كان الحصان في العصر الجاهلي أعز وأغلى ما يملك الرجل في ذاك الوقت، ويهتم به ويحافظ عليه أكثر من الحفاظ على ماله، وأحسن ما يُبذَل الغالي والرخيص في سبيل الحفاظ على صحته وسلامته، ومن أقوى الأدلة على ذلك أنه كان يؤثر على الزوج والولد والنفس.
وللفروسية أهمية كبري في الشعر العربي الجاهلي، فهي أسلوب حياة للعديد من الأشخاص دون تمييز، وكل منهم يعبر عنها بما يناسبه، لأنها كانت الطابع المميز للحياة الجاهلية والسمة الغالبة على طبائع العرب، ولأنها مجموعة المثل الرفيعة والبطولات الحربية التي ترددت على ألسنة الشعراء الفرسان، وتجاوبت أصداؤها في أطراف الصحراء الواسعة وامتدت معانيها امتداد الرمال.
وإشارة إلى الاحتفالات التي كانت تقيمها العرب للحصان ، ويقول ابن رشيق القيرواني في كتابه العمدة :” وكانوا لا يهنئون إلا بغلام يولد، أو شاعر ينبغ فيهم أو فرس تنتج”، ومن شدة اعتزازهم بها أنهم أسموها ونسبوها كما ينسب الابن إلى أبيه .