناحية الجينية عن الخيول التي يعود تاريخها إلى ما قبل بضع مئات من السنين.
وتحاول الدراسة بناء التاريخ الوراثي للخيول المحلية في جميع أنحاء العالم على مدى الـ5000 سنة الماضية باستخدام أكبر مجموعة من “الجينوم” تم إنشاؤها على الإطلاق لكائن حي غير بشري.
وقد حددت النتائج اثنتين من سلالات الخيول الجديدة التي انقرضت الآن، والتغير الجيني الأسرع حصل فقط في القرنين الأخيرين (في الفترة ما بين 200 إلى 300 عام)، مع تكثيف ممارسات التربية الحديثة للخيول.
وأضاف “أورلاندو”، حصان اليوم يختلف عن حصان الأمس، وكل الأجناس الحالية مثل مهر شتلاند والخيول الأصيلة هي مستحدثة، فحدث تغيير في القرنين السابع والتاسع خلال التوسع الإسلامي في أوروبا.
الحصان الشرقي من الأسرة الساسانية
وجلب المسلمون معهم الحصان الشرقي من الأسرة الساسانية في بلاد الفرس، وقد تزاوج هذا الحصان مع الحصان الأوروبي وانتشر كثيرًا وأصبح مصدر غالبية الخيول الحالية.
ونقل الإسكندنافيون (الفايكينج) الحصان الأوروبي، الذي كان يركبه الرومان إلى آيسلندا والجزر البريطانية، وهما المكانان الوحيدان اللذان لا يزال يوجد فيهما هذا الحصان.
يتكون الفريق المسؤول عن هذا المشروع من 121 متعاونًا، من بينهم علماء في مجالات الوراثة والآثار والأحياء والتطور من 85 مؤسسة حول العالم.
تاريخ الخيول حاليًّا أكثر تعقيدًا
وتوضح نتائج الدراسة أن تاريخ الخيول حاليًّا أكثر تعقيدًا مما كان عليه سابقًا.
فاليوم، لا يوجد سوى اثنين من الأنساب المعروفة للخيول، وهما الخيول المحلية والحصان البري الآسيوي الذي ما زال يعيش بحالته البرية في أواسط القارة الآسيوية، ويسمى اليوم بحصان برزوالسكي.
الخيول العربية لها شكلًا مختلفًا
فإذا نظرنا إلى الخيول العربية، نجد أن لها شكلًا مختلفًا، وبناءً على الأدلة الجينومية، نقترح أن هذا الحصان كان ناجحًا ومؤثرًا للغاية؛ لأنه جلب تشريحًا جديدًا وربما سمات أخرى لخيول اليوم.
ويعترف “أورلاندو”، بوجود ثغرات جغرافية وزمانية في دراسته فبالرغم من أن تدجين الخيول أدى دورًا أساسيًّا في تاريخ البشرية، إلا أن فهمنا لتاريخ الخيول المحلية ما زال بعيدًا عن الاكتمال، وما زلنا لا نعرف متى وأين تم تدجين الحصان.
اقرأ أيضاً: