تعرضت الخيول العربية السورية الأصيلة إلى تعديات متكررة ومتواصلة من الإرهابيين وسرقتها ومحاولة طمس أنساب نشأتها السورية العريقة والقضاء على هذه الثروة الحضارية والاقتصادية المهمة.
وكشفت الإحصائيات أن عدد الخيول العربية الأصيلة في سوريا انخفض خلال سنوات الحرب بشكل حاد، ومع هذا تنتشر اليوم في الأرياف مزارع عديدة تهتم بتربية الخيل، حيث يتم العمل حاليا، وبعد تحسن الوضع الأمني بمعظم المناطق على إعادة النشاط لرياضات الخيول، التي تحظى باهتمام كبير من الجمعية السورية للخيول العربية الأصيلة، من خلال تنظيم عدة مسابقات داخلية يشارك فيها عدد كبير من الخيول، بالإضافة إلى التركيز على تدريب الأطفال والعمل على تخريج دفعات جديدة من الفرسان خلال السنوات القادمة.
وتعد 90 % من الخيول العربية في سوريا هي أصيلة المنشأ ومنبعها البادية السورية، وهي ما تزال تحافظ على هويتها القديمة، تعد سوريا أول دولة في العالم نشأ فيها الجواد العربي الأصيل وذلك بشهادة أعضاء المنظمة العالمية للجواد العربي حيث يرتبط الجواد السوري بشجرة عائلة تعود لأكثر من مئتي عام لذلك يعد كتاب أنساب الخيول السورية من أصدق وأقوى وأفضل كتب الأنساب في العالم، وسوريا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تسجل نسب الحصان إلى العشيرة التي ينتسب إليها الحصان، ولا يوجد كتاب أنساب في العالم للجياد العربية يعود إلى عائلته سوى الخيول السورية.
وبعد سيطرة الجيش السوري على الغوطة الشرقية، أطلق مكتب الخيول العربية في دمشق، التابع لوزارة الزراعة، حملات للبحث عن الخيول الضائعة، وبدأ المكتب تدريجياً بنقلها إلى مزرعة الديماس قرب دمشق، التي أنشئ فيها العام الحالي إسطبل خاص بخيول الغوطة الشرقية، وأنقذ حتى الآن 25 منها من أصل 70 من كل المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة، وتعيش في مزرعة الديماس أيضاً خيول أنقذت من مناطق أخرى، مثل ريف حماة (وسط) ودرعا جنوباً.
وفي الشمال السوري أُسست جمعية الفجر للخيول العربية الأصيلة عام 2016، وأُطلقت حملة لإحصاء أعداد الخيول الأصيلة في المنطقة، لضمان عدم ضياع أنسابها، وأقامت عددًا من السباقات والفعاليات في ريفي حلب وإدلب منذ تأسيسها.
وتمكنت الجمعية من إحصاء نحو 200 رأس خيل لم يُسجلوا في “المنظمة العربية العالمية للجواد العربي، وافتتحت ناديًا لتعليم الفروسية في ريف إدلب الشمالي وآخر في ريف حلب الغربي، وأقامت دورات متعددة لتدريب اليافعين على ركوب الخيل منذ تأسيسها، ونظمت ستة مهرجانات سابقة مع عدد من سباقات الخيول الأصيلة.