كتب محمود سمير حب الخيول هو سلوك تتوارثه الأجيال، ولم يكن في الزمن الحديث فقط، بل كان أيضًا العرب القدامى من عشاق الخيل، لذا تجد أن كثيرًا من الزعماء والحكام العرب سابقًا كانوا من هواة تربية الخيول واقتنائها، كما ورد في كثير من كتب التاريخ، ومنهم محمد علي وأسرته.
فتجد الكثير من الحكام في العصر الحديث والقديم اهتموا كثيرًا بتربية الخيول، لاستخدامها في الحروب والفتوحات، ولم يكن عشقهم للخيول لاستخدامها في الحروب فحسب، بل كانت عشق الخيول عندهم للهواية وحب الاقتناء أيضًا وليست كما يعتقد البعض أنها للمعارك فقط.
فتعددت أنواع الخيول المنتشرة بمصر في عهد محمد علي وأبنائه، فكان هناك العديد من أنواع الخيل منها: “المصري، النجدي، الشامي، الدنقلي، الآسيوي والأوروبي”.
وكان المصريون يعتنون بالخيل في هذا العصر ويقدمون لها الطعام كهبة منهم، ولم تجد أحد من المصريين في عهد محمد علي يعامل الخيول بطريقة سيئة أبدًا، لذلك توارث استخدام الخيول في بعض القرى بمحافظات الصعيد إلى وقتنا الحالي.
كانت لدى عشاق الخيل في تلك الفترة العديد من العادات الغريبة، حيث كان هواة الخيل إذا مات حصانهم، يقوموا بتكفينه ودفنه والقيام بمراسم العزاء لهذا الحصان، نظرًا لما يتمتع الخيل في تلك الفترة من أهمية بالغة لدى المصريين.
وعند وفاة مربي الخيول يقوم الخيالة حتى الآن في الصعيد بوضع الطين على جبها خيولها الخاصة، لاعتقادهم بأن الخيل تحزن على وفاة صاحبها، وأصبح هواة تربية الخيول واقتناء في تلك الفترة ذات أهمية بالغة للكثير من المصريين والعرب، بل أيضًا امتدت تلك الهواية إلى بعض الدول الغربية والأوربية، حتى أصبحت الفروسية من أهم الرياضات على مستوى العالم أجمع.
يقسم بعض هواة الخيل في النوبة الخيول إلى قسمين هما: “سعد، ونحس”، لاعتقادهم بأن الخيول لها تدخل في جلب السعادة والنحس، فأما الخيل “سعد” فيقولون إنه يجلب السعادة لصاحبه ومتقنيه، أما الخيل الآخر “نحس”، فيقولون إنه يجلب التعاسة والنحس لصاحبه.