يعتبر تبادل الهدايا في تاريخ البشرية أو بين الدول، شكلا من أشكال التقدير والاحترام ونوعا من الود والمحبة، وتأتي المراسلات في مقدمة الاتصالات والعلاقات السياسية، والتي رافقتها في الغالب أنواعاً من الهدايا، فضلاً عن كونها تعد شكلاً من أشكال الاتصال الدبلوماسي.
واشتمل أدبنا العربي على نماذج عريقة ومن تلك النماذج، “الملك عبدالعزيز والأديب أمين الريحاني”، وتبادلا العديد من الهدايا والرسائل .
وأهدى الملك عبد العزيز، الأديب أمين الريحاني أحد الخيول الأصيلة، وهي فرس عبارة عن عهد قام بإرسالها عن طريق وكيله الشيخ فوزان السابق، وسميت “نورة” حيث يتبين من خلال الرسائل المتبادلة، أن أمين الريحاني هو من أطلق تلك التسمية، فيذكر في أحد رسائله عن أخبار هذه الفرس: “وإني سميتها تيمناً واحتراماً نورة، وهي بخير وأظنها تولد بعد شهرين“.
يذكر أن “نورة” أنجبت ذكراً، حيث قال الريحاني : «أما الفرس نورة التي شرفتموني بها فهي بصحة جيدة، وقد ولدت في الشهر الماضي ذكراً ونحن الآن نفتش في البلاد عن رسن مكفولة لنشبيها ثانية» .
وطلب الريحاني بعد ذلك من الملك عبدالعزيز ليرسل له فرس مع أحد القادمين من نجد إلى الشام، بل أنه خص أن تكون من إسطبل الخاص التابع للملك، وذلك لاهتمامه وحرصه على الحفاظ على نسلها وذلك على حد قول الريحاني «لتكون كنزاً خالداً في نسلها في هذه البلاد»، حيث كان أسطبله محط إعجاب الرحالة.
وأعجب أحمد مبروك بإسطبل خيول الملك عبدالعزيز قائلاً: “كان الملك عبدالعزيز يملك نحو ألف من الأفراس، معظمها من خيول أجداده فوضعها في واحة الخرج.. وكان الملك عبدالعزيز يعقد سباقاً كل يوم جمعة بعد صلاة العصر في الرياض، ويعقد سباقاً في الطائف يشهده الأمير فيصل“.