تدريب أدب الخيل يعد واحدة من أهم التدريبات التي يشتهر بها الخيل العربي، وهو ما يؤكده عباس أبو العلا، مدرب متخصص في أدب الخيل، والذي يقول: “إن لكل منطقة أو بلد أو محافظة ألوان مختلفة من التدريبات التي تؤهل خيولها، فمثلا في أقصى صعيد مصر مثل أسوان يهتم أهلها بتدريب خيولهم على السباقات، بينما يهتم أهل سوهاج وأسيوط بتدريب خيولهم على بداية من تعليم المشي وجري الرهوان، وفي بني سويف والجيزة والبحيرة والشرقية يشتهر أهلها بتدريب خيولهم على الرقص، وهكذا”، مشيرًا إلى أن تدريب أدب الخيل هو عبارة عن تدريب الحصان وجعله لديه القدرة على عمل حركات معينة لتكوين رقصات على أنغام الموسيقى، وهو لون محبب للكثيرين، حسب قوله.
تبدأ عمليات تدريب الخيول على الأدب، وفق قول “عباس”، من خلال تعليمه ما يطلق عليه “المسار”، وهو عبارة عن تعليم الحصان المشي أولا، حيث يتم تعليمه كيفية السير يمينًا أو السير يسارًا من خلال تعليماتك له وأنت على ظهره، فيتعلم الحصان متى يتوقف ومتى يمشي ومتى يجري، وبعد تعلم الحصان هذه الأساسيات يمكن له الدخول في مرحلة تعليم الرقص نفسها، لأن الرقص يعتبر هو آخر مرحلة من مراحل التدريب، التي يجب أن يتعود فيها الحصان على تلقي التعليمات من مدربه أو من الراكب عليه وتنفيذها على أكمل وجه، موضحًا أن هناك أسلوبَ الثواب والعقاب الذي يجب اتباعه مع الحصان أثناء تدريبه، فعندما يقوم بعمل شيء بشكل صحيح يجب أن يكافأ من صاحبه وفي حالة تكرار خطأ ما يجب معاقبته.
أدب الخيل
الرقصات التي يقوم بها الحصان في تدريبات أدب الخيل كثيرة، وفق قول “عباس”، تعد أشهرها رقصة المربع، وإلى جانب هذه الرقصة هناك أيضًا رقصات الشيرلستون، ورقصات الحصان على 3 أرجل، وغيرها، مشيرًا إلى أن كل هذه الرقصات تكون متوقفة على قدرة الحصان نفسه، فقد يكون هناك حصان متفوق على حصان آخر من حيث المهارات وما يمكنه أن يقوم به، فالأمر يشبه تمامًا البشر، قد يكون هناك 5 أشقاء في التعليم، ليسوا جميعهم في نفس المستوى من الذكاء والتفوق والاستيعاب، وهو الأمر نفسه بالنسبة للحصان، فهناك حصان ذكي يتلقى الأوامر وينفذها بسهولة، وآخر قد يكون عنيفًا بعض الشىء وهكذا.
تدريبات الحصان
يضيف “عباس” أن تدريبات الحصان على أدب الخيل يبدأ من سن 3 سنوات، يحتاج بعدها إلى فترة كافية حتى يصل فيها إلى مستوى الاحتراف، وهي الفترة التي يتوقف تحديدها على الحصان نفسه وعلى مدربه في نفس الوقت، فهناك حصان يكون لديه القدرة على التعلم بصورة سريعة وآخر يحتاج إلى وقت أطول بعض الشيء، فهناك حصان يمكن أن يكون مؤهلا بعد بضعة شهور، وآخر قد يحتاج إلى سنة أو أكثر حتى يمكن له أن يؤدي المطلوبة منه، مشيرًا إلى أن الحصان لا ينسى ما تم تدربيه عليه، ولكن في الوقت نفسه، يجب متابعة تدريبه بشكل مستمر خاصة في حالة دخوله مسابقة ما أو حفلة ما، على أن يتم تدريبه مرة أو مرتين أسبوعيًا حتى يتمكن الحصان من المحافظة على المستوى الذي وصل إليه.
وأوضح “عباس” أن هناك العديد من المجالات التي يمكن للحصان الحاصل على تدريبات أدب، المشاركة فيها، فهناك الحفلات الخاصة، التي عادة ما تكون بين أصحاب الخيول وبعضهم البعض، يتم فيها استخدام الطبل البلدي في ساحة معدة لذلك، يقوم فيها كل صاحب حصان بتقديم ما لديه من عروض، وإلى جانب ذلك هناك المسابقات التي يمكن لهم المشاركة فيها، فهناك مسابقات يتم تنفيذها في عدد من المحاظات مثل محافظات البحيرة والشرقية والمنوفية والجيزة، وهي مسابقات سنوية يقدم كل حصان فيها مجموعة رقصات معينة أمام عدد من المحكمين الذين ييقومون بتقييم ما قدمه الحصان.
قيمة الحصان الحاصل على هذا النوع من التدريبات ترتفع، حسب قول “عباس”، فهي مهارة كبيرة تضيف للحصان الحاصل عليها كثيرًا عن غيره، وقد ترفع من سعره مقارنة بغيره، ضاربًا مثلا بالوظيفة التي يتقدم لها اثنان، أحدهما حاصلا على مؤهل دراسي عال، وآخر لا يملك مؤهل، فبالطبع تزيد فرص صاحب المؤهل الدراسي العالي عن غيره، وهو الأمر نفسه بالنسبة للحصان، فالكثير عند شراء حصان لاستخدامه في مثل هذه الأمور يفضل شراء المتعلم منهم.
اقرأ أيضًأ:
جميع المؤسسات الدولية تقدر الخيول المصرية العربية
شاهد .. رئيس التنمية الزراعية: الخيل المصري الأصيل يعتبر أجمل خيول العالم
بالفيديو .. البطولة الدولية الـ21 لجمال الخيول العربية الأصيلة