محمد بدراوي: مزرعتنا من أقدم 4 مزارع في مصر.. وحاليا نحن في الجيل السادس لإنتاج الخيول
فضلت تربية الخيول عن الزواج.. وأعتبر الخيل أخواتي وأبنائي
نقل محطة الزهراء للعاصمة الإدارية الجديدة خطوة مهمة.. ونحتاج لبرنامج تسويقي بالتنسيق بين المربين والجمعيات
الخيول المصرية لديها القدرة على المنافسة في المهرجانات والمسابقات العالمية.. ومستوى المدرب المصري متميز
رسالتي لوزير الزراعة: أتمنى إزالة المعوقات التي تواجه تصدير الخيول وأن تستعيد محطة الزهراء مكانتها العريقة
أهدينا الهيئة الزراعية المصرية فرستين لتحسين النسل.. وملف الـDNA الخاص بالخيول في مصر يشهد طفرة وإنجازا حقيقيا
الحصان “سفير” حقق طفرة كبيرة في برنامج التربية.. ولست من هواة نقل الأجنة من الفرسة الواحدة
أجرى الحوار: محمود الضبع
“عائلة بدراوي” واحدة من أعرق العائلات سياسيا واجتماعيا في مصر، ذاع صيتها في مجال تربية الخيول في مختلف أنحاء العالم لامتلاك العائلة مزرعة “بدراوي”، فهي من أعرق وأقدم مزارع الخيول في مصر والشرق الأوسط.
“الكنوز المصرية” التقت أحد رموز العائلة محمد بدراوي، وحكى عن تاريخ ومجد عائلته في مجال الخيول، موضحًا أن حبه للخيول جعله يهمل حياته الخاصة حتى أصبحت الخيول “أولاده”، وتحدث بدراوي الابن عن أبرز المعوقات التي تواجه ملف تصدير الخيول، وكيف يرى نقل محطة الزهراء للعاصمة الإدارية الجديدة، وما هي أبرز البطولات التي حصدتها مزرعته، وأبرز النصائح التي يقدمها لمربي الخيول وأصحاب المزارع.
بداية نريد أن نتعرف على تاريخ تأسيس مزرعة بدراوي؟
هي من أقدم أربع مزارع في مصر، فجدي لوالدي “السيد باشا البدراوي” من مؤسسي محطة الزهراء وجد والدي من والدته “محمود باشا الإتربي” كان من أكبر مربي الخيول في مصر وأعطى اثنين من الخيول الخاصة به التي جاء بها من شبه الجزيرة العربية وهما “نبراس وغندور” هدية للهيئة الزراعية المصرية بهدف تحسين النسل ضمن برنامج الإنتاج للخيل، وذلك بدايات عام 1900، فكان لديه 200 فرسة و19 حصانا طلوقة.
ثم بدأ والدي في مزرعته بالمنصورة في نبروه بـ19 فرسة استقدمها من مزرعة جده محمود باشا الإتربي، وبعد ثورة 1952 تم أخذ كل الفرس من والدي، ثم بعد ذلك أقام مزرعة على ترعة المريوطية عام 1968 على مساحة 15 فدانا له واشترى فرستين من مزرعة حمدان “حبيبة وبنت منيرة” وفرسة أخذها من أحمد باشا حمزة، وهي “أنشودة” ثم اشترى فرسين من محطة الزهراء.. ونحن حاليا الجيل السادس من إنتاجنا.
معنى ذلك أن مزرعة بدران في الوقت الحالي هي النسخة الثانية من مزرعة بدران الأصلية؟
بالفعل المزرعة الحالية هي النسخة الثانية، فالمزرعة الأساسية كانت في المنصورة، وأصبحت حاليا مدرسة، ولدينا إنتاج من 4 فرسات من محطة الزهراء وإنتاج من فرسة من حمدان.. فأنساب خيلنا فتحت مزارع وأغلبية الخيل في أمريكا وألمانيا من هذه الخيول، وكثير من الدول العربية، فالهيئة الزراعية عريقة وتعود لعصر الخلفاء الراشدين.
لو أردنا الحديث عن عودة نسب الخيل الموجودة بمحطة الزهراء للخلفاء الراشدين.. كيف نشرح ذلك؟
أنساب الخيول بمحطة الزهراء تعود للقبائل، وهي 5 أرسال ترجع إليهم الخيل العربي “كحيلان وصقلاوي وعبيان وهدبان ودهمان”، فالحصان قديما كان فردا من الأسرة.. فأنا على سبيل المثال “خيولي كأنها إخواتي وولادي“.
