خصص الكاتب يوسف محمد أبو زيد مقاله في جريدة “الوطن” البحرينية” للحديث عن الفروسية عند العرب، وقال في مقدمة مقاله: “كان الأجداد والآباء والإخوة الذين يكبروننا سناً، يلاعبون الأطفال، ويداعبونهم، ويعلمونهم من الصغر ركوب الخيل، ليكونوا فرساناً عندما يصبحون شباباً، كون الفارس هو في مقدمة صفوف الجيش للدفاع عن الوطن والعرض والمال، بالإضافة إلى تعليم الشباب على الكر والفر في الحرب إذا دعا الداعي، وهو على صهوة فرسه، سواء بسرج وعنان أو دونهما، وعدته الرئيسية الذكاء في قيادة فرسه، والسيف في يمينه أو الرمح، والكنانة معلقة على ظهره وفيها النبال مع القوس المعلق على أحد كتفيه، بعضهم يلبس الدرع والبعض لا يلبسها لشجاعته وبسالته، ولا يخشى الطعن.
وتحدث الكاتب عن تدريب الأطفال ذلك الزمان على ركوب الخيل؟ مستشهدا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علموا أبناءكم السباحة والرماية وركوب الخيل».
وتابع: أول تدريب أن يجثو الأب أو الأخ الأكبر على ركبتيه، ثم ينحني ويضع كفيه على أرضية الحجرة، ثم يأمر الطفل بالركوب على ظهره، كناية عن صهوة الحصان، ويأمر الطفل بالإمساك به، مشهد جميل والأم وبناتها يشجعن الطفل، وهو فرح جذلان، كما يتقدم الذي جعل من ظهره صهوة، قليلاً وهو يحبو، وقد يصهل مقلداً الحصان، أو يرمح بأحد ساقيه، أو يرفع صدره إلى الأعلى، وأحياناً كثيرة يسقط الطفل فيبكي فتضمه أمه بالحنان.