تذكر بعض كتب التاريخ أن من أشهر الحروب التي حدثت بين العرب وبعضهم في زمن الجاهلية، تحمل اسم “حرب داحس والغبراء”، لم يكن السبب في اندلاع هذه الحرب بالأمر الكبير، وإنما اشتعل فتيلها من داخل سباق خيول ، قامت من بعده حربًا ضروسًا امتدت لأربعة عقود كاملة بين طرفي قبيلة “غطفان”، وهما “عبس” و”ذبيان“.
المناذرة
تعود قصة هذه الحرب إلى حكاية النعمان بن منذر، الذي ينتمي إلى “المناذرة”، عندما تعرضت قوافله للنهب والسلب أكثر من مرة من قبل لصوص وقطاع الطرق المتربصين لمثل هذه القوافل طيلة الوقت، ما جعله يقرر تغيير المنوط بالحماية على قوافله بعدما يأس من كف اللصوص عن التربص بها.
داحس
وكانت حينها تخضع قوافل النعمان لحماية “المناذرة”، فانتقلت الحماية وفق رغبته إلى القيس بن الزهير.
ما أغضب المناذرة بصورة كبيرة حينها وأرادوا الثأر والرد على النعمان بما يغضبه نتيجة قراره الذي اتخذه.
فتربصوا لفرس النعمان الذي كان يحمل اسم “داحس” في سباق خيول كان مقامًا حينها.
وأبطؤوه خلسة حتى فازت عليها فرسهم التي كانت تحمل اسم “الغبراء”، ليكتشف النعمان ذلك بعد انتهاء السباق.
ما أغضبه غضبًا شديدًا، ما كان سببًا كافيًا بالنسبة لهم لاشتعال الحرب التي حملت اسم الفرسين فيما بعد.
هذه الحرب طويلة الأمد، التي اندلعت بسبب سباق خيول، استمرت ما يقارب الـ 40 سنة، بسبب اتساع رقعتها خارج القبيلة بعد تحالفات كثيرة تمت بين طرفي الحرب الأصليين وغيرهم فدخلت فيها قبائل أخرى يريد كل منهم الانتصار لحليفه، ما زاد من عدد ضحاياها بشكل كبير، وكان من بينهم، بحسب بعض الروايات، عنترة بن شداد الذي قيل إنه كان له دور كبير وبارز في هذه الحرب، لينتصر في نهاية الحرب قبيلة “ذبيان”، قبل أن يتدخل بعض القبائل العربية من أجل إنهاء التناحر والصراع القائم منذ عقود، مقابل دفع ديات القتلي للقبائل التي راح لها ضحايا في الحرب، لتظل هذه الحرب واحدة من أشهر حروب العرب، ويكتب بسببها للفرسين “داحس، و”الغبراء” شهرة لن ينالها كثيرون غيرهم.