كتب محمود سمير منذ قديم الزمان وللخيول أهمية كبيرة، حيث كان يستخدمها الناس قديما في كافة رحلاتهم وحروبهم، وهنا نسرد قصة من الزمان البعيد والتي تحكي قصة حصان أعمى، ولكن قبل إصابته كان مسمى بـ” سباق الريح “.
سباق الريح
كان الحصان الأعمى مملوكًا لأحد التجار الأثرياء في العصر القديم، لم يكن الناس يعرفون الاختراعات الحديثة، حيث كان الناس يسافرون الدول باستخدام الخيول والجمال، لكن لأن الخيل أسرع كانت الأكثر استخدامًا في الحروب والرحلات، كان الحصان المسمى بـ”سباق الريح” يربى في حظيرة التاجر ضمن العديد من الأحصنة.
وفي يوم، كان التاجر يسافر لبلدة ما وهو يمتطي ذلك الحصان قبل إصابته بالعمى، وخلال سيره في الصحراء يقتطع طريقه بعض من الرجال قطاع الطرق، فإذا بالحصان “سباق الريح” يدافع عن صاحبه بكل قوة ويرفس اثنين من هؤلاء اللصوص ويدهس اثنين آخرين، وقام بالفرار من هؤلاء اللصوص ونجى ذلك التاجر.
الحصان الأعمى
أصبح الحصان الأعمى من أكثر الخيول المحببة لدى التاجر، مما جعله يأمر حراس حظيرته بالاهتمام بتلك الحصان والإكثار من إطعامه، وفاءً له عما قدمه من إنقاذ لحياته، وحكى لجميع سكان قريته عن بطولة هذا الحصان، واستمر في تربية هذا الحصان حتى أصيب بالعمى ووصل “سباق الريح” لسن الشيخوخة، مما جعل عطائه أقل من السابق.
لم يكن من التاجر صاحب الحظيرة إلا أن يأمر بالتخلص من ذلك الحصان الذي كان سببًا في إنقاذ حياته في يوم من الأيام، وبالفعل تم طرد هذا الحصان من بيته، حتى كان أن يموت الحصان الأعمى من الجوع والعطش، وإذ بأحد من أهل القرية يراه ويتعرف عليه، حتى جمع سكان تلك البلدة والذين كانوا يعرفون قصة إنقاذ حياة هذا الحصان للتاجر.
فقد قام كبار البلدة بالحكم على التاجر بعودة الحصان إلى حظيرته والاهتمام به لأنه كان سببًا في إنقاذ حياته، فنجد في هذه القصة أن الحصان يتمتع بالوفاء والولاء لصاحبه، حتى أنه من الممكن أي يضحى بنفسه من أجل الحفاظ على حياة مربيه، لذا تجد العديد من الفرسان يعشقون الخيل بشغف كبير لما يتمتع به من وفاء وولاء لصاحبه.