هل فكرت يوما في معرفة مدى رؤية حصانك المفضل، الحقيقة أن رؤية الخيل تختلف تماما عن رؤية الإنسان، فالحصان – كمعظم الحيوانات الرعوية التي تُفترس- لديه رؤية أحادية، بمعنى أن أعينها على جانبي الرأس، وترى بشكل مستقل بكل عين، مما يعطي الحصان نطاقا أوسع من الرؤية، يستخدمه في مراقبة الخطر وتناول الطعام في نفس الوقت، كما أنه يمكن أن يرى الأمام والخلف والجانبين في ذات الوقت.
وتستطيع الخيل أن ترى في الظلام أفضل من البشر، لذلك يطلب من المدربين والفرسان التريث والصبر قليلا، وإعطاء الخيل الوقت الكافي للتكيف عند انتقالها من مكان شديد السطوع إلى آخر مظلم وبالعكس، وهذا ما يفسر أن كثيرا من الجياد تصبح خائفة أو هائجة أو قلقة، عند دخولها الأماكن المظلمة، كذلك سيارات النقل عديمة أو قليلة الإنارة، أو حضورها إلى ساحة السباق المظلمة، مع الأخذ بالاعتبار أن الخيل لا تنسى بسهولة ما عانت منه في منطقة معينة، وتصبح هائجة أو قلقة كلما جاءت إلى نفس المنطقة، وفي بعض الأحيان تصل إلى حد “الحرن”، وهو مصطلح يعرفه مربي الخيول جيدا ويعني صعوبة السيطرة عليها.
وتعاني الخيل من مناطق ميتة لا يمكن أن ترى فيها، لأن جهازها البصري غير متكيف لجميع المناطق المحيطة بها، ومن هذه المناطق البقعة التي تمتد حوالى 4 أقدام أمام الجبهة المواجهة لرأس الحصان، مع الأخذ بالاعتبار إمكانية اختلاف هذه المسافة تبعا لشكل رأس الحصان، فإذا كان ذا جبهة عريضة، فإن البقعة المبهمة أو العمياء ستكون أطول من ذي الجبهة الضيقة، لذلك يستحسن عدم الاقتراب منها مباشرة من الجبهة الأمامية، لأنها قد لا تراك إلا إذا اقتربت في حدود المنطقة المبهمة أو العمياء، بما يفسر لماذا يقوم الحصان برفع أو إمالة أو لف رأسه عند اقتراب شخص ما منه من جبهته الأمامية، أو حتى اقترابه من الأشياء الأخرى من الأمام مباشرة، وهذا الأمر استغله الفرسان ذوي الخبرة عند اقترابهم من الحواجز، إذ لا يقتربون إلا بزاوية معينة، أو ميل معقول، حتى يتركوا للحصان الفرصة الكاملة لرؤية وتحديد الحاجز المقصود، وهو أحد أسرار قفز الحواجز والتفوق بها.
وفي بعض الاحيان لا تستطيع الخيل رؤية صدورها أو مفاصل ركبتها أو حتى حوافر أيديها، وكذلك الأرض قرب أقدامها، وهو أحد نقاط الضعف في جهازها البصري، كما أن الخيل لا يمكن لها أن ترى المنطقة أو الأرض أو الأشياء التي تقع خلفها مباشرة، وهي أخطر منطقة عمياء في الجهاز البصري للخيل، لذلك ينبغي على المربين والمدربين وممن لهم علاقة بهذه الكائنات، عدم الاقتراب منها من الخلف مباشرة، وإلا سيكونون عرضة للرفس عند أي صوت أو حركة.