من المبارزة ورمي الأطباق إلى الفروسية.. رياضات تمارس من أعلى ظهور الخيل

ارتبطت الخيول ارتباطا وثيقا بحياة العرب قديما، و كان لها مركز متميز ومرموق، فهي تعد رمزا للقوة والبطش والشهامة والإقدام، وهي أيضا تعد مركز قوة وضعف القبائل، فقد كانت تقاس قوتهم بمقدار ما تملكه الفروسية لديهم من ميزات وخصائص.

فالخيول حاضرة في رياضة العرب الشهيرة “المبارزة”، مرورا برمي الأطباق، وموخرا ظهرت الرماية بالإضافة إلى ظهور الفروسية ورمي السهام، ويشترط في ممارسة تلك الرياضات أن يجيد اللاعب ركوب الخيل والثبات والثقة بالنفس أولًا قبل البدء بممارستها.

الفروسية

تعد رياضة الفروسية أهم تلك الرياضات التي يستخدم فيها الحصان العربي الأصيل، فهي رياضة تعتمد كثيرًا على الذكاء والقوة والتحمل لدى الحصان والفارس اثناء ممارسة الرياضة، كما أنه من الضروري أن يتحلى اللاعب بالثقة بالنفس والسيطرة على الخيل وتعلم القفز والتتابع، ومن أنواعها سباق التحمل وسباق الحواجز، كما أستخدمها العرب قديمًا من أجل الدفاع عن الضعيف ومن أجل مواجهة الأعداء في وقت الخطر.

أما عن طريقة ممارسة اللعبة، فلابد أولًا من تقسيم اللاعبين إلى أكثر من مجموعة حسب الجنس والسن، وتنقسم لعبة الفروسية إلى أكثر من نوع، ويعد أشهرها سباق قفز الحواجز، وفيه يتم السبق داخل مضمار، و تقفز الخيول أعلى العقبات الموجودة داخل المضمار بحيث تتجنب السقوط أرضا أثناء القفز.

أما النوع الثاني من لعبة الفروسية، فهو سباق الترويض، وفيه تتسابق المهور والسلالات الخفيفة والثقيلة، دون وجود حواجز، كما أنها تعتمد على السرعة الكبيرة للوصول لخط النهاية.

أما النوع الثالث منها، وهو سباق التحمل، ففيه يكون السباق داخل مسافة معينة، وتبدأ من 50 إلى 100 ميل، ويكون أعلى المناطق الجبلية الوعرة، ويعتمد على قدرة تحمل المتسابق في الاستكمال حتى النهاية والفوز بالسباق.

المبارزة

تعتبر رياضة المبارزة من ألعاب القتال التي يستخدم فيها الخيول العربية الأصيلة، ويتطلب ممن يمارسها أن يتمتع بالعديد من الصفات، أهمها الذكاء والصبر وقوة التحمل وسرعة البديهة والدقة.

وفي رياضة المبارزة يحاول كل من المتنافسين أن يسجل لمسة على الآخر بسلاح معين، وفيها يستخدم سلاح الشيش، وفي سلاح الشيش يكون الهدف الجذع والصدر والظهر ومثلث البطن، ويتم تسجيل اللمسة بحرف السيف.

والسلاح الثاني فيها، هو سلاح السيف، وفيه يكون الهدف فيه الجزء العلوي من الجسم، حيث يشمل الجذع والرأس والذراعين، كما أن اللمسة تكون صحيحة بحدة أو بحرفة.

أما السلاح الثالث، ففيه يرتدي المتسابق قناعا وقفازا وبدلة بيضاء مبطنة، ويسمي سلاح سيف المبارزة، ويكون الهدف فيه جميع أجزاء الجسد، ويتوافر في تلك اللعبة كل وسائل الأمان.

وتعد المبارزة رياضة النبلاء، وهي من أهم رياضات التسلية التي اهتم بها العرب، وقد اشتهر العديد من الفرسان بممارسة تلك الرياضة مثل عنترة بن شداد، كما انتقلت تلك اللعبة إلى بلاد أوروبا حيث مارسوها، وتقام الآن في الدول العربية وفي العديد من الدول مسابقات للمبارزة ولها جمهور يتابعها.

الرماية

الرماية من الرياضات الهامة التي يستخدم فيها الخيل العربي الأصيل، وفيها يتم الجري بسرعة بالخيل و التصويب تجاه الهدف، وهي تنقسم إلى أكثر من نوع، ولعل أهمها الرماية بالقوس والتي يستخدم فيها الخيل، حيث يقوم الفارس بقيادة الخيل في المضمار، ويطلق عدة أسهم على الأهداف المحددة.

كما أن هناك أنواعا أخرى للرماية، منها رماية الأطباق والمسدس الحر وأسفل الخط والبندقية.

كما أن تلك الرياضة كانت تمارس قديمًا بهدف اصطياد الفرائس، ولكن حديثًا تم تنظيم بطولات للرماية في العديد من الدول العربية والأجنبية، وتعد أيضًا من أهم الرياضات التي تلاقي استحسانا لدى الكثيرين، كما أنه لتلك الرياضة العديد من الفوائد، منها أنها تكسب ممارسها المهارة الجسدية واللياقة والذكاء والتركيز.