تعد محافظة الشرقية الأولى من حيث الترتيب بين المحافظات فى تربية الخيول العربية الأصيلة، واتخذت من الحصان العربى شعارا لها، واستخدمه الزعيم أحمد عرابى، ابن الشرقية أثناء وقفته ضد الخديوى توفيق، وذلك للتعبير عن رمز المحافظة.
وأجرت فتحية الديب مدير مكتب جريدة اليوم السابع بالشرقية تحقيقا مصورا من قرية “جزيرة سعود”، والتي تعد أكبر قرى مركز الحسينية بالشرقية، بتربية الخيل العربية الأصيلة.
ومازالت الجزيرة محافظة على تراثها القديم، حيث يتباهى الأهالى بها بتربية الخيل وبعضهم يتخذه هواية لا يمكن أن يتخلى عنها أبدا.
“تربية الخيل موروث من العائلة لا يمكن التفريط فيها”، قالها حمادة الطحاوى من مربى الخيول بجزيرة سعود مركز الحسينية، لـ”اليوم السابع”، أن تربية الخيول توارثناها أبا عن جد، ونتباهى بتربيتها، وحكى لنا الأباء، عن مقولة الملك “فاروق” عندما عزم الملك “سعود بن عبدالعزيز” ذات مرة، وقال له نصا” أنا بتشرف أن عندى قبيلتين محافظين على سلالات الخيول والهجن، هما الطحاوية والحويطات“.
وأضاف الطحاوى، أن عائلة “الطحاوية” هى من قامت بتربية الخيول العربية الأصيلة منذ عشرات السنين، وتعد “سعود” أشهر الأماكن فى الجمهورية فى تربية الخيول العربية الأصيلة ذات الأنساب، وأن عائلته تعود بجذورها إلى قبيلة الهنادى من بنى سليم التى نزحت إلى مصر مع خيولهم خلال الفتوحات الإسلامية، وبرفقتهم الخيول واستقروا فى الشرقية ويعيش معظمهم بمركز الحسينية وبلبيس.
وتابع “الطحاوي”، أن الخيول العربية الأصيلة لها 5 أنواع وهى “عبيا، وصقلاوى ودهمه وشويمه، وخرسة، والطحاويات”، وأن نوع الطحاويات جزء بسيط من خيل الطحاوية إتختمت فى الزهراء لكن يوجد الكثير لم يختم، ونعانى فى هذا كثيرا، بالرغم من أن خيل الطحاوية أسرع وأقوى من خيل الزهراء، والزهراء وهى القناة الرسمية للحفاظ على نقاء الخيل العربى، وحاليا تم تصنيف الخيول إلى 3 أصناف الخيل العربى الأصيل المختوم، وهو حصان الجمعية مثل جمعية الزهراء، والخيل الإنجليزى القادم من الخارج يشارك به رجال الأعمال فى المسابقات، وخيل الطحاوية والمفروض أنه عربى أصيل، ولانه غير مختوم لا يشارك فى مسابقات الخيل العربية بالرغم من كونه أقوى وأسرع منها.
وعن أهم ما يميز الخيل العربية الأصيلة، قال “الطحاوى” من مميزاتها جمال الشكل وصغر حجم الرأس والأذن وطول الرقبة، وكل هذه من صفات الحصان العربى، ونشارك به فى مهرجان الشرقية للخيول، لكن الخيل التى تشارك فى المسابقات يركبها “الجوكى” ولابد ألا يزيد وزنه عن 50 كيلو حتى 65 كيلو، حتى لا يكون ظلم للحصان أن يأخذ وزن أثقل.
تابع مربى الخيول، أن تربية الخيل مكلفة، حيث يأكل يوميا 6 كيلو شعير ثمن الكيلو 6 جنيهات، و5 كيلو تبن، بتكلفة 2000 جنيه شهريا، لكن حاليا نربى الخيل كهواية، وفيما مضى كانت تربيتها أفضل وغير مكلفة، حيث كنا نشارك بها فى المسابقات مرتين فى الأسبوع، فضلا عن دعم الدول العربية أثناء الحضور للمشاهدة.
وعن ثمن الحصان العربى، قال الطحاوى، أن السعر يقدر حسب النوع ويبدأ من 20 ألف حتى 200 ألف، ونعانى فى عملية البيع لكون الخيل غير مختوم، فتذهب كل التسهيلات لخيل جمعية الزهراء بالرغم من وجود أنواع سلالات غير موجودة إلا عند الطحاوية ونعانى من قصة الأختام والتسجيل فى جمعية الزهراء، حاولنا كثيرا لكن نجد صعوبة فى شروط التسجيل.
وأوضح مربى الخيول، أن الأهم من تربية الخيل، هو احترام المعاملة فنعامله مثل أبنائنا، لأنه يحس بصاحبه، فوالدى كان لديه عدد من الخيول عاشت معه فترة طويلة، ويوم وفاته وخروج جثمانه دخل 3 من الأحصنة فى نوبة من البكاء عليه لحظة خروج النعش، فضلا عن وفاتهم بعده بأشهر من الحزن عليه.
ومن المواقف التى لن أنساها عندما سقطت من على الخيل ذات مرة، وأغمى عليه وأصبت بكسر فى الساق، ولحظة إفاقتى وجدت الحصان يجلس بجوارى حزين.