بالحديث عن اعتبارك الخيل كأولادك.. هل حبك للخيل شغلك وأبعدك عن حياتك الشخصية والزواج حتى الآن؟
دي حقيقة أنا يوميا في المزرعة والخيل هي حياتي الخاصة وأنها تحتاج للعناية الجيدة، فالحصان مثل الطفل الذي تربيه، فهو على حسب ما تربيه وتعوده، فهناك مواعيد للخيل في الطعام وبرنامج غذائي معين للخيل.
من وجهة نظرك ما هي أفضل أنواع الطعام والبرنامج الغذائي السليم للخيول؟
الشعير المتغربل بالنسبة ليا هو الأهم للخيول، فهو طبيعي، وكل ما هو طبيعي، فهو مفيد للخيول، وهناك أيضا البرسيم الحجازي، فهو من أفضل الأنواع للخيول، لأن نسبة البروتين فيها عالٍ للغاية، كما أنه لابد وأن يقوم الحصان يوميا بالتحرك والجري حتى لا يحدث له مغص.
نقدر نقول مزرعة بدراوي اهتمامها بالخيل.. الأدب ولا الجمال ولا الفروسية؟
مزرعة بدراوي الأساس الجمال، وجزء بجانب الجمال السبق، لأن سبق الخيل مهم، فأنا لست من هواة أدب الخيل صراحة لأني أشعر أنه إهانة للحصان، أما السبق فهو من أيام الرسول “ص” الناس بتتسابق مع بعض بالخيل، وفي قبائل لسه عندنا في أسوان بها سباقات، أنا بنتج فرسة معينة من عائلة بنت السمرة من خيل الهيئة الزراعية وصفية وعائلة المايسة دول العائلات الأساسية لدينا.
طيب عرفنا على أهم العائلات الموجودة في مزرعة بدراوي
على مدى العصور في طلايق معينة أثرت في التربية عندنا ويعتبر واحد بس اللي جبناه من مزرعة صقر كان بيكمل، ويرجع الأنساب اللي طلعت وقت الثورة عن طريق حصان ابن حليمة اللي خدته المربية جودي فوربيس جبت واحد فيه 7 أو 8 ابن حليمة جبناه مهر صغير أمه كانت جاية من أمريكا والحصان كان جاي من أمريكا.
ما أهم المهرجانات التي تشارك فيها مزرعة بدراوي؟
مزرعة بدراوي بها برنامج بينافس في المهرجانات على مدى الـ20 أو 30 عاما.. فمهرجان محطة الزهراء القادم سيكون المهرجان رقم 30 لنا فمزرعتنا تنافس بقوة في مهرجانات الجمال وفي مجال السبق مشهورين، فمزرعتنا مشهورة في الجمال والسبق، فالخيول في مهرجانات الجمال لها مواصفات، خاصة وهي أن يكون الضهر مظبوط والكتف مستريح وكبير وواسع دا كله مهم.
نقدر نرصد العائلات والأنساب اللي مرت على مزرعة بدراوي؟
عندنا فرس ترجع لعائلة علاء الدين ولعائلة منية النفوس، وهناك فرسات هندية دي ترجع لعائلة بنت السمرا.
يعنى كام سنة للوراء مثلا؟
يعني احنا 6 أجيال فالفرسة التي تلد، فهي جيل وهكذا.. فالفرسات بترجع أنسابها عن طريق الأم في مثلا عندنا فرسات من عائلة جيهان اللي هي في الهيئة الزراعية وفي فرس من عائلة مايسة عن طريق وجد التي اشتراها والدي من 18 عاما من محطة الزهراء من العائلات النادرة.
مزرعة بدراوي معروفة بالأجيال اللي أنتجتها ومميزاتها، فما هي الخطوات والآليات التي تم استخدامها؟
علشان أعمل برنامج التربية لازم أختار فرسات مميزة جدا، فيها عائلات قوية تخليها تبقي عندها جينات وراثية أنها تسهل المنتج اللي جاي، فالأم بالنسبة لي هي البذرة الأساسية اللي بتنتج مع الذكر.
بداية لابد من النظر لشكل الفرسة والأنساب والعائلات والأجيال، وأشوف المميزات والعيوب، فهناك مزارع لها أشكال محددة.. فأنا شخصيا أحب النظر لحصان دماغه حلوة وحصان موزون والكتف مستريح والجسم مربع.
ما هي أكثر شيء مميز في إنتاج المزرعة؟
أكتر حاجة مميزة في إنتاج مزرعة بدراوي هي دماغ الخيل وجسمه، وبحاول أبعد عن العيوب القوية في الرجلين ووضع الرقبة مهمة جدا، والحصان يكون مربعًا.
