قبل 48 ساعة تقريبا من انطلاق كأس ولي العهد السعودي، والذي ينظمه نادي سباقات الخيل، تحدث الأمير بندر بن خالد رئيس الهيئة العليا للفروسية في حوار مطول مع جريدة “الرياضية” السعودية عن أبرز ملفات الفروسية في المملكة..
وتطرق الحوار إلى ارتفاع واضح في مستوى الجياد، خاصةً المبتدئة.
وأشار إلى تعديل اللوائح والأنظمة الداخلية، لسباقات الخيل السعودية، لتطابِق نظيرتها الدولية، بغرض الانتقال إلى دول المجموعة الأولى في هذه الرياضة على المستوى العالمي.
ووصف الأمير كأس السعودية بالشوط الأكبر والأهم عالميًا، بالنظر إلى حجم الجائزة ومستوى المشاركة، كاشفًا عن أن ملف جائزة المركز الأول، التي عُلِّقَت في النسخة الأولى، سيُحسَم خلال الأسابيع المقبلة.
وإليكم نص الحوار:
خلال الأسبوع المقبل نشهد كأس ولي العهد.. أطلِعنا على تفاصيلها؟
هذه الكأس، التي تحمل اسم الأمير محمد بن سلمان الظهر والسند لوسط الفروسية وجميع رياضاته، من أعرق الكؤوس لدى نادي سباقات الخيل في السعودية “نادي الفروسية سابقًا”، من عهد الملك فيصل حينما كان الملك خالد وليًا للعهد.
وتبلورت هذه الكأس إلى أن أصبحت، بشوطيها الإنتاج والشوط المفتوح، السباق الأهم في السعودية لتأهيل الجياد الفائزة للمنافسة على باقي الكؤوس فضلًا عن أشواط مهمة في موسم سباقات الخيل. ربما، بما في ذلك، دخول بعض أشواط كأس السعودية. والملاك والمدربون يولون هذه الكأس اهتمامًا.
وما أهميتها بالنسبة لكم في نادي سباقات الخيل؟
بالنسبة للنادي، هذه الكأس مناسبة عزيزة علينا جميعًا. وأهميتها لا تقتصر على أهمية الجياد المشاركة، لكن تُستمَد أيضًا من الاسم الذي تحمله. الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، دعَم سباقات الخيل لتصبح على ما هي عليه الآن من نقلة نوعية حولتها من رياضة محلية إلى دولية، يتنافس فيها منتجون عالميون، ونلاحظ ذلك في كأس السعودية. وفي الأعوام المقبلة، ربما تُفتَح أشواط إضافية في كأس ولي العهد لمشاركة ملاك على المستويين الإقليمي والدولي.
بِمَ تتميز كأس ولي العهد هذا العام.. وما فعالياتها المصاحبة؟
تتميز الكأس هذا العام بالمستوى المرتفع للجياد. نلاحظ نقلة نوعية خاصةً في الجياد المبتدئة، من عمر العامين والثلاثة أعوام، مستواها ارتفع بشكل كبير. هذه نتيجة مباشرة لرفع حجم الجوائز، بمبادرة من ولي العهد، انعكست سريعًا على مستوى الجياد.
وقد بات لدينا أكثر من شوط من الأشواط المحلية تُقيَّم تقييمًا دوليا، وتُسجَل لدى اتحاد سباقات الخيل العالمي، لارتفاع مستوى الجياد المشاركة. إلى جانب أننا بدأنا، العام الماضي، تطبيق جميع اللوائح والأنظمة الدولية المطبّقة في أوروبا ومختلف أنحاء العالم، وطورناها العام الجاري.
ما أثر ذلك؟
هذه المرحلة مهمة لتأهيلنا إلى المجموعة الأولى عالميًا. لا يمكن الانضمام إلى هذه المجموعة من الدول إلا بعد تطبيق كل اللوائح والأنظمة. هذا العام آخر عام نجري فيه التعديلات على أنظمتنا الداخلية لتطابق نظيرتها الدولية. وفي العام المقبل، ستكون جميع الأنظمة والأحكام التي تحكم سباقات الخيل في السعودية مطابقة تمامًا للأنظمة والأحكام المطبقة في دول المجموعة الأولى.
كم قيمة جوائز كأس ولي العهد؟
الكأس تتضمن شوطين. شوط خيول الإنتاج والشوط المفتوح. سابقًا كانت من شوطين، خيول الإنتاج والإنتاج المحلي والشوط المقتصر على الخيل المستوردة، لكننا أعدنا، هذا العام، التسمية والشروط. هذا يعني دخول الخيل المستوردة ومن كان له خيلٌ من الإنتاج المحلي ويريد المشاركة يستطيع الدخول. وتم تخصيص 900 ألف ريال لكل شوط.
