شارك تشاو تشن قصته في التقاط الصور الفوتوغرافية، لما يقرب من 8 آلاف تمثال للجنود والخيول الصلصالي في ضريح الامبراطور تشين شي هوانغ.
يعمل تشن، مصور الآثار الثقافية، بمتحف ضريح الإمبراطور هوانغ، منذ أكثر من 20 عامًا.
يقول مصور الآثار الثقافية: يرى البعض، أن التقاط الصور لتماثيل الجهود والخيول الصلصالية كل يوم عملًا مملاً، إلا أن تشاو تشن لا يشعر بالتعب، بل يستمتع بعمله.
ويدقق في تفاصيل كل تمثال تستهدفه العدسة، للتعرف على شخصية كل محارب ومهارة الحرفيين التي صنعت هذه الروائع.
ويعتقد تشن، أن ما يقوم به ليس مجرّد تصوير، وإنما تفاعل بين المصور والموضوع، وحوار بين الأحفاد والأسلاف.
وأضاف المصور: بينما كنت ألتقط الصور، انتبهت إلى وجود بصمات أصابع على وجه تمثال، وتبيّن لاحقا أن هذه البصمات، قد تركها الحرفي الذي صنع التماثيل قبل ما يزيد عن 2200 عام.
عندما رأيت هذا المشهد، اختفى الوقت، وشعرت بأن الحرفي قد غادر المكان قبل قليل، وأنني أقف على آثار أقدامه.
الجنود يعودون للحياة مرّة كل عام
وتابع تشن، لكن المفاجأة لا تتوقف عند هذا الحد، فالجنود “يعودون للحياة” مرّة كل عام، وهذه القيامة المزعومة، تحدث نتيجة لتداخل الضوء والظل فوق وجوه التماثيل، بما يجعلها ذات لون رصاصي مشع ونابض بالحياة.
القيامة السنوية
يذهب تشن في نهاية شهر ديسمبر إلى المتحف، من أجل انتظار “القيامة” السنوية، ليرابط كل يوم داخل حفر التماثيل من الساعة الثانية ظهرا إلى ما بعد غروب الشمس، لإنتظار اللحظة الحاسمة.
وأكد تشن، حتى وإن لو التقطت صورتين فقط خلال هذا الانتظار الطويل، فإن الأمر يستحق.
المصور فخور بعمله
ويفتحر تشن بوظيفته قائلاً: لدي أفضل وظيفة في العالم، عندما تنظر إلى عيون الجنود الفخاريين من خلال عدسة التصوير، يمكنك أن تشعر بأنفاسهم.
وفي هذه اللحظة، لا تشعر بأن من يقف أمامك مجرّد تماثيل، وإنما أسلافنا.
اقرأ أيضاً: