لدي وثائق تاريخية عمرها أكثر من 100 عام تثبت عراقة خيولنا وتخوفت من إهدائها لمكتبة الاسكندرية
معي نسخة من مذكرات الليدي آن بلانت بخط يدها تثبت عشقها وولعها بالخيل الطحاوي
اسألوا محطة الزهراء عن بنت بركات وفله وفتنة لتعلموا تاريخ خيولنا الأصيلة
كتبت: سها الباز
تعد عائلة الطحاوية من أشهر العائلات التي تربي الخيول العربية الأصيلة منذ زمن بعيد، وذلك في جزيرة سعود بمحافظة الشرقية.
ويقول الشيخ عتمان الطحاوي موثق ترات الخيول اﻷصيلة ومن كبار مربي الخيول: شهادات توثيق الخيل تعتبر كنزا معلوماتيا ثمينا لايستهان به فلدي وثائق يرجع تاريخها إلى عام 1904.
شهادات توثيق الخيول العربية الأصيلة
ويستطرد قائلا لدينا مادة خصبة عن تاريخ الخيل، وفكرت في إهدائها إلي مكتبة الإسكندرية، ولكني تراجعت خوفا عليها من الإهمال.
مشيرا إلى وجود دول بعينها تعمل علي طمس هوية الخيل المصري الأصيل وتشكك في ذلك بل وتعمل جاهدة في ذلك السياق
وروى الشيخ عتمان كيف أنشأ شيوخ الطحاوية دفتر لتسجيل خيولهم بشكل تفصيلي، ومن أمثلتها دفتر عبد الله سعود الطحاوي من عام 1875 إلى منتصف القرن العشرين
وأوضح أن التراث البدوي القائم علي الفروسية جعلهم يتفرغون لإنشاء مرابط الخيل حيث برامج الإنتاج عند الطحاوية قائمة على انتقاء الخيل عالية التحمل
وثائق الليدي آن بلانت الأصلية تثبت عراقة الخيل الطحاوي
وتحدث الشيخ عتمان الطحاوي عن حكاية في عشق للخيل تعد من أغرب قصص عشق الخيل العربي الأصيل، وقال: في حوزتي وثائق تتحدث عن فتاة كانت تمتاز بالجمال الذي يخطف الألباب، ولكنه كان يخفي جمالا داخليا أكثر روعة تمثل في عشق الخيل وتتبع أصوله.
تركت بلدها وظلت رحالة تطوف بالبلاد بحثا عن الخيل الأصيلة ومعرفة أنواعها ومن خلال مشوارنا لتوثيق تراث أسرة الطحاوية حدث تعاون من طرف الناشر العالمي (بيتر ابنون ) والذي نقل لنا خمس صفحات من مذكرات الليدي( آن ) المودعة بالمكتبة البريطانية بلندن.
وهي عبارة عن يوميات زارات فيها مضارب الطحاوية عام 1887 مما يؤكد على قدم وعراقة الحصان الطحاوي.
مشيرا أن الليدي تحدثت في تلك المذكرات واصفة المضارب ومنها ماقالته، وحكت في تلك المذكرات أيضا كيفية اهتمامهم بتربية الصقور والاهتمام بصيدها.
وتابع قائلا أن الليدي (آن بلانت ) حفيدة الشاعر الإنجليزي الشهير لورد بإيرون، والتي اشتهرت بحبها للحياة وحيوتها بالإضافة لعشقها للخيل فكانت تحبه حبا جما وكانت تركب الخيل بدون سرج.
وقالت في مذكراتها إنه كان يحلو لها أن تتخيل نفسها فرسا تخشى الوقوع في شرك .
قصة آن بلانت في عشق الخيول
كانت (بلنت ) تقلد الفرس في الجري السريع وتذكر أيضا أنها كانت تتسلل من فراشها عند الشفق لتذهب إلي اسطبلات الخيل لترسمها، فقد نبغت في فن الرسم ورسمت أول لوحاتها عندما كانت في الثانية عشر من عمرها
مشيرا أن تلك الوثائق والمذكرات تحكي رحلتها من بدايتها حتي نهايتها ومنها انها سافرت بصحبة زوجها السياسي المشهور في عام 1870 إلى إسبانيا وفرنسا والجزائر، وتطلعت إلى أشكال الخيل المختلفة، وفي مجاهل الصحراء وبين القبائل العربية سكنت الخيام وعاشت حياة البداوة بكل تفاصيلها، ولها مؤلف بعنوان (رحلة إلى بلاد نجد )
ولكن كان قرارها هو العيش في مصر حتى مماتها وكان قرارها مستمدا من وجود الخيل العربية فيها بالإضافة إلى كونها بلدا جميلا ومنقذا للخيل العربية الأصيلة.
وفي مصر قامت بتشييد اسطبلات خاصة بتوليد الخيل منها الاسطبل المعروف بالشيخ عبيد وآخر في بريطانيا يسمي (كرابيت ).
وفي مذكراتها قامت بتدوين لقائها بالطحاوية وشراء الخيل منهم وقد اشترت فرسة من مازن عامر الطحاوي أطلقت عليها اسم (طحاوية).
وتوفت الليدي آن بلانت في مصر ودفنت بها في 17 ديسمبر 1917.
تسجيل خيول الطحاوية في محطة الزهراء
ويكمل الشيخ عتمان الطحاوي حديثه قائلا: كثير من خيول الطحاوية دخلت ضمن الخيول المسجلة بمحطة الزهراء، ومنها بنت بركات، وفله وفتنة.
مشيرا إلى أن أكبر هواة السباق في مصر كانوا يشترون خيولهم من الطحاوية وأثارت اهتمام الكثير من الباحثين والمنظمات المعنية بالخيل مثل منظمة الخمسة، ونادي الأصيل وأعضاء من الواهو.
اقرأ أيضا:
القصة الكاملة لاستيراد أوروبا لـ”الخيول العربية الأصيلة”.. بدأت عام 1893 بـ 45 حصانا