بمجرد سماع لفظ حصان “طروادة” يتبادر إلى الذهن مباشرة التعبير عن الخيانة، والطابور الخامس وغيرها من مسميات حرب الجاسوسية، فحصان طروادة هو صاحب أشهر خدعة حربية عبر التاريخ، والذي أنهي حربا دامت أكثر من 10 سنوات إبان الإمبراطورية الإغريقية القديمة، وجسد الفيلم الشهير “Troy” قصة الحصان في فيلم بطولة النجم العالمي براد بيت عام 2004، وحصد إيرادات عالمية وصلت لما يقرب من 500 مليون دولار.
وقصة حصان طروادة وردت كاملة في ملحمة “الإلياذة” للمؤرخ الإغريقي “هوميروس”، ويحكي فيها حكاية حصار مدينة طروادة من قبل جيوش الملك “أجا ممنون”، واستعصت المدينة على الجيوش الهائلة، حتى نجح “أوديسيوس” في صناعة حصان خشبي ضخم مجوف من الداخل، بعد أن أخذ الفكرة من نجار إغريقي يدعى “إيبوس”.
وأمر أوديسيوس العمال بصناعة حصان خشبي ضخم، وتظاهر الإغريقيون بالانسحاب وتركوا الحصان أمام أسوار طروادة كنوع من الإقرار بالهزيمة والتسليم، وانخدع أهل طروادة بأمر الحصان، وأدخلوه إلى قلب مدينتهم، ولما حل الليل، خرج من باطن الحصان بعض الجنود الإغريق الذين تسللوا في الليل وفتحوا الأبواب أمام الزحف الإغريقي؛ فنهبوا المدينة وأحرقوها وقتلوا من فيها جميعا حتى النساء والأطفال، حسبما تشير سطور الإلياذة.