ما هي أقرب الخيول لقلبك؟
عندي خيول كتيرة قريبة لقلبي، ففي الطلايق هناك نور الصباح بدراوي من طلائق الحصان اللي بحبها جدا، ومن أهم أنساب الخيل في محطة الزهراء وهو حصان ساعد كثيرا في برنامج التربية، وكان به عضم رقيق، وكان هناك حصان شهريار بدراوي وسفير بدراوي كانوا مميزين جدا ولكنهما ماتوا في سن الـ4 سنوات والخيل سفير بدراوي ترك جيلا مميزا جدا، وكان هناك الحصان مختار صقر من الخيول التي أحدثت طفرة في برنامج التربية مع خيول المزرعة.
ماذا عن الحصان بحر؟
هو اتولد مهر صغير وأخذه أحد أقاربي لمزرعة طيبة لاستعماله في برنامج التربية الخاص بمزرعته، وبالفعل نجح في ذلك.
ما هي أشهر الخيول التي اشترتها مزرعة بدراوي من محطة الزهراء؟
جميعهم مميزون للغاية، فعائلة منية النفوس هي العائلة الملكة لمحطة الزهراء، وهناك عائلة جيهان التي ترجع لجدتها فريدة المميزة، وهناك عائلة وجد التي سافرت لإحدى المزارع بقطر.
بالحديث عن “وجد” فهي لها قصة مميزة.. حدثنا عنها؟
هي فرسة أنقذتها من البيع بمحطة الزهراء أنا ووالدي من 18 سنة فهي في ذلك الوقت كانت من أحلى وأميز المهرات بالمحطة هي والفرسة “تي”، وكان هناك مزاد للخيل وعلمت من الدكتور خليل سليمان أن المهرة “وجد” سيتم بيعها في المزاد وكانت معروضة بـ30 ألف دولار وكانت أغلى مهرة في ذلك الوقت، وكان ذلك قبل المزاد بثلاثة أيام، وذهبت مع والدي والحاجة فاطمة حمزة إلى مكتب الدكتور يوسف عبدالرحمن المسؤول عن الهيئة الزراعية في ذلك الوقت، ونقلنا له وجهة نظرنا التي تقول لا يمكن بيع المهرة “وجد”، حيث إن أمها تبلغ من العمر 23 عاما ولا تنتج وليس لها إلا أخت واحدة.
وشرحت لوالدي أن هذه الفرسة من أميز وأمهر الفرس، وهناك شيخ من الشيوخ بقطر سيشتريها بـ50 ألف دولار، وبناء عليه قررنا شراءها للحفاظ عليها لوجودها في مصر وإنتاجها سلالات تكون موجودة في مصر واستطعنا شراءها في ذلك الوقت بما يقرب من 350 ألف جنيه وظلت لدى لمدة 11 أو 12 عاما أنتجت لي 3 فرسات وأسست من خلالها عائلة كبيرة ثم بعد ذلك سافرت لدول الخليج.
نظرا لأن مزرعة بدراوي رائدة في عملية الإنتاج وبرامج الإنتاج.. هل فعليًّا يمكن نقل الأجنة من الفرسة الواحدة؟
أنا لست من هواة هذا الأمر إلا في حالات معينة مثل فرسة من عائلة مهمة للغاية وأريد أن أخذ منها أكبر كم.. ونقل الأجنة من وجهة نظري وما أفعله بمزرعتي كتجربتي لا تتم بالفرسة البلدي بل بالفرس العربي وفي الحالات النادرة للفرس سواء من فرسة تعاني من أمراض تناسلية أو فرسة من سلالة نادرة خاصة وأن حركة السوق راكدة والخيل يتكدس.
وما هي أسباب هذا الركود في سوق الخيول من وجهة نظرك؟
حركة البيع راكدة منذ الثورة ووقوف التصدير الذي يوجد به إجراءات تعجيزية، خاصة أن مصاريف الخيل غالية للغاية، فطن القش على سبيل المثال وصل لألفي جنيه، فلا يوجد حاليا بيع أو شراء إلا نادرا.
كيف يمكننا حل هذا الأمر؟
نحن بحاجة لبرنامج تسويقي بالتنسيق بين المربين والجمعيات ونقيم مزادات يتم دعوة كبار المهتمين والمحبين للخيول، ويتواجد في هذه المزادات خيول تشجع هؤلاء من محبي الخيول على الشراء، فكل صاحب مزرعة يمكن أن يشارك بحصان ذي نسب وجمال يجلب الناس من الخارج.
هل المهرجانات التي تتم على مدى السنة كفيلة للترويج للخيل المصرية الأصيلة؟
هذه المهرجانات جيدة وتجلب كثيرا من المهتمين من محبي الخيول من الدول العربية.
