مهنة السروجي مهنة تراثية كان يتوارثها الآباء والأبناء من الأجداد، والسروجي لقب يطلق علي الشخص الذي كانت مهنته صناعة سروج الدواب من الخيول والبغال والحمير والإبل.
والسرج عبارة عن جسم داعم لراكب الدابة يثبت على ظهرها بروابط خاصة وأكثر أنواعها إنتشارا هو سرج الخيل الذى يكون مصمما لإعتلاء صهوة الجواد وإن كان هناك سروج تم تصميمها لإمتطاء الحمير والبغال والإبل.
وعرفت السروج منذ القدم وأقدمها وجد عام 800 ق م وهو عبارة عن وسائد محشوة يربطها إطار بسيط يلتف حول جسم الحيوان كما أن المصريين القدماء قد عرفوا صناعة السروج في العصر الفرعوني حيث يوجد العديد من الرسومات على جدران المقابر والمعابد القديمة بعضها يتضمن رسومات لسروج جميلة وضعت على ظهر الحصان الذي كان يركبه القائد الفرعوني حور محب عام 1600 ق.م، وتطور السرج بعد ذلك علي مر الزمان كما أضيف له زوج من الركابات وهي التي تعلق أسفل السرج وتستخدم لوضع القدمين عليها أثناء إمتطاء الحصان .
وفي العصر المملوكي اهتم أمراء المماليك بطائفة صناع السروج التي كان يطلق عليها حينذاك السروجية ويقول كثير من المؤرخين من بينهم إبن إياس في كتابه الشهير بدائع الزهور إن شيخ تلك الطائفة كان مقدما علي غيره من شيوخ طوائف الحرفيين فكان يأتي في الترتيب البروتوكولي بعد شاهبندر التجار، واحتفظ كثير من أمراء المماليك بطائفة السروجية لتكون بجانب الديوان السلطاني في القلعة وربما يكون هذا هو السبب في تسمية الحي القريب من القلعة عند منطقة باب زويلة حتى اليوم باسم حي السروجية.