كيف يمضي توجّه إشراك الخيل العربية في كأس ولي العهد؟
أعتقد أننا نسير في الاتجاه الصحيح، ولم نجد أي صعوبة في إدخال الخيل العربية، ورصدنا حماسًا لدى الملّاك للمشاركة. هذا التوجّه مبني على توجيه من ولي العهد بالاهتمام بكل فصائل الجياد. وكانت هناك مبادرة من مركز الملك عبد العزيز للجياد العربية بنقل فعالية سباقات الخيل العربية إلى نادي سباقات الخيل، بحكم تنظيمنا هذه السباقات. والأنظمة والقوانين واحدة لكل الخيل. فكانت المسألة بالنسبة لنا مجرد إضافة أشواط ودعمها بجوائز، وتأكدنا أن موسمنا حافل بوجود شوط على الأقل في كل نهاية أسبوع للخيل العربية بجوائز قيّمة. ونأمل أن يسهم ذلك في رفع مستوى الخيل العربية المشارِكة في السباقات السعودية. كذلك، آمل مستقبلًا فتح أشواط للخيل العربية، المملوكة لأشخاص على المستويين الإقليمي والدولي، للمشاركة هنا في السعودية. ولنا تجربة في كأس السعودية العام الماضي، حيث خُصِّص شوط للخيل العربية.
بِمَ تتميز النسخة المقبلة من كأس السعودية؟
أولًا، أنا فخور للغاية باحتلال شوط كأس السعودية في نسخته الأولى المركز الأول عالميًا بناءً على التقييمين الأوروبي والأمريكي. هذا مبني على مستوى الجياد المشاركة. ونحن الآن مقبلون على النسخة الثانية، وأملي الحفاظ على المركز ذاته. ودون شك، كأس السعودية هي الشوط الأكبر والأهم على المستوى العالمي، بالنظر إلى حجم الجائزة ومستوى الجياد المشاركة. نلاحظ أيضًا ثقة المشاركين في البنية التحتية والتنظيم في السعودية.
والشوط الرئيس في كأس السعودية مصحوبٌ، في الوقت ذاته، بـ 7 أشواط أخرى. الشوط الأغلى والأثمن جائزته 7 ملايين ريال سعودي للخيل العربية، وهناك شوط للإنتاج المحلي، رفعنا جائزته إلى مليون دولار هذه النسخة. علاوةً على ذلك، هناك 6 أشواط أخرى مثل النسخة السابقة، 3 أشواط على الأرضية العشبية و3 على الترابية. ونتطلع إلى مشاركة عالية المستوى.
كيف ترون مؤشرات المشاركة؟
المؤشرات، حتى الآن، مطمئنة. التسجيل يغلق في 5 يناير المقبل. اللافت للنظر أن عدد الدول المتقدمة بطلبات التسجيل أضعاف أضعاف ما كان في العام السابق. من شمال أمريكا وجنوبها، أوروبا، آسيا، وأستراليا.
متى ستُنظَّم النسخة الثانية؟
في 19 و20 فبراير المقبل، مقارنةً بـ 27 و28 فبراير في النسخة الأولى العام الماضي. قدمناها أسبوعًا تعاونًا مع أخي وابن عمي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الذي طلب مني تقديم موعد السباق بعد تأجيل سباق السيارات “فورمولا E” إلى نهاية فبراير. وأتفهم وضعهم لارتباطهم بجدول دولي، ولم يُتَح أمامهم إلا هذا الوقت. فغيّرنا موعد كأس السعوية، فيما يعود في النسخ التالية إلى ما كان عليه العام الماضي، اليومان الأخيران من شهر فبراير.
ماذا عن كأس الملوك؟
نسخة جديدة لنفس ما حدث في الأعوام الماضية، نفس الكؤوس بنفس الجوائز. الفرق الوحيد أن مستوى الجياد المشاركة سيكون أعلى من السابق.
ما آلية اختيار الخيول المشاركة في السباقات؟
بناءً على المستوى والتقييم وبعيدًا عن دائرة الاجتهادات. يسري ذلك على الخيل المحلية والجياد الدولية. والنادي يمتلك آلية للتقييم.
هل تشهد النسخة الثانية من كأس السعودية حضورًا جماهيريًا؟
لا يوجد حضور، نحن ملتزمون بتوجيهات الجهات المعنية، وهي وزارة الصحة في هذه الحالة. ولا يزال نظام التباعد الاجتماعي والقيود الصحية قائمًا. لذا، سيقتصر الحضور على المرتبطين بالخيل ومدربيها وملّاكها حيث خُصِّصَت لهم أماكن مع المحافظة على جميع الإجراءات الاحترازية. حتى هذا الوقت، لم يصل إلينا أي إشعار بفتح باب الحضور واستقبال الجمهور.
في ضوء غياب الحضور.. هل ستُنقل الكأس تلفزيونيًا وإعلاميًا؟
نعم، سنعمل، في النسخة الثانية، على تحسين النقل التلفزيوني والإعلامي. أؤكد أن الحدث سيُنقَل على محطتين، واحدة باللغة العربية وأخرى بث دولي، لإتاحة متابعة السباق أمام غير المتحدثين باللغة العربية. وكلاهما سيتاح على القنوات الرياضية السعودية، في تصوري أن البث بالعربية سيكون على القناة الثانية أو ربما الثالثة، والرابعة للنقل الدولي.