كيف ترى خطة نقل محطة الزهراء للعاصمة الإدارية الجديدة؟
لا يوجد اهتمام كافٍ بمحطة الزهراء حاليا، فهي واحدة من أعرق المحطات ولكن لا يوجد اهتمام كافٍ بها، فهي تستحق اهتماما أكثر من ذلك، فمكانها لم يعد مناسبا، خاصة أنه يحيط بها المدافن وازدحام سكاني غير طبيعي، فاختيار العاصمة الإدارية الجديدة لها موفق للغاية، لأن الطبيعة الصحراوية تناسب وتلائم الخيل، ولكن لابد وأن يكون تصميمها كتصميم الهيئة الزراعية من وجود عنابر للخيول وتوفير البيئة الصالحة لهم وإعطاء مساحة مناسبة، وليست كما تردد مؤخرا بأن المساحة ستكون 25 فدانا، فكل الخيول المصرية في العالم مصدرها الهيئة الزراعية، وهناك فكرة قديمة كانت جيدة وأتمنى أن يتم تطبيقها مع نقل محطة الزهراء وهي صالة العرض للخيل ومكان للسباق وفندق ليكون مناسبا للأجانب من محبي الخيل.
البطولات التي خاضتها مزرعة بدراوي كانت دائما في المقدمة.. فما أبرز حصاد هذه البطولات؟
آخر مهرجان شاركنا به في مهرجان دريم حصدنا بطلة الفرسات وأجمل رأس طلوقه واثنتين برونزية في الذكور عن عمر سنة وعمر الطلايق من سن 3 سنوات لـ7 سنوات، وهناك مهرة لدينا حصدت بطلة المهارة عن عمر عام في إحدى المهرجانات، وهناك حصان حصل على الفضة “الوصيف وأجمل رأس“.
هل الأحداث السياسية التي شهدتها المنطقة مؤخرا أثرت على الخيل في مصر؟
بالرغم من أن قطر كانت سوقا مهمًّا لمصر في مجال الخيل وكانت تقدر الخيل بأسعار جيدة، إلا أن وطننا وأخواتنا الذين يضحون بأرواحهم لحمايتنا هم أهم عندنا من أي مجال تعاون مع قطر.. فالحمد لله أن بلدنا بخير وربنا يحمي بلدنا وجيشنا وشرطتنا.
هل تم أي تعامل مع إسرائيل في مجال الخيول”
لم نتعامل مع إسرائيل في مجال الخيول ولم يزرنا أي مربٍّ إسرائيلي، وأنا كمزرعة بدراوي ولا أقبل أن أتعامل مع أي مرب إسرائيلي أو أتعامل معاهم أو حتى يزور مزرعتي.. فهناك على سبيل المثال حصان جاء لمصر كإعارة من إسرائيل عن طريق أوروبا أول شيء سألت عنه من سيمضي ورقة الطلايق.
إذا وضعت روشتة لأصحاب المزارع والمربين في مصر، فما أبرز ما تريد التركيز عليه؟
أتمنى من أصحاب مزارع الخيول سواء القائمة بالفعل أو الجديدة أن يقفوا بجوار الخيل المصري، ونحاول أن نشهر خيولنا المصرية خاصة وأن مستوى الخيل المصرب في تحسن مستمر، ولديه القدرة على المنافسة في المهرجانات العالمية، ولكن ما يعوقنا هو إجراءات التصدير.
وما هي رسالتك لوزير الزراعة خاصة في ملف تصدير الخيول؟
لابد وأن يكون هناك حل لأزمة ملفات التصدير والعقبات التي تواجه هذا الملف وأن تفتح الوزارة لدول الخليج مجالا وأن يكون هناك اهتمام بالهيئة الزراعية وتوفير كل احتياجات الخيل في الهيئة، خاصة أن الهيئة بها إنتاج وفرسات مميزة للغاية وطلايق مميزة، فالهيئة الزراعية في مصر هي الهرم الرابع، فالوزارة لابد وأن تساعد الهيئة في أن تستعيد مكانتها، فعلى سبيل المثال العام الماضي ولدت مهرات مميزة، ولكن هناك نوع من الميكروب تسبب في وفاتها، وبالتالي نحن بحاجة لوجود أطباء واهتمام بالخيول ووجود تحاليل والاهتمام بالهيئة الزراعية، وأن تكون مستقلة بذاتها وأن تتطور مثل محطة بولندا.
هل هناك إحصائية رصدت عدد المزارع وإنتاج الخيل في مصر؟
هناك ما يزيد على ألف مزرعة “على ما أتذكر” فمحطة الزهراء لديها إحصائيات كاملة بعدد الخيول والمزارع، وهناك إنجاز وطفرة حقيقية في ملف الـdna في الخيول في مصر.