ماذا يحدث في نزلة السمان، والتي تعتبر معقل سياحة الخيول في مصر والوطن العربي، الأوضاع في نزلة السمان ازدادت سوءا بعد توقف الحياة في المنطقة استجابة للإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، ويأمل “الخيالة” في المنطقة أن تنظر لها أجهزة الدولة بعين الرأفة قبل وأثناء الفتح التدريجي للسياحة خلال الفترة المقبلة.
من جانبها قالت سمر عبد المجيد مسئول الجمعية المصرية للرحمة بالحيوان، إن حالة الخيول في نزلة السمان صعبة، وعظامها بارزة من شدة الجوع، وأصحاب الإسطبلات لا يجدون ثمن الطعام خاصة بعد أزمة فيروس كورونا وتوقف النشاط السياحي بمنطقة الأهرامات، والتي يعتمد عليها أهالي النزلة في توفير احتياجاتهم اليومية.
وأكدت سمر أن تكلفة طعام الخيول كبيرة، فالحصان الواحد يأكل 100 حزمة برسيم يوميا، والحزمة الواحدة يتراوح سعرها بين جنيه لجنيه وربع، ونحاول قدر استطاعتنا المساعدة، لكن توجد جهات عديدة عليها المساعدة أيضا، مضيفة: الوضع صعب بالفعل والحصان يأكل “نص بطن” كما يقول أصحاب الخيول هناك.
من جانبه أطلق حاتم ستين خبير الخيول الدولي، مبادرة “رحمة” لإنقاذ خيول نزلة السمان، واعتبرها مأساة إنسانية، وقال: “الخيول في حالة صعبة، قمت بالكشف على كل الخيل التي عُرضت عليّ، نزلة السمان كانت وما زالت معقل السياحة الصحراوية في مصر، ومقصد كل محبي الخيول في العالم العربي كله”.
وأعلن علاج الجروح والتقيحات للخيول المُصابة، وصرف الأدوية ومتابعة علاجها مع أصحابها، وكذلك صرف الأعلاف حسب عدد الخيول المملوكة لكل شخص بعد توقيع الكشف الطبي عليها، إضافة لوضع نظام غذائي خاص لكل حصان على حدة.
من جانبه أكد الدكتور محمد القرش معاون وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الوزارة ساعدت أصحاب الخيول الموجودة بنزلة السمان وشنت حملة بيطرية منذ أسبوعين لعلاج الخيول وإجراء بعض الفحوصات الطبية لها وعلاجها وإجراء بعض العمليات الجراحية.
وأضاف أن الوزارة قدمت بعض المساعدات مشددا على أن الوزارة تتابع عن كثب خيول منطقة نزلة السمان، موضحا أن الوزارة تعمل على التنسيق بين المركز الإقليمي للأغذية والأعلاف وبعض مصنعي الأعلاف ومديرية الطب البيطري بالجيزة وهيئة الخدمات البطرية من أجل عمل حملة لطرق الأبواب لإيصال الطعام والأعلاف للخيول.
ولفت القرش إلى تنظيم زيارات متعددة للمنطقة، ودعا الجهات المختلفة للمشاركة في تقديم الغذاء للخيول، نظرا لمعاناة أهلها بسبب انقطاع السياحة وعدم تمكنهم من إطعام الحيوانات.
وفي نفس السياق تبدأ الشركة المسئولة عن إدارة الخدمات السياحية بمنطقة أهرامات الجيزة، إنشاء وحدة بيطرية لعلاج وتأهيل الجمال والخيول بها، وسيكون مقرها نزلة السمان، وتواصل الشركة تقديم الأعلاف والغذاء للخيول والجمال لمساعدة أصحابها علي مواجهة ظروف توقف السياحة بسبب تفشي وباء كورونا المستجد، وتقديم الدعم العيني للعاملين بالمنطقة الأثرية بالاهرامات من المساعدات الغذائية حتي انتهاء الأزمة.