اهتم الخليفة العباسي هارون الرشيد بالعديد من الرياضات، سواء اللعب بالكرة إلى رمي النشاب والشطرنج وسباقات الخيل المنظمة وغيرها، وتحولت بغداد في عصره إلى عاصمة من عواصم الترفيه في هذه الألعاب، وغيرها من المدن مثل العراق والبلدان الاسلامية .
وأحدث هارون الرشيد ثورة في الرياضة بشكل عام وحولها إلى فعل جماهيري، حيث أن العرب كانت عندهم رياضات متوارثة مثل القنص والصيد وسباقات الخيول التقليدية والمبارزة بالسيف، والأخيرة كانت مقترنة بالحروب والغزوات وأيضا للرفاهية في وقت السلم، وذلك منذ عصر ما قبل الإسلام وفي ما بعده، واحتك العرب بالحضارات شرقاً وغرباً، وتطورت الذهنية في الاستفادة من الشعوب الأخرى في الفنون الرياضية وحفز الأبدان، وكان النبي أوصى بتعليم رياضتي ركوب الخيل والسباحة للأطفال.
وعمل هارون الرشيد على جعل رياضة الفروسية شبابية وأسس لها الحلبات العامة وأن تلبس لها أزياء مخصصة، حيث أصبحت مهرجانات سباقات الخيل من المناسبات الشائقة التي تستهوي الجميع من النخبة وعامة الناس.
وامتلك هارون الرشيد إسطبلات خاصة لتدريب الخيل ورعايتها، وكان يشرف عليها عدد من الأخصائيين المدربين على ذلك الجانب، وأنشأ الميادين في عدد من المدن مثل الكرخ والرصافة والرقة، حيث كان يقضي فصل الصيف غالباً مع ممارسة رياضة الخيل.