كان الفنان الراجل أحمد مظهر فارسا في حياته العادية بقدر ما كان فارسا محبوبا على الشاشة الصغيرة، ولعبت الصدفة دورا كبير في إبعاده عن منصات التتويج في بطولات الفروسية، ليلعب أدوار البطولة على شاشة السينما.
بعد تخرج أحمد مظهر من الكلية الحربية شارك مباشرةً في أولى معاركه ضمن الحرب العالمية الثانية بسلاح المشاة، وكان مُكلف بتطهير الألغام التي يزرعها اليهود والألمان والإنجليز بمنطقة قناة السويس، وأثناء أداء مهمته انفجر أحدها في دائرة قطرها 20 مترًا ناسفةً كل ما حولها، إلا أنه نجا بأعجوبة من الكارثة.
تخرج أحمد مظهر من سلاح الفروسية، وشارك في حرب 1948، واحترف الفروسية، وانضم للمنتخب المصري ليكون لاعبا رئيسيا للعبة ولكن القدر لم يتح له الفرصة.
عام 1951 بحث المخرج إبراهيم عز الدين عن شخصٍ يجسد دور الفارس بمعنى الكلمة، وهو ما دفعه للتوجه إلى إدارة الخيالة والفروسية بالقوات المسلحة، وخلال الزيارة أُعجب بأحمد مظهر، الذي وافق على المشاركة في فيلم «ظهور الإسلام» بشرط أن يسمح له بذلك الفريق محمد حيدر باشا، وزير الحربية حينها، وهو ما حدث.
وفي عام 1956 شارك أحمد مظهر مع قوات الدفاع عن مصر أيام العدوان الثلاثي، وفي نفس العام شارك في فيلم ‹رد قلبي›، مع شكري سرحان ومريم فخر الدين، وحضر التصوير الرئيس جمال عبدالناصر، وقتها قرر مظهر أن ينهي حياته العسكرية من أجل الفن، وكان في رتبة قائمقام، عقيد حاليا.
وانهالت الأدوار بعد ذلك على مظهر وشارك جميلات السينما في العمل ومنهن فاتن حمامة، سعاد حسني، نادية لطفي، وقدم أعمال هامة للسينما.