هل تلبي الخيول نداء صاحبها ؟ بينما تتجاهل تمامًا أي شخص آخر قد يكون على مسافة أقرب .. مثل الطبيب البيطري أو أي غريب آخر؟ هل تركض نحوك بمجرد فتح باب المزرعة وأنت تقف وسط أصدقائك وعائلتك؟، أحيانًا قد يفسر هذا النوع من السلوك على أنه صدفة، لكن علينا أن نتساءل هل من الممكن أن الخيول تعرف صاحبها حقًا؟.
والأهم من ذلك، هل يمكن لـ الخيول التمييز بيننا وبين أي شخص آخر قد يرعاها ويقدم لها القش أو يركب لها السرج؟، ولكن ماذا يحدث إذا كنت مريضًا في يوم ما، وأرسلت صديقًا ليخرج الخيول، أو حصانك على وجه التحديد؟ إذا كان صديقك يفعل كل ما تفعله له عادة، فهل سيدرك حصانك أنه صديقك وليس أنت؟.
الخيول تستطيع
الجميع يعتقد أن الخيول يمكنها أن تتواصل معنا مثل جميع البشر في العالم، ولكن هذا التواصل بلغة أخرى مختلفة غير مسموعة، ومع ذلك، فهناك العديد من الدراسات التي تشير إلى أن الخيول تعرف صاحبها المقربين منها بنفس الطريقة التي يتعرفون بها على الخيول الأخرى في القطيع.
الخيول تجمع بين الإشارات البصرية والسمعية
في عام 2012، نشر علماء السلوك الحيواني دراسة وجدت أن الخيول قادرة على التعرف على أصحابها بل وتمييزهم، من خلال الإشارات السمعية والبصرية، كما هو الأمر مشابهًا في كيفية تمتع البشر بالقدرة على مطابقة وجه الشخص من صوته.
دراسات: الخيول تتعرف على الصوت
عندما نسمع صوتًا مألوفًا، نشكل صورة ذهنية لمن يتحدث، ثم نطابق الصورة البصرية مع الإشارات السمعية للتعرف على أفراد معينين، والخيول أيضا يتطابق معها نفس النظرية!
الدراسة تقول إنه كان للباحثين شخصان يقفان على جانبي الحصان، شخص منهما كان على دراية بالحصان، والآخر كان غريبا، ثم قاما بتشغيل تسجيل صوتي من أحد المتحدثين الخفيين لصوت الشخص المألوف أو الصوت الغريب.
تبينت النتائج التي توصلا إليها أن الخيول غالباً ما كانت تتجه نحو الشخص المألوف عندما سمعت صوت هذا الشخص، يشير هذا إلى أن الخيول تتعرف على الصوت وتعرف الإنسان الذي ينتمي إليها.
الخيول تعرف صاحبها
عندما تسمع الخيول بصوت غير مألوف، لا يبدو عليها القيام بأي نوع من علامات التواصل تجاه أي من الأشخاص الذين يقفون بالقرب منها.
قام الباحثون أيضًا بهذه التجربة مع شخصين عرفهما الحصان بالفعل، كان الاختبار هو معرفة ما إذا كان يمكن للخيول التمييز بين صوتين مألوفين ومطابقة كل صوت مع وجه مألوف، اجتازت معظم الخيول الاختبار، مشيرة إلى أن الخيول تستخدم ذاكرة متعددة الوسائط (ذاكرة تنطوي على أكثر من إحساس) لتحديد هوية البشر.
الخيول طورت هذه المهارة كوسيلة للحفاظ على الذات
خارج هذه التجربة، تشبه هذه التجربة كيفية ظهور الخيول عندما تحاول استدعاءها بأسمائها، ولكنها تختار تجاهل أي شخص آخر، وتتعرف على صوتك، وتطابق هذا الصوت مع وجهك، ثم تقوم بإجراء الاتصال بأنك شخص مألوف وجدير بالثقة.
تشير الدكتورة (كارين ماكومب)، المؤلفة المشاركة في الدراسة، إلى أن الخيول طورت هذه المهارة كوسيلة للحفاظ على الذات مثل الكلاب، كما أن الخيول لها تاريخ طويل من التفاعل مع البشر، ويرى (ماكومب) أن قدرة التعرف على البشر قد تطورت من حاجة الخيول إلى معرفة من تستطيع الوثوق بهم.
الاعتراف من خلال التعزيز
هناك نظرية أخرى مفادها أن الخيول لا تتعرف على البشر كأفراد بقدر إدراكها للأفعال المتكررة من الإنسان.
على سبيل المثال، إذا كنت تأتي إلى الحظيرة كل صباح لتتخلص من القش، فإن الخيول تعلم أو تتوقع وصولك، الأمر نفسه ينطبق على ركوب الخيل، وممارسة الرياضة، التي تتعرف الخيول بهذه التفاعلات، ويمكن لروتينك اليومي معها أن يعزز معرفتك في ذهنه.
أدلة قصصية من أصحاب الخيول
تشير الدراسات السابقة جنبًا إلى جنب مع أدلة قصصية من أصحاب الخيول التي لا تعد ولا تحصى، أن الخيول قادرة حقًا على التمييز بين أصحابها، وبقدر أنه لا يزال هناك الكثير من الغموض يستدعي الكشف عنه، ولكن هذا لا ينبغي أن يمنع أن أي محب لـ الخيول من الاستمتاع بالعلاقة القوية الرائعة التي يشتركان فيها معا.
اقرأ أيضًا:
تخليد الحصان.. قصة بارزة على مر العصور