يعتبر السلطان “قلاوون” من أشهر الشخصيات التاريخية التي ولت اهتمامًا خاصًا بالخيول وتربيتها.
وشيد “قلاوون” العديد من إسطبلات الخيل بالإضافة لبناء الميادين العظيمة من أجل إقامة سباقات الخيل.
وخصص لها فريقًا من البدو الماهرين من أجل تدريب الخيل والعناية به.
كما حرص على إقامة السباقات السنوية التي يشترك فيها الخيول الخاصة به بالإضافة لمشاركة خيل الأمراء.
ومن المواقف التي يمكن أن تثبت مدى عشق وحب “قلاوون” للخيل ما حدث مع أحد أمراء قبيلة “آل مهنا“.
وأرسل الأمير “مهنا” إليه فرسًا شهباء على أنها إن سبقت خيل مصر فهي للسلطان وإن سبقها فرسه ردت إليه، ولا يركبها عند السباق إلا رجل بدوي يقودها.
ووصل “قلاوون” إلى ميدان السباق كعادته ومعه أمراؤه ووقف معه سليمان وموسى وابنا مهنا، وأرسلت الخيول من منطقة بركة الحاج على عادتها وفيها فرس “مهنا” وقد ركبها البدوي عريًا بدون سرج.
وأقبلت سائر الخيول تتبعها حتى فازت بالسباق وهي بدون سرج والبدوي عليها بقميص وطاقية، فلما وقفت بين يدي السلطان صاح البدوي: “السعادة لك اليوم يا مهنا لا شقيت“.
واستمر الاهتمام بالخيل إلى أن توفى “السلطان الناصر” عن أربعة آلاف وثمانمائة فرس وبطل بعده السباق.
وظل الحال هكذا حتى بداية حكم السلطان برقوق “الملك الظاهر سيف الدين”، وهو أول المماليك البرجيين المصريين في نهاية القرن الثالث الميلادي.