جائزة المركز الأول في النسخة الأولى من كأس السعودية معلّقة.. ما الجديد حولها؟
الملف سيُحسم خلال الأسابيع المقبلة. لدينا نظام داخلي في السعودية، ولا نستطيع الانتقال من عام إلى آخر دون إقفال كافة ملفات الموسم الأول.
وإذا لم يُحسَم الملف في الولايات المتحدة خلال الأسبوعين المقبلين، فلدينا نظامنا الداخلي في النادي، سنتبع نظامنا ونحسم هذا الملف وفق اللوائح والأنظمة. حاليًا، لا توجد أي تطورات بشأنه في الولايات المتحدة.
ماذا عن موسم الطائف، أحد سباقات النادي، وزيادة عدد أيامه؟
موسم الطائف المقبل سيمتد تقريبًا ضعف مدة موسم الطائف العام الماضي. طبعًا، هذا العام، وبسبب جائحة كورونا، اضطررنا إلى تأجيل الموسم. لكن سيكون لدينا استثمار كبير العام المقبل. والآن، يجري تحديث ميدان سباقات الخيل في ميدان الملك خالد في الحوية بالطائف، لتجهيزه للموسم الذي يبدأ مطلع شهر يونيو المقبل. بالنسبة لنا، يكتسب الموسم أهميته من دخول الخيل المبتدئة من عمر العامين فيه، لذا يعد محطة فرز لكل الجياد من إنتاج العام. وبناءً على مستواها منها من يتأهل للمشاركة في ميدان الملك عبد العزيز من شهر أكتوبر فما بعد، ومن لم يحالفها الحظ تذهب إلى الميادين المختلفة.
لاحظنا حضورًا للعنصر النسائي في النادي مالكةً ومدربةً وفارسةً.. هل تمتلكون خطة لاستقطاب المزيد من المهتمّات؟
نحن نرحب بهن ونعدّهن إضافة مهمة للغاية. وأعتقد أن ما نشاهده الآن مجرد لمحة من واقعنا في الأعوام المقبلة، ولا يوجد أي سبب يمنع المرأة من المشاركة سواءً على مستوى الملّاك أو التدريب أو حتى على مستوى أن تكون خيالًا، أعتقد أن المجال مفتوح لهن. بالنسبة لنا، الآن نرى تجربة لأول خيّالة سعودية، أمل فيصل، بدأت متدربةً، والآن أعلن إسطبل الأمير سعود بن سلمان بن عبد العزيز توقيع عقد معها، أتمنى لها التوفيق، وأعتقد أنه ستكون هناك أعداد أكبر في الأعوام المقبلة.
ونحن، في النادي، سنقدم لهن الدعم ذاته الذي نقدمه للشباب. ولا توجد أي تفرقة بين رجل وامرأة. وبدأنا بتهيئة أنفسنا حتى على مستوى البنية التحتية، هيأنا أماكن للرجال وأخرى للسيدات، فيما يخص العاملين في مجال سباقات الخيل.
حدثنا عن دور الهيئة العليا للفروسية حاليا؟
الهيئة، كما تعلمون، تحت التأسيس. بدأنا وضع النظام الإداري والمالي، واللجنة التأسيسية تعمل على قدم وساق. وفي تصوري، ستكتمل، بعد أربعة أشهر، أنظمة الهيئة وقوانينها وستبدأ ممارسة أعمالها. طبعًا من أهدافها الأساسية أن تكون على مسافة واحدة من كل المعنيين برياضات الفروسية سواءً مركز الملك عبد العزيز للجياد العربية، أو الاتحادات المختلفة التابعة لوزارة الرياضة واللجنة الأولمبية، إضافة إلى نادي سباقات الخيل، والتعامل مع القضايا المشتركة التي تخدم هذه الجهات.
أيضًا، مساندة الجهات المعنية كافة، لأداء مهامها الأساسية، وتذليل الصعوبات. وبالطبع، الأهم في نظامها الأساسي المساهمة في تنظيم الفعاليات الإقليمية والدولية، ومساندة هذه الجوائز، ودعمها لوجستيًا وإداريًا وماليًا.
ما أبرز التحديات التي واجهها النادي بسبب جائحة كورونا.. وهل تجاوزها؟
التحديات محدودة، وإلى الآن لم تواجهنا مشكلات مقلقة أو تعوق النشاط. بالعكس، طبقنا التباعد الاجتماعي وجميع تعليمات وزارة الصحة، والوضع سلس ولا توجد إصابات تذكَر. ونحن سعداء بأن الأنظمة والقوانين آتت أكلها، ومع توفر اللقاح نتطلع أن يصبح هذا الكابوس في طي النسيان ولا نعود إليه أبدًا.